الصليب الأحمر يناشد العالم لجمع 100 مليون دولار لدعم الضحايا

خبراء: زلزال المغرب يعادل قوة 30 قنبلة نووية

رجال الإنقاذ خلال انتشال أحد الضحايا من تحت الأنقاض
رجال الإنقاذ خلال انتشال أحد الضحايا من تحت الأنقاض

مراكش - وكالات الأنباء

تقترب حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب المغرب من 3000 قتيل وأكثر من 5500 مصاب، ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ متواصلة للعثور على ناجين رغم تلاشى الآمال بعد أكثر من 72 ساعة من وقوع الكارثة، ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين وتوفير مأوى لمئات الأسر التى خسرت مساكنها.

ووفقـًا لتقرير نشرته صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، قال بيل ماكجواير، أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية بجامعة كوليج لندن، إن قوة زلزال الحوز ناهزت ما يعادل قوة 30 قنبلة نووية مشابهة لتلك التى أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما عام 1945، واتفق بدر الصفراوى أستاذ الجيولوجيا بجامعة مولاى إسماعيل بمدينة مكناس المغربية، تقريبـًا مع العالم البريطانى  ولكنه رأى قوة زلزال الحوز عادلت قوة تفجير 32 قنبلة نووية من أمثال القنبلة التى ضربت مدينة هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.

ويقع مركز الزلزال الذى بلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر، فى إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة. 

فى غضون ذلك، طالب الصليب الأحمر، أمس، بجمع أكثر من 100 مليون دولار لتقديم المساعدة التى يحتاجها المغرب بشدة، وقالت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات فى الاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر «نسعى للحصول على 100 مليون فرنك سويسرى (112 مليون دولار) حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً فى هذا الوقت، والتى تشمل الصحة والمياه والصرف الصحى والنظافة ومواد الإغاثة فى مجال المأوى والاحتياجات الأساسية».

ووسط أعمال الحفر بين أنقاض المنازل المبنية من الطوب، يسرد السكان بصوت حزين ممزوج بالأمل، قصصـًا مأساوية تبرز حجم الكارثة  التى تسبب فيها الزلزال الأكثر دموية الذى يضرب الدولة الواقعة فى شمال أفريقيا منذ زلزال عام 1960. 

وتحدث الناجون لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن رعب العيش جنباً إلى جنب مع جثث لا تزال مدفونة  تحت المنازل المنهارة، والتى بدأت تتعفن بعد أربعة أيام من الكارثة. وقال عزيز، وهو من قرية إجوكتك، على بعد 10 أميال من مركز الزلزال: «حتى الآن لم نعثر على ناجين، فقط الموتى المدفونين تحت الأنقاض... رائحة الجثث قوية للغاية، ما زلنا بلا كهرباء ولا ماء»،  وقال العديد من السكان إنهم تركوا لمصائرهم والبحث عن الناجين بأنفسهم، وحفروا بأيديهم العارية لإخراج جثث جيرانهم وأحبائهم من تحت الأنقاض.

كما روى الطيب آيت إجنباز لشبكة «بى بى سي» كيف أجبر على الاختيار الصعب بين إنقاذ ابنه أو والديه عندما حوصروا تحت الأنقاض بعد زلزال المغرب،  وقال الطيب آيت وهو يذرف الدموع ويعصره الألم إنه عاد إلى البيت المنهار وجد ابنه ووالديه محاصرين تحت الأنقاض ويد ابنه تحفر بينها فاتجه نحوه ونبش لسحبه للخارج، وعندما انتهى عاد لإنقاذ أبويه لكن الوقت كان قد فات، وقال راعى الأغنام المغربى :»صرت بلا أهل ولا منزل ولا طعام ولا ملابس».

وفى قرية إيمولاس الواقعة التى يصعب الوصول إليها فى جبال الأطلس الكبير، قالت  سيدة تدعى خديجة «نشعر أننا متروكون تمامًا هنا، لم يأتِ أحد لمساعدتنا. انهارت منازلنا وليس لدينا أى مكان نذهب إليه، أين سيعيش كل هؤلاء الفقراء؟».

والجدير بالذكر أن المغرب غير معتاد عمومًا على الزلازل المدمرة، واعتبر هذا الزلزال الأعنف «استثنائيا» نظرًا إلى بؤرته الواقعة فى قلب جبال الأطلس الكبير، خصوصًا أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.