كل يوم

عائلة واحدة

بيشوى باسل
بيشوى باسل

 أتعجب كثيرا من روعة بلادى ومن روعة أهالينا فى المحافظات ولأنى مكلف بسبب عملى أن أزور العديد من المحافظات لم أجد فى جمال بلادى وأقصد تحديدا المحافظات بمصر.. أكاد أجزم أننا عائلة واحدة.. بالإسكندرية تجد الحماس والنشاط، وفى أسوان تجد الطيبة و»أجمل ناس»..

وفى الصعيد الكرم، سيناء وشعبها الجميل بجمال المحافظة وأيضا الحقيقية فى الوادى الجديد تجد الابتسامة النابضة، مع اختلاف كل محافظة وكل شعب عن الآخر إلا أنى لم أجد غربة فى أى منها..

بحرى وقبلى عائلة واحدة حتى أنى فى أى بلد أجد نفس الوجوه، قد تختلف الأزياء قليلا ولكن الوجه واحد.. حتى أنى وجدت نفسى أفكر فى معنى كلمة بلادى..

كلهم بلادى كلهم مكانى بمعنى الكلمة «نفس النكتة الحلوة»، «نفس الشغف»، «نفس كوباية الشاى الغامقة» فى جميع المحافظات رغم فرق المئات من الكيلومترات، اتفق المصريون على طبق الفول فى الفطار، ما أن زرت محافظة إلا وكنت أتوق لزيارة الأخرى وما أن زرت مركز إلا وكنت أتوق لأرى أهل المركز. زرت الأحياء القديمة بمحافظة الإسكندرية. المحافظة التى تعيش فى قلب كل مصرى.

عروس البحر المتوسط. ولكل حى قصة وتاريخ يوضح عظمة الإسكندرية وفوجئت بتسمية أحد الأحياء باسم كرموز وقد سمى بهذا الاسم نسبة إلى أحد القساوسة الأقباط الذى كان يسكن تلك المنطقة ويدعى كارموسى وحى سيدى بشر الذى سمى نسبة إلى الشيخ والإمام العارف بالشيخ رشيد بشر. 

وجلست مع عائلة من قرية المعابدة بمحافظة أسيوط تعرفوا علىّ وأكرمونى بكوب من الشاى وحكوا لى عن تلك القرية التى تسكن ضفاف النيل حيث البيوت الصغيرة والأراضى الخضراء الغامرة بالخير والسلام والراحة. 

بكل صدق تجمعنا بلدنا «تحت راية واحدة مها اختلفنا» من محافظات مسلمين أو أقباطا بشرة قمحية أو بشرة سمراء لسان اللهجة صعيدية أو لهجة وجه بحرى. 

رغم اختلاف الطباع والعادات إلا أنها السهرة واحدة والونس عيلة والعيلة واحدة.

المستشار القانونى لقداسة البابا تواضروس الثانى