أشرف غراب: الإدمان انفجار بركاني يؤثر على سلوكيات الشباب وتصرفاتهم| صور

الدكتور أشرف غراب أثناء تكريمه
الدكتور أشرف غراب أثناء تكريمه

قال الدكتور أشرف غراب- الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي وسفير السلام، إن قضية الإدمان تعد من أخطر القضايا التى أصبحنا نعانى منها فى عصرنا الحالي وخاصة فى الآونة الأخيرة لما لها من نتائج سلبية تنعكس سلباً على المدمن فينتج عنها أضرار صحية ونفسية واجتماعية تؤثر عليه ويتأثر بها المجتمع أيضاً.

جاء ذلك في كلمته في المؤتمر العربي للصحة النفسية والقضاء على الإدمان، والذي نظمه مركز السلام للدبلوماسية الدولية بالقاهرة برئاسة السفير فيليب عجيب- رئيس المركز، وبحضور جمع غفير من سفراء السلام وممثلة منظمة الصحة العالمية بمصر الدكتورة نعيمة القصير.

انفجار بركاني

أضاف د. أشرف غراب- سفير السلام، أن الإدمان يؤثر على سلوكيات وتصرفات الشباب؛ ما يترتب عليه فقدان طاقاتهم الشابة، والتى تعتبر من أهم دعائم المجتمع وقوته، فلا يمكن لأى مجتمع أن ينهض دون وجود طاقات شابة مفكرة ومبتكرة، واصفاً الإدمان بالانفجار البركاني الذي يدمر كل شئ.

وأشار إلى أن الأديان السماوية نهت وحرمت تعاطي المواد المخدرة والإدمان، وذلك فى قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( كل مخمر خمر وكل مسكر حرام) ولم ينه الإسلام فقط بل إن المسيحية أيضا حرمت أى نوع من الشراب المسكر وفى العهد الجديد (أى الإنجيل)، "ولا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل إمتلئوا بالروح" (أى بالروح القدس)، (أفسس 18:5).

أوضح سفير السلام، د. أشرف غراب، أن الصحة لا تعني مجرّد انعدام المرض فقط، بل هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً.

الصحة العقلية

وأضاف أن مجابهة الإدمان لا تتطلب قوانين إضافية لمواجهة الظاهرة، فقانون العقوبات به من المواد الكافية للردع، ولكن الأمر يتطلب وضع أولوية لتحسين الصحة العقلية وبيان خطورة الإدمان على الشباب، لافتاً إلى أن الصحة النفسية، تعتبر حالة من العافية يستطيع من خلالها الفرد إدراك إمكاناته الخاصة، وأيضا التكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه.
الانتحار البطئ

في ذات السياق أكد الدكتور علاء الجرايحي محلب- سفير السلام، في كلمته بالمؤتمر أن الإدمان حالة تستعبد الشخص من محيطه ومجتمعه، وهي بذرة المرض النفسي والجسدي، واصفاً الإدمان ب الانتحار البطئ؛ وذلك نتيجة الإدمان المستمر على مادة أو أكثر من المواد المخدرة، يتضاعف معها هذا الاستعمال في وقت قصير يسفر عنها أكبر الاضرار والتي من الممكن خلالها أن تؤدى إلى التهلكة، وهنا يفقد المدمن عقله ويعجز عن القيام بواجباته اليومية حتى إذا ما فكر في التوقف عن هذا الطريق، تظهر عليه أعراض انسحابية قاتلة.

عواقب وخيمة

ووجه د. علاء الجرايحي، نداء إلى الأسرة بإعطاء بعض الوقت للاهتمام بأبنائهم ومشاركة حياتهم ومعرفة الأصدقاء المحيطين بهم، موضحاً أن الشخص حينما ينخرط في بؤرة الإدمان، يكون عرضه لارتكاب الجرائم خاصة السرقة، كما أن قيادة السيارة تحت تأثير المخدرات تكون عواقبها وخيمة، وهو ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من القيادة برعونة، من قبل بعض الشباب، والتي أودت بحياة العديد من الضحايا الأبرياء وفي أثناء التحقيقات يتم اكتشاف مرتكبي الحادث أنهم تحت تأثير المخدر.

وتابع: فضلاً عن الأضرار المالية التي يتعرض لها الشخص المدمن، حيث يؤدي إلى إنفاق المال بلا حساب وذلك لشراءها فيقع المدمن هنا تحت وطأة الدين وتقوده تلك الحالة إلى سلوكيات غير قانونية وغير أخلاقية.

التفاعل مع المجتمع

من جانبه قال السفير فيليب عجيب رئيس مركز السلام للدبلوماسية الدولية، إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر بها إلا المرضى.. بالصحة يشعر الفرد بقدرته على العطاء والإنتاج وقدرته على التفاعل مع المجتمع الذى يعيش فيه و بالصحة النفسية يكون المجتمع صحيح و قادر على التنمية وتحقيق مستقبل أفضل. فليس هناك ما يدع الفرد إلى التوجه نحو الإدمان مهما كانت الظروف المحيطة به، فيجب على الفرد أن يتمتع بالقدرة على إدراك قدرات الآخرين، والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والإنتاج ومساعدة المجتمع.

دائرة الإدمان

أشار السفير فيليب عجيب، إلى أن الأسرة عليها العامل الأكبر في مواجهة تلك الظاهرة، من خلال مراقبة الأطفال والمراهقين، لملاحظة أي تغييرات يعيشونها، وفي حالة ما تم اكتشاف وقوعهم في دائرة الادمان، يجب تقديم النصيحة لهم ومحاولة اقناعهم بأضرار الإدمان والسلوك السيئ، وهنا يجب عدم استخدام أسلوب العنف معهم، حتى لا ينتج رد فعل عكسي.

وتابع: والأمر يتطلب زيادة ورش العمل والندوات التوعوية للمرضى، وتقديم الدعم النفسي للمريض، حتى مثوله للشفاء ويعود فرداً صالحاً ومنتجا في وطنه.

الشعور بالخوف

من جانبه أكد المهندس حسن عبد العليم- رئيس المؤتمر، ورئيس مجلس إدارة شركة حلوان للأسمدة، ونقيب مهندسي السويس السابق، أن الإدمان يجعل الشخص يفكر بطريقة معينة تجعله دائمًا يشعر بالنقص، والخوف والقلق والاكتئاب، ويشعر أنه أقل ممن حوله، مما يجعله يفكر بطريقة غير واعية وغير مدرك بمحيطه أو مجتمعه.. ينظر ويتعامل مع المجتمع حوله بنظره أو بطريقة معادية.

ولفت المهندس حسن عبد العليم، إلى أن الإدمان يجعل الفرد مستسلما جسدياً ونفسياً لعادة أو عقاقير معينة أو نشاط معينة، بحيث يصبح العيش متوقفاً عليها عضوياً ونفسياً، ويصعب عليه تركها، مشيراً إلى أن الإدمان ليس تأثيره على الشخص المريض فقط، بل يترتب عليه أيضاً أضراراً ومشاكل وخيمة تصيب العائلات، والعلاقات الاجتماعية، وأماكن العمل والدراسة.

الانتماء للعمل

وأعلن المهندس حسن عبد العليم، في كلمته في المؤتمر أن شركة حلوان للأسمدة بلا إدمان، وهنا وجه كلمته عن أهمية دور رؤساء القطاعات وأصحاب الأعمال عن أهمية دورهم في متابعة العمال ومرؤسيهم وتخصيص بعض من الوقت لهم لمعرفة ما المشاكل التي يواجهونها سواء كانت صحية أو نفسية، وفي تلك الحالة نضمن إنتاج أفضل وحافز العاملين على الإنتماء للعمل و الوطن لما يجده من اهتمام.

الصحة العالمية

من جانبها أشادت الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، بمبادرة 100 مليون صحة، مؤكدة أنها تنم عن وعي القيادة السياسية، في ظل توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية، وأنها تعد من أهم وأول المبادرات التي رأتها خلال جولاتها بالوطن العربي.

وفي كلمته استند فضيلة الشيخ محمد عيد الكيلاني، وكيل أول وزارة الأوقاف، على بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، التى تحرم وتنهي عن كل ما يسكر، أو ما يقرب منه، وشدد غلى مسؤلية الأهل في التربية و حسن النشأة.

وأضاف بأن العلاج من الإدمان يتطلب الوصول إلى النتيجة المرجوة، وهي الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود، لافتاً إلى أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج العلة أو أعراض الانسحاب المخدر ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس مرة اخرى؛ بل الأمر يتطلب أن نصل به إلى استرداد عافيته من كافة النواحي" الجسدية والنفسية والاجتماعية"، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع فرداً صالحاً في مجتمعه ومحيطه.

ثم تحدث الأب الربان فيلبس عيسي، كاهن الكنيسة السريانية الارثوذكسية في مصر، وقال إن العائلة مثل الشجرة، لها تربة وهم أولي الأمر وفروع وثمار، فإن كانت التربة صحيحة خصبة فسوف يكون الفروع أصحاء و من ثم تنتج ثماراً نافعة للمجتمع.

ثم كلمة نيافة الأنبا نوفير- أسقف شبين، وكلمة الأب الارشيمندريت الدكتور ذامسكينوس- رئيس دير ماري جرجس، وكلمة القس تيوثاؤس عوض- مندوب نيافة الأنبا دانيال مطران المعادي، و سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية.

وكانت كلمة الإعلامية أشجان عبد العزيز، سفيرة الإنسانية بالوطن العربي والمتحدث الإعلامي لمركز السلام للدبلوماسية الدوليه، والدكتور محمد جلال، المستشار الإعلامي لمركز السلام للدبلوماسية الدولية.

شهد المؤتمر حضور فعال من العديد من الشخصيات العامة والمجتمع المدني والنقابات كان في مقدمتهم الكاتبة فاطمة ناعوت، والإعلامية صبا عبد القادر، كما حضر من الآباء أيضاً القس أبانوب عبد الملاك، والقس موسى فتحي، مندوبين عن نيافة الأنبا اكسيوس- الأسقف العام لكنائس عين شمس والمطرية بالقاهرة، كما حضر من النقابة العامة لضباط الملاحة البحرية الدكتور عمرو محسن، الأمين العام للنقابة والمستشار علي محجوب، المدير التنفيذي، والقبطان محمد أشرف وكيل عام النقابة، الكابتن أحمد رشدي والكابتن حسام محسن، الكابتن أحمد علوي، الكابتن طه الخبير، الكابتن إسلام مصطفى، الكابتن رامي طلعت، الكابتن أحمد ياسر، الكابتن نانسي وهدان، الكابتن سلسبيل صفوان، الكابتن ريهام السيد، الكابتن روان يونس.