قلم على ورق

«فرحات».. ومهرجان الموسيقى العربية

محمد قناوى
محمد قناوى

لا شك أن مهرجان الموسيقى العربية من أهم المهرجانات الموسيقية والغنائية فى عالمنا العربى، فهو بمثابة قبلة لكبار المطربين وشبابهم، سواء الذين شاركوا فى دوراته السابقة أو الذين يمنون أنفسهم ويحلمون بأن يكونوا جزءا من حفلات دوراته القادمة، فقد كان المهرجان سببا فى شهرة ونجومية الكثير منهم، وها هو المهرجان بادارته الجديدة المتمثلة فى د.خالد داغر رئيس دار الاوبرا، والمايسترو هانى فرحات المدير الجديد، يستعدون لإطلاق الدورة 32 فى النصف الثانى من أكتوبر القادم، بشكل ورؤية جديدة يحلمون بها، فالتطوير والتجديد سُنة الحياة من أجل النجاح. 

مدير المهرجان المايسترو هانى فرحات وعد الجمهور بدورة استثنائية ومختلفة عن الدورات السابقة، فهو يحلم بأن يصبح مهرجان الموسيقى العربية مهرجانا عربيا دوليا حقيقيا يضم كافة الالوان والأشكال الغنائية، ومن حقه أن يحلم ويعمل على تحقيق حلمه على كافة المستويات سواء الأبحاث الموسيقية فى المؤتمر المصاحب للمهرجان، أو على مستوى الحفلات والنجوم الجدد المشاركين فى المهرجان والذين كانوا يخشون المشاركة من قبل بسبب عدم اطمئنانهم للتجهيزات الفنية، وكانوا يضعون شروطا قاسية لها، وكانت الإمكانيات المادية لدار الاوبرا تمنع تواجدها، ولكن أعتقد أن وجود «فرحات» كمدير للمهرجان بعلاقاته الكبيرة بهؤلاء المطربين وثقتهم به وهو الذى شاركهم كبرى الحفلات الناجحة، سيجعلهم يثقون أن حفلاتهم ستكون على أعلى مستوى من التجهيزات فيشاركون بكل اطمئنان، فى هذه الحالة نضمن وجود اصوات جديدة فى حفلات المهرجان لم تكن موجودة من قبل..

من حق المدير الجديد للمهرجان أن يحلم بتقديم دورة استثنائية للمهرجان الذى يديره، بشكل يليق باسم مصر وايضا باسمه كمايسترو له اسم فى سوق الغناء فى الوطن العربى ومن حقه ايضا أن يعمل على تحقيق هذا الحلم بكل الطرق المشروعة ولكن أخشى ما أخشاه ان يواجه البيروقراطية الادارية والتكتلات داخل الكيان العريق والتى تخشى دائما التطوير والتجديد، فمشكلة هذا المهرجان الرئيسية أن فنانى الاوبرا يتعاملون معه على أنه مهرجان دار الاوبرا فقط وليس مهرجان مصر الموسيقى الدولى.

وأن أى تجديد وتطوير يمكن أن يؤثر على وجودهم فيه، لذلك يجب على «هانى فرحات» أن يحافظ على شعرة معاوية، بين تواجد فنانى الأوبرا فى حفلاتهم وبين الخروج بالمهرجان لنطاق أوسع وأرحب بضم أصواتا ومطربين جددا يضيفون للمهرجان وتقديم ألوان غنائية يحبها الجمهور دون الانحياز لطرف على حساب الآخر.

وأهمس فى أذن المايسترو هانى فرحات: يجب ان تصر على تحقيق حلمك الذى ستحاسب عليه فى نهاية الدورة، واخرج عن الشكل التقليدى لحفلى الافتتاح والختام بعيدا عن المسرح الكبير، وليكن فى ساحة الأهرامات تنقله شاشات القنوات العالمية، اخرج بحفلات المهرجان إلى الصعيد والدلتا وسيناء وغيرها من الاقاليم المصرية فالجمهور فيها يشتاق لحفلات المهرجان.