إنها مصر

حكايات إنسانية !

كرم جبر
كرم جبر

"أنا لا أجرى وراءكِ بل أجرى وراء دموعى".

لا يخرج هذا الإبداع الحزين إلا من كامل الشناوى، الذى وقف لتقطيع تورتة أحضرها فى عيد ميلاد نجاة الصغيرة، فأمسكت بيد يوسف إدريس وابتعدت عنه، فغضب وانفعل وكتب لها "لا تكذبي".

الشاعر الرقيق ذو الجسم الضخم لم ييأس من حبه، ولكن عندما وصل محطة اليأس، كان يجلس يومياً يكتب عن عذابه، وأصبح يتردد على المقابر، وحينما سأله مصطفى أمين عن ذلك، أجابه بابتسامه حزينة وقال: "أريد أن أتعود على الجو الذى سأبقى فيه إلى الأبد".

هو الذى قال:

يا حبيبى، كان حبى لك حراً وجريئاً

يتحدى الويل أن يأتى فيخشى أن يجيئا

مسرع الخطوة كالظلم وكالعدل بطيئا

نابضاً فى القلب كالذنب وإن كان بريئا

جرأتى راحت ولا أعرف أين ؟

بسمتى ضاعت ودمعى بين بين

الهوى خجلان دامى الوجنتين

وحنينى لك مكتوف اليدين

أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء

وأنا نبض عروقى كبرياء

■ ■ ■

ولا أعرف سر شقاء إبراهيم ناجي، شاعر "الاطلال"، ومن هى التى تجرؤ على تعذيبه، كان شاعراً وموسيقياً ومؤلف ومترجم وطبيب، مما ساعده على النجاح فى عالم الشعر والأدب.

أيها الساهر تغفو .. تذكر العهد وتصحو

وإذا ما التأم جرح .. جدّ بالتذكار جرحُ

فتعلّم كيف تنسى .. وتعلّم كيف تمحو

زوزو حمدى الحكيم قالت فى مقابلة صحفية "أنا ملهمة شاعر الأطلال"، وأعلنت أنها المرأة التى كتب فيها الشاعر إبراهيم ناجى قصيدته "الأطلال"، التى غنتها السيدة أم كلثوم بعد وفاته بـ13 عاماً.

■ ■ ■

ومن هى التى طعنت قلب أبو فراس الحمدانى "أراك عصى الدمع"، عندما قال لها "قتيلك" قالت "أيهم، فهم كثر" ؟ .

من هى التى عذبته، وهو شاعر وقائد عسكرى، وهو ابن عم سيف الدولة الحمدانى أمير الدولة الحمدانية، التى شملت أجزاء من شمالى سوريا والعراق، وكانت عاصمتها حلب فى القرن العاشر للميلاد، عاصر المتنبى وأُسِر فى إحدى المعارك مع الروم.

تسائلنى من أنـت وهى علـيمــة

وهل بشجى مثلى على حاله نكر

تتجاهلُه المحبوبة وتسألُه من أنت؟ وهى تعلم أنه الفارس المقاتل، فأجابها: أنا قتيلك، فردّت بِكلّ سُخرية واستنكار: أيُهم أنت؟ فهُم كُثر!
■ ■ ■

من أقوال مولانا جلال الدين الرومي: المهم أن تعثر على الروح التى تكمل روحك، جِد الشخص الذى سيكون مرآتك، وحدها الروح تعرف ماهية العشق.