الجريمة سجلتها كاميرات المراقبة.. أنهى الأشرار الخمسة حياة «سالم» أمام طفله

المجنى عليه وابنه
المجنى عليه وابنه

 بورسعيد : أيمن عبد الهادي

..جريمة بشعة ومرعبة.. 

خمسة من الشباب يقتحمون مقهى فى عز الضهر، ويتعدون على مالكها بالضرب امام طفله الصغير ابن العام الواحد، وبينما يحاول الضحية حمل طفله إلى خارج المقهى حتى لا يتعرض للأذى، يخرج احد الشباب من بين ملابسه سكينًا، ويوجه له طعنة نافذة من الضهر لتستقر فى القلب، بينما يقوم آخر بوضع نصل السكين على رقبته ثم ذبحه اثناء احتضان طفله، ليسقط على الأرض وسط بركة من الدماء..

بعد لحظات كان الأشرار الخمسة مثل «فص ملح وذاب»، بينما تتعالى صرخات الأهالى من هول المشهد، وسط دوى سيارات الشرطة والإسعاف التى حضرت فور الإبلاغ..

ما الذى حدث فى بورسعيد؟، وما الذى دفع هؤلاء الأشرار الخمسة لذبح سالم امام طفله بهذه الطريقة؟، وكيف توصلت الشرطة للجناه؟، وما هو رد فعل شهود العيان واصدقاء المجنى عليه على الحادث؟، وماذا قالت اسرة المجنى عليه؟، هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية.

في هذا اليوم سادت حالة من الحزن الشديد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتداول المئات منشورات ينعون فيها الشاب سالم محمد سالم صاحب الـ 28 عاما، والذي قتل على يد سائق تاكسي في حي الزهور بـ محافظة بورسعيد، وكانت تتحدث هذه المنشورات عن شاب عرف عنه مساعدة الناس وفعل الخير ونال حب الجميع.

والتقت «أخبار الحوادث» أسرة المجني عليه سالم والذين كشفوا عن أسباب الحادث، وأوضحوا أن نجلهم يعمل صاحب أحد المقاهي العمومية بمنطقة المروة نطاق حي الزهور، ومتزوج ولديه طفلين أصغرهما عام واحد، وفي يوم الحادث كان معه صغيره في المقهى، وكان يجلس بين زملائه وأصدقائه، ولم يكن متوقعًا أن يقتل وتسيل دماؤه بالشارع.

الحضن الأخير

وكشفت جدة سالم أنه قبل الحادث بأيام تصادم مع آخر بسيارة وحدثت بينهما مشادة كلامية وظن حفيدها أن الأمر قد انتهى عند ذلك، وفي يوم الحادث كان يستقل دراجة نارية متوجهًا من المقهى محل عمله إلى منزله لتناول وجبة الغداء، وكان معه نجله الصغير الذي يبلغ من العمر عاما واحدًا، ولم يكن يعلم ماذا تخبئ له الأقدار.

وتروي أنه في طريقه للمنزل استوقفه أحد زملائه وطلب منه الصلح مع من تصادم معهم بالسيارة وحدثت بينهم مشاجرة قبل أيام، فرد حفيدها المجنى عليه: «أنا مفيش بيني وبينهم أي حاجة والموضوع خلص»، وأشارت أن حفيدها فوجئ بـ 4 أشخاص يستخرجون أسلحة من ملابسهم، فوضع صغيره الذي يبلغ من العمر عاما على الرصيف لحمايته من السلاح.

واستكملت: «حفيدي راح يحط الولد الصغير بعيد عن السلاح، وفوجئ بطعنة نافذة بالصدر وقبل أن يفيق منها طعنه المتهمون في الصدر والبطن مرة أخرى، وشعر سالم بأنه سوف يسقط على الأرض، ولكن خوفه على نجله الصغير دفعه لأن يذهب اليه ليحميه من القتله، وبينما هو يحتضنه قام المتهم بمحاولة ذبحه بطعنه في الرقبة فسقط على الأرض وسالت دماؤه في احضان صغيره».

حمل الأهالي سالم ودماؤه تسيل من الصدر والبطن والرقبة إلى مستشفى الزهور ولم تمر دقائق حتى فاضت روحه إلى بارئها وفارق الحياة، ووصلت الأسرة والصغير الذي يبلغ من العمر عاما واحدًا قد تحولت ملابسه للون الأحمر من دم والده الذي سال بين أحضانه، وذلك في مشهد تجرد خلاله المتهم الذي طعنه من كل معاني الإنسانية، ولم يرحمه أمام نجله وقتله بصورة بشعة.

بلاغ بالحادث

وتلقت الأجهزة الأمنية بـ محافظة بورسعيد بلاغا بالواقعة، وجرى على الفور تشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي للوقوف على الأسباب، وتحرير المحضر الخاص بالواقعة، على أن تتولى جهات التحقيق نظر المحضر المعروض عليها.

وكثفت الأجهزة الأمنية بـ محافظة بورسعيد من جهودها من خلال الكمائن الثابتة والمتحركة، وذلك لسرعة ضبط الجاني والسلاح المستخدم في الحادث، على أن يتم تقديمه لجهات التحقيق.

وكشف مصدر أمني لـ أخبار الحوادث عن تفاصيل ضبط المتهم في واقعة قتل صاحب مقهى ببورسعيد، حيث يدعي م ج ح ويبلغ من العمر 33 عاما، ويعمل سائقا، ومقيم بنطاق حي الزهور، وأمكن ضبطه قبل أن تمر ساعات على الحادث، وقبل أن يحاول الفرار.

وأوضح المصدر، أن اللواء مازن صبري مدير أمن بورسعيد تلقى بلاغا بمقتل صاحب مقهى بحي الزهور على يد آخر، ووجه الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط المتهم على الفور، وأمر بتشكيل فريق من إدارة البحث الجنائي للوقوف على الأسباب، وتحرير المحضر الخاص بالواقعة، وتتولى جهات التحقيق نظر القضية.

وتمكن فريق البحث الجنائي عن طريق جمع المعلومات وتفريغ كاميرات المراقبة من تحديد هوية القاتل والسلاح، وتمكن الضباط من خلال الكمائن الثابتة والمتحركة من ضبط المتهم، قبل أن يحاول الهروب من قبضة الأمن، وجرى تحرير المحضر الخاص بالواقعة، وعرض المتهم على جهات التحقيق.

وقام فريق من النيابة العامة بمناظرة الجثة داخل المشرحة وصرحت بالدفن بعد أن قام الطب الشرعي بتشريح الجثمان لعمل تقرير الصفة التشريحية، وصرحت بعدها النيابة العامة بالدفن، وذلك بعد أن أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، على أن يراعى التجديد له في الموعد المحدد.

وخرج الآلاف من شباب محافظة بورسعيد لتشييع جثمان الشاب سالم من مسجد الكريم، ورفض الشباب أن يذهب الجثمان بسيارة دفن الموتى، وحملوه على الأكتاف إلى المقابر، وسط هتافات لا اله الا الله الشهيد حبيب الله، وطالبت الأسرة بتقديم المتهمين للمحاكمة العاجلة، وتحقيق القصاص وإعدام المتهمين، مؤكدين أنهم لن يأخذوا العزاء إلا بعد تحقيق العدالة.

وكشف محمد سالم والد الضحية أن المتهم في القضية ليس شخصًا واحدًا مؤكدًا أن أسرة الضحية وجهت الاتهام لـ 5 أشخاص كانوا في مسرح الجريمة، مشيرًا أن الطعنات التي تلقاها نجلة والتي أودت بحياته، كانت طعنات غادرة من الظهر، في دليل على خسة وندالة المتهمين.

وكشف محمد سالم والد صاحب المقهى الذي قتل على يد سائق، أن هناك 2 من المتهمين قد سلما أنفسهما للأجهزة الأمنية وهناك هاربون، مشيرًا أن نجله كان عائدًا من عمله وكان ذاهبا لتناول الطعام، وكان برفقة صغيرة، ولم يكن يحمل السلاح، وعندما توقف بدراجته النارية كان بنية الصلح، وعلق: «ليس من المنطق والعقل أن يكون ذاهبًا لمشاجرة ومعه طفله الذي لم يتجاوز العام».

وأكد والد الضحية أن الأسرة لم تتلق العزاء في فقيدها صاحب الـ28 عاما، ورفضت اقامة سرادق واكتفت بمراسم الدفن، وذلك لأنها لن تأخذ العزاء حتى يقتص القضاء لنا، مؤكدًا على ثقتهم في قضائنا العادل.

اقرأ أيضًا : جلسة صلح بين زوجين انتهت بالفشل.. وقتل «المصلح»


 

 

 

;