السيسى: ضرورة معالجة اختلالات الهيكل المالى العالمى وتطوير مؤسسات التمويل الدولية

الرئيس يُشارك فى أعمال القمة الثامنة عشرة لقادة مجموعة العشرين بالهند

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

لابد من وضع حلول مستدامة لمشاكل الدول النامية الهيكلية وتنامى إشكالية الديون
نجحنا فى إعادة التوازن للأجندة الدولية للمناخ والدعوة لإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار
مستعدون لاستضافة مركز عالمى لتخزين وتداول الحبوب بالتعاون مع شركاء التنمية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أهمية دور مجموعة العشرين، لاسيما على صعيد معالجة اختلالات الهيكل المالى العالمى، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية التى تواجهها الدول النامية، خاصةً فيما يتعلق بتنامى إشكالية الديون، وتضاؤل جدوى المعونات التنموية، مقابل تعاظم مشروطيات الحصول عليها، واتساع الفجوة التمويلية لتحقيق التنمية المستدامة، والانتقال العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى خلال مشاركته فى أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الثامنة عشرة لقادة مجموعة العشرين.

وقدَّم الرئيس السيسى الشكر إلى رئيس وزراء الهند على حفاوة الاستقبال، معرباً عن تقديره للجهد الذى بذله فى رئاسته لمجموعة العشرين، والذى يُتوج باستضافة الهند لفعالياتها، كما أعرب السيسى عن التطلع لأن تخرج برسالة قوية، ترتقى لمستوى المسئولية الملقاة على عاتقنا كقادة، لتحقيق آمال شعوبنا.
كما توجَّه الرئيس السيسى بالتهنئة للهند على الهبوط الناجح على القمر، معرباً عن ترحيب مصر بالانضمام المستحق للاتحاد الأفريقى إلى عضوية المجموعة، مثمناً تعزيز التمثيل الأفريقى بمجموعة العشرين.

‎وقال الرئيس السيسى إن تحقيق أهدافنا المشتركة، وسط تحديات غير مسبوقة تواجهنا اليوم، يتطلب منظوراً شاملاً، لصياغة ترتيبات مستقبلية، محورها النظام متعدد الأطراف، استناداً إلى مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد القانون الدولى، وتعظيم دور المؤسسات الدولية فى الاستجابة الفعّالة للأزمات والتحديات.
‎وأشار الرئيس السيسى إلى أنه فى إطار تشرفه بتولى رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية «النيباد»، فلقد وضعنا، بالتشاور مع أشقائنا الأفارقة، أهدافاً محددةً لدعم دول القارة.

مشيراً إلى أنها تركز على دفع التكامل الاقتصادى القارى، وتسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وحشد الموارد للمجالات ذات الأولوية اتصالاً بالبنية التحتية والطاقة، والاتصالات، وتأمين الغذاء، وكذلك معالجة أزمة ديون القارة، وأوضح الرئيس السيسى أن كل ذلك يُعزز من قدرات القارة على الإسهام فى المنظومة العالمية، سياسياً واقتصادياً، من أجل تحقيق الاستقرار، والقدرة على مواجهة التحديات العالمية.

وأضاف الرئيس السيسى أنه خلال رئاسة مصر الحالية للدورة الـ ٢٧ لمؤتمر المناخ، واستضافة قمة شرم الشيخ COP27 فى نوفمبر الماضى، فقد نجحنا فى إعادة التوازن للأجندة الدولية للمناخ، لاسيما عبر إدراج فكرة «الانتقال العادل» للاقتصاد الأخضر، والدعوة لإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار المناخية.

وأشار السيسى إلى أنه وفى ضوء خطورة التحدى الذى يُشكله تغيّر المناخ، والتوافق العالمى على أهمية التغلب على ذلك التحدى، فلابد من اضطلاع كل طرف بمسئولياته، وذلك على أساس مبدأى «المسئولية المشتركة ولكن المتباينة»، و«الإنصاف»، وتنفيذ ما تم اعتماده من قرارات، وإلا تبددت الثقة وانهارت منظومة العمل متعدد الأطراف.

وتابع الرئيس السيسى: واتصالاً بجهودنا لاحتواء أزمة الطاقة، أعلنت مصر على هامش مؤتمر شرم الشيخ عن تدشين منتدى دولى لتمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل، بالإضافة إلى ما نتخذه من خطوات، لتصبح مصر مركزاً إقليمياً لتجارة الطاقة، من خلال استضافتنا لمقر منتدى غاز شرق المتوسط، الذى يسهم فى تعزيز استقرار سوق الطاقة.

‎وقال الرئيس السيسى إنه وفى إطار مواجهة أزمة الغذاء، أعلنت مصر مؤخراً، عن استعدادها لاستضافة مركز عالمى لتخزين وتداول الحبوب، بالتعاون مع شركاء التنمية، فى إطار التكامل مع الجهود المشتركة للتصدى لهذا التحدى، ودعماً لمنظومة العمل الدولى متعدد الأطراف.

‎وأعرب الرئيس السيسى عن تطلع مصر إلى أن تسهم قمة العشرين، فى اتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التى تحول دون التعافى الاقتصادى وبلوغ التنمية المستدامة.