نهار

وجع البوح!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى


الشخصيات القاسية فى الأغلب لا تعرف البوح ولا تقوى علي»الفضفضة».. لا تعرف الثقة والأطمئنان والسكينة، القلق جزء من مشوارها الصعب وعنفها، وصورة لقسوتها.. لكن «أنغام» حين سألها المذيع الإماراتى «أنس بوخش» فى برنامجه (abtalk) كيف حالك؟، ردت بأغنيتها (أنا كل ما احتاج أتكلم) تعبيرا عن رغبتها فى البوح والفضفضة، وبالفعل تكلمت عن  قسوة حياتها، كما لم تتكلم قبل!!.


لم اتعاطف كثيرا مع أنغام (رغم أحساسى بصدقها)!!.. لكننى تفهمت معاناتها وجرحها الكبير.. ليس فقط معاركها الشائكة مع أبيها الملحن محمد على سليمان، منذ صفعته الأولى لأمها أمام عينيها، بينما هى (طفلة٤ سنوات) تلتصق فى الحائط من فرط الخوف وسقوط المثال!!..
‏حياة صعبة وقاسية... بيت يسكنه الغضب والقهر والحرب وأوضاع غير طبيعية.. ويوم بعد يوما انهارت صورة الأب المثال!!.. تقول أنغام (أنا إبنة الكونسرفتوار، هو من قام بتربيتى فعليا، منذ أن كان عمري٤سنوات)!!.. ليست فقط الحياة القاسية، ولا الجرح الممتد من الطفولة الى اليوم... لكن الأقسى والأشد وجعا، هو عدم قدرتها على التسامح والغفران (لست قوية لأسامح)!!


كبرت أنغام دون أن تعرف جمال الطفولة.. تعلمت قبل سنوات التعلم، تدربت على البيانو قبل أن تشتد أصابع يدها الصغيرة، لتقوى على العزف.. كانت الطفلة المسئولة عن كامل أسرتها... كانت الأم لأمها ولأخيها ولكل من حولها.. هكذا اختصرت أنغام هويتها وتعريفها لنفسها، حين سألها المذيع، كيف تعرفين نفسك؟.
قالت: أنا (أم) وأنا شخص (موهوب ومجتهد وطموح).