ننشر نص اعترافات «ريا وسكينة» الأقصر

المتهمات
المتهمات

حبيبة‭ ‬جمال

  بعد مرور ٣٦٥ يومًا على جريمة قتل بشعة راح ضحيتها طفل لا يتعدى عمره ٨ سنوات، على يد شقيقتين تخليتا عن الرحمة والأمومة والإنسانية، ولم يراعيا أنهما أقارب هذا الملاك الصغير، بل كان ينادي واحدة فيهما بـ ماما، لم يرحما توسلاته وقتلتاه بدم بارد انتقامًا من والده.. أسدلت محكمة جنايات الأقصر الستار عنها وحكمت بالإعدام شنقا للمتهمتين، وفي هذا التحقيق سنسرد نص الاعترافات كاملة وكيف نفذتا جريمتهما؟، والدافع من وراء تلك الجريمة البشعة؟.. وإلى التفاصيل.

أمام مكتب رئيس النيابة، كان المشهد كالتالي: تقف الشقيقتان بجوار بعضهما وفي يديهما الأساور الحديدية، كل واحدة منهما شاردة الذهن، ربما تتذكر تفاصيل جريمتها، وعلى الأرض يجلس المتهم الثالث واضعًا يده فوق رأسه تعبيرا عن ندمه، كل منهم شارد الذهن، ولم يفق من شروده إلا والصوت ينادي بدخول المتهمة الأولى للتحقيق معها.

                الضحية

اسمك وسنك وعنوانك؟ 

عزيزة بدري محمد، ٤٢ سنة، لا أعمل ومقيمة شارع مطحن الاتحاد

أين يقيم والدك ومع من يقيم؟ 

المدامود بجوار جامع أحمد عبد الهادي.. هو ساكن في الدور الأرضي مع مرات أبويا وأختي فاطمة،، وعمي جابر والد محمود الضحية يقيم في الدور العلوي. 

هل تترددين على زيارة والدك بمسكنه؟ 

أنا كنت بزوره من زمان وبعد كده قطعت زيارتي 

ما الذي دعاكي إلى عدم زيارته؟ 

حصلت مشكلة بيني وبين عمي جابر وابني محمود وقال كلام عنا وحش وعن سلوك ابني الأخلاقي وأختي وأنا. 

وما الذي ترتب على ما سرده من قول؟ 

أبويا اتصل بيا عشان ولدي محمود يمشي من البيت عشان متحصلش مشاكل.. وفعلا بطلت أروح بيت والدي وآخر وقت زرت فيه البيت كان في شهر يناير من عام ٢٠٢٢، لما والدي اتصل بيا وقالي مش ناوية تيجي تزوريني أنا بموت وعامل عملية، وروحت له عند الدكتور اللي بيكشف عنده وبعدها طلعنا على البيت وهناك قابلت عمي جابر وحدثت مشاجرة بيننا وطردني من البيت، لكن كنت بزور أبويا من وقت للتاني كل ١٥ يوم. 

ما طبيعة العلاقة بين عمك وباقي شقيقاتك؟ 

هو كان ديما يقول اللي تتجوز فيكم مترجعش على البيت تاني ومانع علينا كلنا زيارة أبونا لأنه طمعان في البيت ودايما يقولنا البنات ملهاش ورث. 

ما الذي بدر منك تجاه تلك الخلافات؟ 

أنا وأختي فاطمة الغل ملانا من عمايله فينا

وهل بدر من عمك جابر ثمة أفعال قبل شقيقتك فاطمة؟ 

خرب عليها الخطوبة بتاعتها وكانت هتتجوز في شهر ٦ وبسبب المشاكل اللي عملها عمي محصلش نصيب. 

وما الذي بدر منك وشقيقتك تجاه عمك جابر؟

اتفقنا إن احنا نموتله ولده الصغير محمود عشان يعرف قيمة الضنا ومن عمايله في عيالي وفينا احنا عشان يبعدنا عن أبونا كان لازم يحس باللي عمله فينا. 

ومتى تقابلتي مع شقيقتك؟ 

يوم الاثنين 1/8/2022، في بيت أبويا واتفقنا على قتل محمود، وكان وقتها بيلعب بره البيت. 

وما هو دور شقيقتك فاطمة بتلك الواقعة؟ 

هي ندهت عليه وهو بيلعب مع العيال في الشارع. 

وما الذي بدر منك حينئذ؟

هو دخل البيت وأدته تليفونها يلعب بيه ودخلته أوضة أمي ودخلت وراهم ووقتها فاطمة رشت عليه حاجة أول ماشمها داخ وقالها ريحتها وحشة وضربها بايده وبعدها نام على السرير، خفت يفضحنا جبت بنطلون بنتي وحطيته في فمه لكن قعد يعافر ويضرب برجله وايده وأنا خوفت فجبت السكينة وضربته بيها في رقبته. 

كم عدد الضربات التي أوكلتها للطفل؟

هي ضربة واحدة وقطع النفس بعدها. 

وما هو دور شقيقتك؟

كانت بتكتفه معايا

وما الذي بدر منك وشقيقتك نحو جثمان الطفل؟

جبنا شوالين من البيت عشان نحطه فيهم. 

هل قمتم بتكبيل الطفل بثمة أدوات؟

أيوه قماشة وربطنا بيها إيده مع رجله عشان نعرف نحطه جوه الشوال. 

ما الذي بدر منكما نحو المتعلقات التي علقت بها الدماء؟

أخدناها معانا مع الشوالات. 

وكيف تمكنتما من نقل الجثمان؟

أختي فاطمة اتصلت على توك توك عشان ياخدنا من البيت وقولنا نروح نكشف عند دكتورة اسمها إيمان عشان فاطمة عندها حصوة على الكلى، وهناك فاطمة اتصلت على ابني محمود واتفقت معاه يجي ياخدنا وفعلا جه. 

وما هي وجهتكم وقتها؟

أختي كانت عايزه تاخد الجثة على بيتي اللي في أبو الجود، لكن أنا رفضت وقولت نروح بيتي اللي في شرق السكة. 

وما الذي دعاكم لفعل ذلك؟

كنا عايزين نتأكد إذا كان عايش ولا ميت، وفعلا طلع ميت وبعدها نقلناه ورميناه في الترعة. 

وما الذي بدر منك إنذاك؟

رجعت بيت أبويا نمت فيه وتاني يوم مشيت على بيتي في أبو الجود. 

وما الذي بدر من والد الطفل عقب ذلك؟

قعد يدور على طفله ويوم الجمعة لقيت أختي عزة بترن عليا وتقول إن جابر عمك خارب الدنيا لو الواد مرجعش، دلوقتي هيطيح فينا كلنا وأنا لما سمعت كده أخدت بعضي وطلعت على بيت أبويا وهناك جت الحكومة وأخدتني أنا وفاطمة أختي. 

وأنهت النيابة التحقيق معها بعدما وجهت لها تهمة القتل العمد وأقرت المتهمة بالاعتراف. 

خوف وانكار

اسمك وسنك وعنوانك؟

فاطمة بدري، ٢٣ سنة، لا أعمل ومقيمة المدامود

هل توجد خلافات بينك وبين عمك جابر والد الضحية؟

أيوه.. كان ديما بيضربني وكان بيقول عليا كلام وحش أنا وأختي وابنها محمود

هل تحرر بشأن ذلك ثمة محاضر؟

أنا كنت هعمله محاضر ولكن أبويا ماكنش راضي. 

ما الذي بدر منك تجاه تجاه تلك الخلافات المثارة من عمك؟

أنا وأختي عزيزة الغل عمانا من عمايله السودة فينا. 

ما قولك فيما قررته شقيقتك عزيزة لدى سؤالها بالتحقيقات مما بدر من عمك جابر تجاهك من أفعال نحو خطبتك؟

أيوه فعلا الكلام ده حصل.. هو خرب عليا الخطوبة بتاعتي بعد ما كنت خلاص هتجوز. 

وما الذي بدر منك وشقيقتك تجاه عمك؟

اتفقنا ان احنا نموتله ولده الصغير عشان يعرف قيمة الضنا

وكيف تحضرتما لذلك؟

عزيزة باتت في البيت معانا بعد ما كشفنا على والدي، وتاني يوم لقينا محمود بيلعب بره البيت واتفقنا اننا نقتله. 

ما هو دور شقيقتك عزيزة بتلك الواقعة؟

في الأول أنا خرجت ندهت على محمود بس رفض يجي معايا، بعدها راحت أختي عزيزة أخدت مني تليفوني وقالتله يا محمود تعالى خد الموبايل ألعب به شويه، وهو وافقها ودخل معاها البيت.

وما الذي بدر منكما حال انفرادكما بالطفل؟

عزيزة قالتلي رشي عليه منوم وأنا أول ما رشيته معجبهوش الريحة وقالي ريحته وحشة خالص، وضربها بإيده وبعد كده نام وأنا أول ملاقيته نام خفت ليفضحنا. 

حددي لنا كيف تمكنتي من الطفل؟

عزيزة كان معاها كيس فيه هدوم طلعت منه قماشة وحطتها على بوقه. 

وما الذي بدر من الطفل وقتها؟

قعد يعافر ويضرب برجله وإيده وأنا خفت. 

وهل أوقعتي على الطفل ثمة اعتداء؟

أنا معملتش حاجة وطلعت بره وسيبت عزيزة معاه ولما دخلت تاني لاقيتها ضربته بالسكين. 

ما قولك فيما قررته عزيزة أنه كان دورك تكبيل الطفل حال طعنه؟

محصلش.. أنا ماكنتش قادرة أقعد في الأوضة بعد ما شوفتها وهي بتحط القماشة جوه بقه. 

وما الذي بدر منكما نحو الجثمان؟

جبنا شوالين من البيت عشان نحطه فيهم.. وبعدها اتصلت بسواق توك توك اعرفه عشان ينقلنا وأروح أكشف وهناك عند الدكتورة اتصلت بمحمود ابن أختي عزيزة واتخلصنا من الجثة.. لحد ما اتقبض علينا. 

وأنهت النيابة التحقيق معها بعدما وجهت لها تهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد. 

دخل المتهم الثالث، ليقف أمام رئيس النيابة وجسده يرتعش من الخوف، ليسرد تفاصيل اشتراكه في تلك الجريمة البشعة مع والدته وخالته. 

اسمك وسنك وعنوانك؟

محمود محمد.. ١٨ سنة.. عامل أجري ومقيم أبو الجود، ووالدتي المتهمة الأولى عزيزه بدري. 

ما تفصيلات اعترافك؟

اتصلت بيا أمي وخالتي وهما في بيت جدي، يوم التلات ٢/8/2022، بعد المغرب، وقالولي تعالى قابلنا عند دكتورة إيمان عشان معانا عيش وعاوزينك تشيله، وأنا وافقتهم وروحت بالتوك توك وكانوا قاعدين في توك توك تاني ومعاهم شوال وبطاطين، ونقلتهم عندي واحنا في الطريق قالولي أنهم خلصوا على محمود واد جابر أنا اضايقت وقولتلهم احنا متفقناش على كده، وحكمت عليهم أن احنا لازم نروح نشوف الواد عايش ولا ميت، وطلعنا على البيت في شرق السكة ولقيت الواد ميت وكان نفسي ألاقيه عايش عشان اسلمه لأبوه، وبعدها طلعنا به على ترعة العرب ورميناه هناك. 

محاميا الضحية

تولى إسلام عثمان، المحامي، والمحامي حسن عبد الرحيم، بالاستئناف الدفاع عن حق الملاك الصغير الذي قتل بلا ذنب، فقط انتقاما من والده الذي أسدى النصح للمتهمتين باتباع السلوك القويم والعزوف عن الطريق المعوج والخروج من حمأة الرزيلة، إلا أن ذلك النصح لم يرق لهما، فملأ الشر والغل قلوبهما، فقررتا قتل نجله الصغير. 

وحملت مرافعات المحامين العديد من القيم الإنسانية والاستشهاد بالآيات القرآنية، ونقلا إلى المحكمة عظم هذه الجريمة التي تدل على الخسة، حتى حكمت المحكمة على المتهمتين بالإعدام شنقا وعلى المتهم الثالث بالسجن عامين، ليصبح بذلك الحكم عنوانا للحقيقة ونهاية مستحقة لهؤلاء.

اقرأ أيضًا : الإعدام شنقاً لقاتلي طفل مدامود الأقصر


 

 

 

;