فيصل مصطفى يكتب: لماذا.. "نعم"

الكاتب الصحفي فيصل مصطفى
الكاتب الصحفي فيصل مصطفى

كتبتُ مقالاً الأسبوع الماضي عن لماذا من الضروري والحتمية إعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية ثالثة وجديدة وهامة ومصيرية في تاريخ مصر المحروسة؟


أكدت فيه على ضرورة استمرار الرئيس السيسى في قيادة البلاد، حتى نستطيع أن نصل إلى بر الأمان في ظل مناخ عالمي مُلبد بالغيوم، وتُخيم عليه أجواء الحرب العالمية الثالثة، جراء الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة رحاها الآن .


وبجانب هذه الأمور ، والتي أعتقد أنني قد تناولتها بوضوح في المقالة السابقة ، فإنني في هذه المقالة أتكلم عن جانب آخر ، هو أيضا جانب هام من جوانب أمننا القومي ، وجزء لا يتجزأ منه ، ألا وهو الجانب الداخلي ، وهو مرتبط أشد الارتباط  بالجانب الخارجي ، وبالتالي لا يمكن الفصل بينهما . 


فإذا كانت الأسباب الداخلية معروفة مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وهى ظاهرة عالمية ، والسباق المستمر بين الدخول والأعباء المتزايدة ، والزيادة السكانية التي تفوق القدرات الإنتاجية .. فإن الدولة واجهت ذلك بأساليب سياسية ذكية مثل الحوار الوطني ، وإتاحة مساحات طيبة في تناول قضايا الشأن العام لكافة الاتجاهات الوطنية ، بما يُحد من حالة التوتر المفتعل، وبما أيضا يساعد على استيعاب كل المؤامرات الخارجية التي تحاك ليلا ونهارا بإمكانات هائلة ومهولة لا يمكن تخيلها ، وبشبكة إعلامية عالمية قوية ومهيمنة ، وإن كان هذا الموقف ليس الأول من نوعه الذي تواجهه مصر، فكثيرا ما واجهت مثل هذه المواقف في أزمات سابقة منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا .


ولكل هذه الاعتبارات الداخلية ، فإن مصر ، قدرها ، وشعبها ، لا يسمح بألا يقودها إلا شخصية قيادية ذات خلفية وطنية ، تعلم جيدا ماذا يُراد بالبلاد ، ولديها تجربة ممارسة في الحكم في مواقع مختلفة متدرجة ، كلها كانت تصب في خانة واحدة ، ألا وهي حماية البلاد حدوداً وسماءً وإمكانات وقدرات وثروات وكل شيء. 


إذن لماذا نعم للرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا التوقيت بالذات  ؟ 


لاعتبارات موضوعية ووطنية بحتة ، أبرزها ضرورة استمرار المشوار والمهمة التي بدأت من 2014 وما زالت مستمرة ، وكلها سنوات قليلة لا تقاس في عمر البشرية وفي عمر الشعوب والدول ، وتعتبر بمثابة ثواني قليلة في مشوار التاريخ .


إن شاء الله نشهد مهرجاناً ديمقراطياً وطنياً شعبياً راقياً في المرحلة المقبلة ، مع فتح باب الترشح ، ونتمنى أن تختفي الأشكال الكرتونية ، وأن يختفي البهلوانات ، وأن نجد مناقشات جادة وحقيقية حول مصير بلد ، وليس لعبة ، وأن يرتفع الجميع إلى مستوى المسؤولية .


 هذا ما نأمله ، وهذا ما تستحقه مصر، وهذا ما نعتقد إنه سوف يتحقق على يد الرئيس السيسي .. فالأمر جد خطير ولا يحتمل أي عبث ولا يحتمل مغامرات الهواة .


[email protected]