ربيع رمضان.. قصة كفاح لم تعرف اليأس رغم فقدان بصره

 ربيع رمضان إبراهيم
ربيع رمضان إبراهيم

 

ربيع رمضان:

أشعر اننى مبصر ولى كيان وأنا أقوم بالتدريس للتلاميذ


عقب الثانوية العامة قالوا لى فى كليات التربية: أنت لا تصلح مدرس ؟!


 طموحى استكمال دراستى والحصول على الماجستير والدكتوراه 

 

ربيع رمضان إبراهيم نموذج للكفاح والاصرار.. يعمل مدرس للغة الإنجليزية بمدرسة دروه الإبتدائية التابعة لإدارة ملوى التعليمية بمحافظة المنيا فى صعيد مصر، حاصل على ليسانس اداب قسم لغة إنجليزية من كلية الاداب - جامعة المنيا عام 2002، وحاصل على دبلومة عام تربوى بتقدير جيد جدًا عام 2010، ورغم فقدانه لنعمة البصر إلا ان هذا لم يزده إلا إصرارًا على تحقيق طموحاته وممارسة هوايته القريبة إلى قلبه وهى التدريس لأبناء قريته البسطاء الذين لا يملكون الكثير للإلتحاق بالمدارس التجريبية أو مدارس اللغات..، ربيع امتهن مهنة التدريس منذ عام 2002 ، وتم ترقيته فى شهر يونية 2023 من معلم أول، إلى معلم أول أ.
  يقول ربيع لبوابة أخبار اليوم: أشعر اننى مبصر ولى كيان وأنا أقوم بالتدريس للتلاميذ، ورغم أن الفصل يضم مايقرب من 50 تلميذًا، إلا اننى أستطيع التمييز بينهم من خلال الصوت، وأعرفهم جميعًا دون أن أراهم..، وأشعر بالفخر عندما يقابلنى أحد طلاب الجامعة ومنهم من التحق بكلية الطب أوالهندسة ويتقدم ليصافحنى قائلًا : ان الفضل يعود لى بعد الله اننى أصبحت متميزًا فى اللغة الانجليزية.. حيث انني قمت بالتدريس له في احدي المراحل ..
  وقد سبق لربيع أن قام بالتدريس فى بعض الجمعيات الخيرية كعمل تطوعى وهو سعيد بذلك، وعن أهم طموحاته قال أنه يطمح في أن يستكمل دراسته العليا بالحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه .. ويأمل أن يوفقه الله ويساعده فى توفير النفقات اللازمة لذلك.
  وقد سألت ربيع أثناء اللقاء.. أليس من ضمن طموحاتك أن تبصر ويعود إليك نظرك؟ .. فرد: أننى أشعر بأن الله سيمن علىّ بالشفاء ويعود بصري فى يوم ما كما كان ودون أى جراحة، وهذا الشىء لا يؤلمنى فأنا أصبحت صديقًا للظلام وأمارس حياتى بشكل طبيعى ولدى أسرة وطفلين واجتهد فى عملى وأقدسه ..
وسألته عن كيفية استعمال التليفون المحمول؟ فقال تعودت عليه واستطيع ان أستخرج منه الأسماء عن طريق الترتيب .. حيث ان الأرقام التى اخزنها ليست كثيرة، لكن هناك بالطبع تليفونات محمولة تعمل بطريقة أسهل لمثل حالتى .. لكن للأسف ليس فى استطاعتى شرائها الان..
  ربيع حاصل على مجموع 90% فى الثانوية العامة شعبة علمى علوم، ومعظم الكليات رفضته بسبب عدم اجتيازه للكشف الطبى، وقال له مسئولو كليات التربية: أنه لا يصلح مدرسًا!! .. ورغم ميلوه بالتعمق فى دراسة الرياضة أو العلوم لتفوقه فيهما، إلا ان كلية الاداب هى الكلية التى استقبلته، والتحق فى البداية بقسم اللغة الفرنسية إلا أنه بسبب الزحام وعدد الملتحقين بالقسم قرر أن يحول الى قسم اللغة الانجليزية .. وبالفعل أصبح مدرسًا لتلك اللغة.. ويشعر بالسعادة الغامرة وهو ينقل خبراته للتلامذة .
"الأستاذ ربيع" .. كما يطلقون عليه فى المدرسة يعد نموذجًا للكفاح والصبر والعطاء وله بصمات واضحة على تلاميذه بمدرسة دروه الإبتدائية التابعة لإدارة ملوى التعليمية بمحافظة المنيا .. وأتمنى أن تدعمه وزارة التربية والتعليم فى تحقيق طموحاته البسيطة ليستكمل مسيرته التعليمية والعملية.