مدينة سكنية عالمية ومدرسة متطورة ومشروعات للتنمية

حلم مصر النووي يتحقق على سواحل «الضبعة»

استمرار العمل في إنشاء المحطة النووية
استمرار العمل في إنشاء المحطة النووية

جنبًا إلى جنبًا تسير عملية التنمية والبناء والتطوير على أرض مدينة الضبعة مع خطوات إنشاء المحطة النووية للاستخدامات السلمية للطاقة فى إطار الخطة التنموية الطموح لقطاع الكهرباء والطاقة المُتجددة، التى تسعى لتنويع مزيج الطاقة المستخدمة فى توليد الكهرباء حتى توفر الاحتياجات المُتزايدة للمواطنين والمشروعات القومية المُختلفة، وهى المحطة التى تتضمن إنشاء 4 مفاعلات بإجمالى قدرات 4800 ميجاوات بواقع ١٢٠٠ ميجاوات لكل مُفاعل، بتكلفة تصل لـ29 مليار دولار، من طراز الجيل الثالث للمفاعلات النووية، وبعمر افتراضى للمشروع 60 عامًا.

◄ تركيب مصيدة قلب المفاعل الأول للمحطة النووية الشهر المقبل

◄ انتهاء المرحلة الأولى من المدينة السكنية على الطراز البدوى

◄ تحويل محطة الضبعة إلى مزار سياحى على أحدث مستوى

◄ مدرسة نووية.. وشاطئ عام.. وشرايين نقل متطورة

■ المدينة السكنية الجديدة

مدينة الضبعة، كان لها نصيب كبير من الاهتمام فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهى تشهد ليس فقط بناء المفاعل النووى، لكن أُقيمت فيها مدرسة نووية، ومدينة سكنية جديدة لأبنائها، ومحطة محولات كهربائية جديدة لخدمة المدينة، وشاطئ عام لأول مرة لأبناء الضبعة، ومحور مرورى جديد يوفر مشقة حوالى 100 كيلو متر من الضبعة إلى القاهرة، وكلها مشروعات تنموية تؤكد أن لأهالى الضبعة نصيبًا كبيرًا من الإنجازات فى عهد الرئيس السيسي.

بشائر الخير بدأت فى الوصول ﻷهالى الضبعة مع الإعلان عن إنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء، حيث بدأت هيئة المحطات النووية فى تعيين العشرات من أبناء المدينة للعمل بالمحطة، علاوة على تشغيل خريجى مدرسة الضبعة النووية، واستغلال المحافظة شاطئ الضبعة فى عمل منشآت سياحية جديدة، وتحويل المحطة لمزار سياحى يفوق أى مدينة سياحية بالعالم.

■ مدرسة الضبعة النووية

◄ مدينة جديدة
الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أعلنت الانتهاء من المرحلة الأولى من المدينة السكنية الجديدة بالضبعة، والمُقامة على الجزء الغربى المُقتطع من أرض المحطات النووية، التى وجه الرئيس السيسى، بإنشائها خلال توليه منصب وزير الدفاع، كهدية من القوات المسلحة إلى الأهالى المُتضررين من انتزاع أراضيهم لصالح مشروع محطة الضبعة النووية، بالإضافة إلى إنشاء مساكن للعاملين بالمحطات النووية.

وتقع المدينة السكنية الجديدة، غرب الأرض المُخصصة للمحطة النووية، وتبدأ من الطريق الساحلي «الإسكندرية - مطروح» وحتى شاطئ البحر على مساحة 2380 فدانًا بعمق 5 كيلو مترات، وواجهة على البحر بطول 2  كيلو متر، وتنقسم لمرحلتين الأولى تضم 1500 مسكن على الطراز البدوي لصالح الأهالى المُضارين من نزع أراضيهم، ومنازلهم لصالح المشروع النووى، بينما تتضمن المرحلة الثانية إقامة 234 عمارة، لتخصيص وحداتها كاستراحات ومساكن للعاملين بمشروع المحطة النووية، وقد بلغت تكلفة إنشاء المدينة حوالى مليار جنيه - منحة من القوات المسلحة - وتشمل المدينة مُختلف المشروعات الخدمية والتعليمية والرياضية والمساجد والأسواق، ويتواصل العمل بالمرحلة الثانية للانتهاء من الخدمات المُلحقة بالمدينة، وقد تم تنفيذ وتشطيب مسجد المدينة على شكل إسلامى مميز، يسع لـ800 مُصلٍ علاوة على الشكل الجمالى لقبة المسجد، الذى يُعد من العلامات المعمارية المميزة للمدينة الجديدة.

وزارة الكهرباء أعلنت الانتهاء من إنشاء محطة محولات الضبعة الجديدة بأرض المحطة النووية، وتركيب محولى كهرباء الأول بقدرة 40 ميجاوات والثانى بقدرة 25 ميجاوات، جهد 220/66/22 كيلو فولت بتكلفة 100 مليون جنيه، وقد أكد المهندس سعيد خليل، رئيس قطاع كهرباء محافظة مطروح، أن الهدف من إنشاء محطة محولات الضبعة الجديدة، هو توصيل التيار الكهربائى للمدينة السكنية الجديدة وإلى مدينة الضبعة وضواحيها عن طريق 2 كابل أرضى بطول 6 كيلومترات بتكلفة تتجاوز 3 ملايين جنيه.

المُخطط التفصيلى لمدينة الضبعة الجديدة، يُشير إلى أن الكثافة السكانية بالمدينة، ستوزع على مساحة الـ2380 فدانا، طبقًا لمتطلبات هيئة الرقابة النووية، بواقع 60 نسمة لكل فدان بالنسبة للمرحلة الثانية، الخاصة بسكن العاملين بالمحطات النووية، و25 نسمة لكل فدان بالنسبة للمرحلة الأولى، التى تتضمن المساكن البدوية الخاصة بالأهالى، وستضم المدينة مُجمعًا تجاريًا خدميًا، ومُجمعًا علميًا، ومدارس من الحضانة إلى التعليم العالى، ومُجمعًا ترفيهيًا وملعبًا لكرة القدم ومساجد وأسواقا تجارية ومشاريع استثمارية، لصالح المتضررين من أهالى الضبعة الذين قاموا بتسليم أرض الضبعة النووية للقوات المسلحة فى سبتمبر 2013.

■ محور روض الفرج - الضبعة

◄ محور الضبعة
ووفقًا لمحافظ مطروح، اللواء خالد شعيب، يبلغ طول المحور الإقليمي «الضبعة - القاهرة» 140 كيلومترًا، وهو من أفضل طرق غرب مصر، حيث اختصر وقت السفر من مرسى مطروح إلى القاهرة لما يزيد عن ساعة، كما أسهم فى جذب مزيد من الاستثمارات، وعمل على جذب مزيد من الزائرين لمطروح، التى تستقبل سنويًا ما بين 6 لـ7 ملايين مُصطاف، وآلاف السياح عبر طيران الشارتر من مُختلف الدول، وقد تم افتتاح طريق «الضبعة - روض الفرج» بهدف ربط الساحل الشمالى ومطروح بالمحافظات الأخرى وخلق طرق تنموية جديدة، وساهم المحور فى تخفيف الكثافات المرورية عن طُرق «القاهرة - الإسكندرية» و«وادى النطرون - العلمين»، وقضى على الاختناقات بطريق الساحل الشمالى خلال شهور الصيف، فلم يعد المسافر إلى الضبعة ومرسى مطروح وغربها يمر بهذه الطرق، كما تم تصميم وتخطيط الطريق الجديد الذي يبدأ من الطريق الدائرى الإقليمى، بعيدًا عن المناطق السكنية والعمران، ولا توجد به تقاطعات، ومُصمم للسرعات المُختلفة، حيث يضم 3 حارات مرورية بكل اتجاه، وتم توفير الخدمات الضرورية عليه، حيث تمت تقوية شبكات المحمول، وإنشاء 6 محطات وقود على جانبى الطريق، على مسافات مُتباعدة، ونشر الخدمات الأمنية، ونقاط الإسعاف بطول الطريق، وذكر شعيب أن محافظة مطروح شهدت خلال السنوات من 2020 حتى 2023 تنفيذ 472 مشروعًا خدميًا وتنمويًا بتكلفة استثمارية 12.3 مليار جنيه، تضمنت 119 مشروعًا بقطاع مياه الشرب والصرف الصحى، و28 مشروعًا بقطاع الكهرباء، ومشروعات بقطاع الطرق بطول 320 كيلومترا، من بينها تطوير مدخل مدينتى الضبعة والحمام، وتنفيذ طريقى سيدى برانى والسلوم، إضافة لـ84 مشروعًا بقطاع الإسكان والمرافق، و27 مشروعًا بقطاع الصحة.

وكان محافظ مطروح، قد افتتح طريق مدخل الضبعة الغربى بطول 1,8 كم مزدوج، بعد أعمال التطوير، التى أوضح أنها شملت تركيب كابلات كهرباء أرضية، وإنارة الأعمدة على الجانبين، وإقامة أرصفة وبلدورات بشكل جمالى وحضارى يواكب الطفرة التنموية بمدينة الضبعة، والمشروعات القومية بها.

من جانبه، قال الدكتور عماد عبد الرحيم، رئيس مركز ومدينة الضبعة، إنه جرى رصف 7700 متر مربع بطُرق قرية سيدى شبيب، وإنشاء مركزى شباب ضمن مُبادرة حياة كريمة، مُضيفًا أن المُبادرة رفعت كفاءة 30 منزلًا، إلى جانب إنشاء 9 خزانات مياه بسعة 100 متر مربع.

◄ المدرسة النووية
تقع مدرسة الضبعة النووية، فى مدينة الضبعة، حيث تهدف لإعداد وتخريج كوادر مؤهلة لسوق العمل، وتبلُغ مُدة الدراسة بها 5 سنوات، إذ يحصل خريجو المدرسة على دبلوم فنى صناعى، وتقبل الحاصلين على الشهادة الإعدادية «بنين فقط»، وفق مجموعة مُحددة من الضوابط، وتمنح الطالب إقامة داخلية بالمدرسة بمبنى سكنى مُجهز به مطعم وصالة مُذاكرة وصالة رياضية، كما يُسمح للطلاب بالنزول للإجازة نهاية الأسبوع، ووفقًا لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، يُمكن لخريج المدرسة استكمال الدراسة بكلية الهندسة أو إحدى الجامعات التكنولوجية، التى توسعت فيها الدولة مؤخرًا، كما أنها تُعد أول مدرسة مُتخصصة فى التكنولوجيا النووية فى مصر والشرق الأوسط، ومُقامة على مساحة 33.6 ألف متر مربع، وطاقة الفصل الدراسى 25 طالبًا بإجمالى 375 طالبًا خلال السنوات الدراسية فى 15 فصلاً، وبها مبنى لإقامة المعلمين، ومنطقة ملاعب ومسرح ترفيهى للطلاب، و3 ورش على مساحة 3260 مترًا، منها واحدة للطاقة النووية، والثانية للإلكترونيات، والثالثة للكهرباء.

◄ اقرأ أيضًا | برلماني: جلسات الحوار الوطني تتكامل مع جهود القيادة السياسية في الانحياز للمواطن البسيط

◄ شاطئ عام
ووافقت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، على إنشاء شاطئ عام لخدمة مركزى الحمام والضبعة بالساحل الشمالى فى مطروح من متوسطى الدخل، وذلك خلال مناقشة اللجنة للاقتراح برغبة المُقدم من النائب رزق علوانى، والخاص بضرورة توفير شاطئ مجاني بالمنطقة لخدمة الأهالى ليعود بالنفع على أهل المدينتين بعائد اقتصادى لهم تزامنًا مع توفير حياة كريمة للمواطنين، وقال  النائب رزق علوانى، إن فكرة إنشاء شاطئ عام لخدمة مركزي الحمام والضبعة بالساحل الشمالي بمطروح هو هدف يتمناه العديد من أهالي المدينتين من متوسطى الدخل للاستجمام والاستمتاع بشواطئ الساحل الشمالى خلال موسم الصيف، وتكون مصدر دخل إضافيا للشباب من خلال إيجاد فرص عمل لهم، لافتًا إلى أن مدينة الضبعة تبعد عن العلمين الجديدة، وهو أقرب شاطئ عام مخصص لنزول المواطنين، بمسافة 60 كيلومترًا، وكذلك مدينة الحمام تبعد قرابة 40 كيلو مترًا.

◄ المحطة  النووية
وفى إطار استمرار العمل داخل المحطة النووية، قال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية، إنه من المُخطط أن تنتهى أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة خلال شهر نوفمبر المُقبل، وذلك بعد حصول هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على إذن الإنشاء من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، لافتًا إلى أن الزيارة التفتيشية الأخيرة جاءت تتويجًا لمجهودات فرق العمل الخاصة بهيئة المحطات النووية التى تتميز بامتلاكها خبرات كبيرة تم اقتباسها من الزيارات التفتيشية السابقة للوحدات الأولى والثانية والثالثة نتيجة للتعاون المُستمر بين هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، مُشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من الصبات الخرسانية لقواعد مبنى الجزيرة النووية للمُفاعل الأول بقدرة 1400 ميجاوات، كاشفًا أنه من المُتوقع تركيب مصيدة قلب المُفاعل الأول خلال الاحتفالات بعيد ذكرى انتصار أكتوبر المُقبل، مُضيفًا أن زيارة ممثلى هيئة الرقابية النووية والإشعاعية واستشارييها، تأتى كأحد الإجراءات التنظيمية اللازمة لإصدار إذن الإنشاء للوحدة النووية الرابعة، التى تم خلالها الاطلاع على الوثائق التصميمية المُعتمدة اللازمة لبدء تنفيذ الأعمال، والتحقق من توافقها مع كافة المُتطلبات التنظيمية، لافتًا إلى أن السرعة التى شهدتها المحطة من حيث الإجراءات جاءت نتيجة لاتباع منهج علمى، وتحديد ما يُريده الجانب المصرى، لافتًا إلى أن الحلم النووى أصبح واقعا يفتخر به كل مصري.