إنها مصر

أصوات من السماء

كرم جبر
كرم جبر

من عظماء المنشدين الذين هاموا حباً فى رسول الله، ولمس الإيمان مشاعرهم وأحاسيسهم، فأفاضوا ترانيم عذبة، ومعانى روحانية جميلة، خصوصاً مع نسمات صلاة الفجر، التى تضفى على الأجواء الإيمانية روعة وعذوبة، الشيوخ: على محمود وطه الفشنى وكامل يوسف البهتيمى ومحمد الفيومى وزكريا أحمد والنقشبندي.


الشيخ على محمود إمام المداحين، قال عنه العالم الأزهرى الجليل عبد العزيز البشرى «صوت الشيخ على محمود من أسباب تعطيل المرور فى الفضاء، لأن الطير السارح يتوقف إذا استمع لصوته»، وكان صاحب مدرسة عريقة فى التلاوة القرآنية.


المنشدون المصريون أضافوا مسحات إيمانية رائعة لمديح الرسول، وتزينت بأصواتهم المساجد، والعابدون الذين تتمايل أجسادهم خشوعاً وخوفاً وطرباً، فمن يكون فى حضرة رسول الله ينسى الدنيا وما عليها، وتتعلق روحه بالسماء والدعاء، طلباً للصفح والمغفرة.


مديح الرسول ضرب من الإبداع الفنى بعشقه وحبه، أو كما قال الأديب زكى مبارك «فن من فنون الشعر، التى أذاعها التصوف، ولون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع، لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص».
نتذكر صوت النقشبندى فى الحسين، وهو يفتت الصخر فى القلوب مديحاً فى رسول الله خصوصاً فى رمضان، وما أحلى صلاة الفجر فى رمضان، صفاء القلوب والنفوس ابتغاء مرضاة الله، وينطلق صوت المصلين «اللهم صلى على النبي، اللهم صلى على حضرة النبي».. عليه ألف صلاة وسلام.
>>>
نحتاج إلى إعادة ترسيم المثل والأخلاق والضمير، وتدشين قيم المنافسة الشريفة، وغلق أبواب الانهيار، وإشاعة روح التسامح والطمأنينة.
كلنا بلا استثناء نشكو «غيرنا»، فمن هم الذين نبحث عنهم ولا نجدهم، ولماذا نتعامل كالغرباء وكأن الدنيا ليس فيها «طيبون» إلا من يتحدثون عن أنفسهم؟
ظهرت بعض مظاهر التدنى حين كان بلدنا فى السبعينيات يستورد بالات الملابس القديمة، والدجاج الفاسد، وطعام القطط والكلاب لاستخدام البشر، وكان الناس يقفون طوابير عشرات الأمتار لاقتناص دجاجة مجمدة أو زجاجة زيت أو علبة سجائر.
فتأثروا نفسياً بسبب سوء الحياة وبالات الملابس القديمة.. ووقعوا أسرى لأنماطٍ استهلاكية لم يستطيعوا الاستمرار فيها: الكاسيت والسجاير المارلبورو الحمراء والمروحة والساعة الجوڤيال الملونة.
انتهت الطفرة وظلت الحسرة.


>>>
هل قال الأديب الدكتور الراحل مصطفى محمود هذا الكلام: «بضحك على نفسى لأنى عشت طوال عمرى أفرح وأغضب وأثور، وفى الآخر بموت وأنا لا أفهم شيئا، لا أفهم لماذا كنت أغضب وأحزن ولأى سبب، كل شيء سيكون داخل التراب بعد يومٍ أو اثنين، فماذا كانت فائدة كل هذا الحزن.. كم كنت إنساناً غبياً»؟