من أجمل وأمتع البرامج التليفزيونية وأكثرها فائدة برنامج (ماما دوت أم) الذى يذاع كل يوم جمعة وأتابعه بشغف واهتمام لأنه يشرح بشكل عملى مشكلات الحياة الزوجية التى تكثر وتتزايد فى مجتمعنا باستمرار..
البرنامج من إعداد وتقديم الإعلامية فاطمة مصطفى التى تمثل وجها جادا ومألوفا دون تكلف أو تصنع شكلا وموضوعا وتختار موضوعات خطيرة لتناقشها من جميع أبعادها مثل الطلاق وتعدد الزوجات والعنف الأسرى والمهر والنفقة وغيرها من القضايا الهامة التى تمس كل بيت خاصة بين حديثى الزواج وتأتى بنماذج من الرجال والنساء الذين يعانون من مشكلات حقيقية وتتناقش معهم بصراحة مع إخفاء ملامح وجوههم فى أغلب الأحيان ضمانا لسرية معلوماتهم فنجد ضيفا تزوج خمس عشرة مرة ورجلا آخر لا يتذكر أسماء أولاده لكثرتهم وزوجة تزوجت وهى فى الرابعة عشرة وأخرى طلقت لأسباب تافهة وأخريات تعرضن للخيانة والعنف وأمهات صبرن واحتملن من أجل أطفالهن وأتعجب من قدرتها على العثور على هذه النماذج المنتقاة بعناية لتمثل الملامح الإنسانية للقضية التى تناقشها والحقيقة أننى لا أعرف الإعلامية فاطمة مصطفى معرفة شخصية ولكنى أكن لها كل الإعجاب والاحترام لأنها مجتهدة وتحترم عقلية المشاهد بنفس القدر الذى تخاطب فيه مشاعره وتستضيف ضيوفا منتقين بعناية ما بين رجل دين إلى أستاذ علم النفس إلى محامى أحوال شخصية إلى رئيسة المجلس القومى للمرأة الدكتورة مايا مرسى وتناقشهم بانتباه وبشكل جاد فى كل القضايا التى تمس الأسرة والتى استعدت جيدا للمناقشة بجمع المعلومات والتحضير الجيد لها بالإضافة إلى ملابسها البسيطة المحتشمة التى تجعلك تعتبرها صديقة أو جارة تستهدف الإصلاح بين الأزواج الذين فشلوا فى استمرار زواجهم وحرصا على الأطفال المعرضين للخطر بكلمة الطلاق التى ينطق بها الزوج فى لحظة غضب فيدمر بها حياة أسرته ويهدد مستقبل أولاده فينشأون تعساء ولا يثقون فى مؤسسة الأسرة وينشأون ضعاف الشخصية وربما يرفض الزوج الإنفاق على أولاده بعد الطلاق عنادا ونكاية فى طليقته فيتعثر الأطفال فى دراستهم وربما يكون مصيرهم التحول إلى أطفال شوارع.
إن إصلاح مؤسسة الزواج ومنعها من الانهيار هدف نبيل يبدأ بتوعية الزوجين دون انحياز لأحدهما بحقوقهما وواجباتهما لتنشأ الأسرة على أسس سليمة ومتماسكة لتصمد أمام التحديات التى تواجهها.
