بـ ..حرية !

وجع إسرائيل

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

خمسون عاماً، ووجع إسرائيل يزيد كل يوم من مرارة الهزيمة المنكرة التى منيت بها فى أكتوبر ١٩٧٣ بعد النصر الساحق للجيش المصرى فى حرب مازالت تدرس فى كل الأكاديميات العسكرية بكل دول العالم.. من حيث تحقيق هدفها الاستراتيجى، وأساليب الخداع، وموعدها المُحكم المفاجئ، والبطولات التى شهدتها، وخسائر البشر والمعدات التى تكبدها الجيش الذى كان يدعى أنه لا يقهر، وخط برليف الذى لا تهدمه قنبلة نووية وانهار أمام خراطيم المياه المصرية!

الوجع الإسرائيلى لم يتوقف عند مرارة الهزيمة ولكنه تضاعف باسترداد مصر لكامل أراضيها المحتلة، دون أن تنقص ذرة رمل.. قادة إسرائيل وعوا الدرس جيدا وتيقنوا أن مصر عصية على الهزيمة وأن جيشها لا يقهر، وأن ما فعلوه فى ١٩٦٧ لن يستطيعوا تكراره، فبدأوا فى شن حرب من نوع آخر تسمى حرب الجيل الرابع أو حرب المعلومات، فاستغلوا مرور نصف قرن على حرب أكتوبر، وأعلنوا أنهم سيفرجون عن بعض الوثائق المتعلقة بالحرب، وبدأوا فى نشر معلومات غير صحيحة عن الحرب وما دار خلال الفترة التى سبقتها، تستهدف من خلالها التشكيك فى ثوابت، وأشخاص، ووقائع، وبطولات بدأت بالتشكيك فى وطنية الراحل أشرف مروان، وادعت أنه سرب لهم معلومات عن موعد الحرب!..

وطبعا هذا كذب وافتراء وإلا ما كانوا تورطوا فى قتله!.. العدو لم يستهدف أشرف مروان بهذه المعلومة ولكنه أراد أن يشكك فى زعماء مصر الراحلين جمال عبد الناصر الذى بدأ حرب الاستنزاف، والشهيد بطل الحرب والسلام أنور السادات، والرئيس حسنى مبارك بطل الضربة الجوية، لأن أشرف مروان كان صهر عبد الناصر، ومدير مكتب السادات للمعلومات، ونال تكريماً من مبارك..

فى حين أن إسرائيل - كما ذكر المحلل الاستراتيجى اللواء أركان حرب سمير فرج - غضت الطرف عن إعلان نتائج التحقيق مع جولدا مائير رئيسة وزرائهم وموشى ديان وزير دفاعهم إبان الحرب، رغم حصول جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على حكم قضائى بالإفراج عن نتائج هذه التحقيقات!.. وطبعا لن يعلنوا عن هذه النتائج لأنها ستفضحهم وتكشف زيفهم أمام الشعب الإسرائيلى!

أتوقع سيلاً من الشائعات والأكاذيب تحت ستار وثائق الحرب.. لكنه سيكون خداعا إسرائيليا هشا سينهار مثلما انهار جيشهم وخط برليفهم أمام وعى وصلابة الشعب المصرى.

كل عام ومصر وشعبها وجيشها ورئيسها منصورين بإذن الله.