نوبة صحيان

الرئيس السيسى والدكتور غالى (2)

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من معدلات الزيادة السكانية الرهيبة التى تشهدها مصر، والتى وصلت إلى 2،1% سنويا، مؤكدا أن تعداد المصريين على أرضهم 105 ملايين نسمة، فضلا عن 9 ملايين ضيوفا على الدولة.

وأوضح الرئيس السيسى أنه فى ظل الموارد المحدودة، ومع الأعباء التى خلّفتها حروبنا السابقة، بجانب الانفجار السكانى.. لا يمكن تحقيق منظومة تعليم جيدة، بجانب باقى الخدمات الأخرى للمواطنين.. جاء ذلك فى مداخلة للرئيس خلال افتتاحه «المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية 2023» قبل يومين بالعاصمة الإدارية.

وبالمصادفة.. كتبت هنا السبت الماضى الحلقة الأولى من مقالين عن الدكتور بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بدأتها بأن أكثر ما شغل بال السياسى والدبلوماسى والقانونى الدولى الفذ، هما قضيتا النيل والزيادة السكانية، خاصة فى مصر وأفريقيا (كما أشار السيد الرئيس)، وما يمثله ذلك من ضغوط على الموارد (كما توقع غالى)، تقود حتما إلى أزمات، وربما صراعات، سواء على الغذاء أو المياه.

وتحضرنى هنا حكاية طريفة بمناسبة «الضغوط على الموارد والصراعات».. ففى أول حواراتى مع د.غالى.. وصلت قبل موعدى بعشر دقائق، فدخلت أولا إلى مدير مكتبه وقتها السفير مخلص قطب الدبلوماسى القدير، الذى مازحنى ضاحكا: «تحب تشرب إيه؟ لأنك لن تشرب جوه!!».. كانت دعابة من السفير قطب فى إشارة إلى ما كان يُشاع عن «حرص» د.غالى، فأجبته بأننى سأشرب مع الدكتور، فابتسم مُشفقا.. وفى الموعد تماما دخلت.

وجدت د.غالى واقفا لاستقبالى، فبادرته قائلا بجدية: يا دكتور غالى هناك أزمة تنتظرنا الآن بسبب الموارد!! فنظر لى مندهشا متسائلا؟؟ فأجبته لو لم أشرب حالا كوبا من الشاى.. ستصير هناك أزمة!!

ضحك الرجل كثيرا مستملحاً الموقف، وظفرتُ بكوب من الشاى على حساب د.بطرس غالى.. ولم أنس المرور بعدها على مكتب السفير مخلص قطب شاكرا حُسن الضيافة.