لا أتحدث هنا عن دور مؤسسات الدولة المختلفة ، فكل منها يؤدى دوره وفق خطط سنوية، لها مستهدفات، لكنى هنا أخاطب كل أب وأم من الأسوياء نفسيا.
عواجيز الخريجين
من حوالى 25 عاما ذهبت إلى النوبارية لعمل تحقيق صحفى عن أراضى شباب الخريجين ، وهى الأراضى التى حصل عليها شباب الخريجين قبل ال 25 سنة الماضية بخمسة وعشرين سنة أخرى أو أقل قليلا ..
من الدولة فى مقابل عدم التقدم للحصول على وظيفة حكومية ، الحقيقة عندما زرت المنطقة أستقبلنى الناس القلائل الموجودين بيأس منقطع النظير كانوا قلة يائسة وبائسة ، فهم لم يبيعوا الأرض مثل زملاء لهم آخرين وقرروا البقاء والحياة بها فى ظروف صعبة حيث لا تليفونات ولا طبيب فى الوحدة الصحية ولا صول فى قسم ، وعدت بعد الحديث معهم ليوم كامل ، متعبة ومرهقة ويائسة مما رأيته ، وكتبت تحقيق صحفى نشر بجريدة الأخبار عنوانه (عواجيز الخريجين لا مدرسين ولا تليفون ولا قسم ولا كهرباء).
والحقيقة أثار التحقيق غضب المسؤولين عن المشروع منى ولكنها كانت الحقيقة وقتها ، فقد كانت المدارس موجودة ولكن بلا مدرسين والوحدة الصحية موجودة ولكن بلا طبيب وكابلات التليفونات الأرضية موجودة ولكن بلا حرارة ، ويسرق اللصوص الكابلات النحاس كلما وضعتها الحكومة ! ..المهم طلب منى فى الجرنال أن أذهب وأقابل المسؤولين لأعرف كيف ستحل هذه المشاكل ، وعندما ذهبت للنوبارية مرة ثانية وقابلت رئيس الهيئة هناك فى مكتبه الفاخر المكيف ، ترك كل شئ وقال لى أول حاجة عاوز أسألك عليها ليه قولتى عواجيز الخريجين وليس شباب الخريجين ؟ فقلت له حضرتك الناس دى رجالة وستات أستلموا الأرض فور تخرجهم ومر على هذا الكلام أكتر من 25 سنة يعنى كلهم دلوقت فوق الخمسين ، فأبتسم وبدأ يذكر أمامى الخطة الموضوعة للنهوض بالمنطقة ، كلما مررت على النوبارية فى طريق ذهابى وعودتى من الأسكندرية أتأمل مزارع النوبارية التى أصبحت بعد هذا الزمان تزرع وتعامل كأراض زراعية سوداء ، وأنظر إلى مقر الجهاز وأسأل نفسى هل نجح عواجيز الخريجين ولكن بعد زمن أم أن الحكومة بالفعل حلت المشاكل المستعصية .
فيس بوكك
هل انصرف الشباب عن الفيس بوك ... لا تسأل أحد هذا السؤال ، ولكن اسأله لنفسك ؟ أو أقول لك أنظر إلى صفحتك الشخصية وشوف من يتفاعل معها ؟ ...أقول لك أنا لقد تحولت صفحات أشهر موقع تواصل اجتماعى حتى الأن إلى مكان لتلاقى أفكار كبار السن أو بمعنى أصح من هم فوق الخمسين عاما ( وأنا منهم ) هذا ليس تنمر على فكره فأنا أشد ما أكره التنمر ولكنى هنا أرصد حاله ! شوف أولادك بيشوفوا أيه أكتر ومتفاعلين مع أيه أكتر حتلاقيهم فى حتت تانية خالص أما أنستجرام أو تيك توك وماشابههم ، ولم يبق على صفحات الفيس بوك إلا من يترصدون للناس بعين الحسد والحقد والغيرة ، حتى أصبح الكثيرون لا ينشرون صورا لفرحهم أو أبنائهم أو مناسباتهم السعيدة ، وتمادى الناس فى نشر المشاعر الحزينة وحالات الوفاة ،والحوادث لا قدر الله والمشاكل ، تارة صادقين وتارة بدعوى علشان نبعد العين ، كذلك أصبح جزء كبير من صفحات الفيس بوك الترصد على خلق الله وكل حد عمل لعدو حد تانى لايك يبقى الحد التانى ده يتوعده وياويله ياسواد ليله ، حيشوف أيام وليالى سودة ، وبذلك أصبحت صفحات الفيس بوك صفحات للحقد والتنظير ورصد حياة الأخرين ليس أكثر ، لدرجة أن شخص قد يمتلك ألاف المتابعين ولكن من يتفاعل معه لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة ! طيب فين الباقى ؟ .
الشباب والقراءة ومهرجان العلمين
لا أحد ينكر أن مهرجان العلمين ومهرجان القلعة استوعبا نسبا كبيرة من الشباب فى فترة الصيف وقدما نموذجا ناجحا لاستقطاب الشباب إلى الفن الجيد ، فعندما يسمع الإنسان الموسيقى ويستمتع بها ..لا شك أنها تنقله نفسيا وذهنيا إلى مكان تانى خالص ، لكن اختتمت الفعاليات الصيفية المدهشة ...أين يذهب شبابنا طوال العام ...هل من معرض كتاب تانى وتالت على مدار العام خاصة مع إقبال الشباب الكبير فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ؟ هل من مبادرات لتبادل الكتب والتبرع بالمكتبات للحد من ارتفاع أسعار الكتب المبالغ فيها وأنا أول المتبرعين ؟ هل من حث لدور النشر سواء قطاعا عاما أو خاصا على تبنى الموهوبين وإصدار نسخ من الكتب بأسعار رمزية للشباب ، وأنا هنا لا أطالب مؤسسات الدولة بفعل هذا ولكنى أطالب المجتمع المدنى ، أطالب كل أب وأم أسوياء نفسيا وعاوزين أولادهم يكونوا على الطريق الصحيح ويملأون وقت فراغهم بكل ماهو مفيد .
محمد صلاح
رغم أن انتقال صلاح من ليفربول لأى ناد هو شأن شخصى خاص به وبالنادى الذى يلعب فيه ، إلا أن صفقة انتقال صلاح التى لم تتم بين نادى الإتحاد السعودى ونادى ليفربول لرفض مدرب ليفربول الاستغناء عن صلاح، أثار كثير من العك على وسائل التواصل الإجتماعى فقد نصب معظم الناس أنفسهم مكان صلاح والناديين، لكن كانت هناك النظرة الشامتة لبعض من ينتمون للجماعة الإرهابية الذين يعلمون كم يحب الشعب المصرى والشعوب العربية صلاح، لذلك استغلوا الفرصة وأخذوا يهيلون التراب على إنجازاته وأنه لن يستطيع تحقيق أى تقدم فى السنوات القادمة وانه انتهى وأن مستقبله وراءه.. حيث يمثل صلاح النجم العالمى رمزا لمرحلة نعيشها الآن من الاعتزاز بالوطن والمشاركة فى همومه ، لذلك يبقى محمد صلاح أينما حل وسكن أسطورة مصرية خالصة تنتمى إلى دولة 30 يونيو ، وأقول للحاقدين ذيول الجماعة الإرهابية ماتقولونه عن صلاح هى أضغاث أحلامكم ولو لا قدر الله كان صلاح كما تقولون لماذا عرض نادى اتحاد جدة وهو ناد كبير هذا المبلغ الأسطورى فى سبيل الأستحواذ على نجم مصر العالمى ولماذا رفض نادى ليفربول هذا المبلغ الخرافى للاستغناء عن الفرعون المصرى محمد صلاح ، موتوا بغيظكم .
الحوار الوطنى
رغم أننى أعتبر الكاتب الصحفى ضياء رشوان أخى الكبير، فهو صديق زوجى (الله يرحمه) المقرب له جدا وأولاده أصدقاء وزملاء أولادى فى الجامعة ، وهو بالفعل أخى الكبير فى المعزة والمقام ، ورغم كل ذلك لم أطلب منه أن يحدثنى عن الحوار الوطنى ، فأنا أعلم كم يستغرق من الوقت والجهد والعمل لإتمام العمل على أكمل وجه ، وهو ما ظهر فى التوصيات الأولى التى رفعت إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، التوصيات الأولى الحقيقة توصيات عندما تقرأها تشعر بمدى الجهد والعصف الذهنى الذى حدث لإخراجها على هذا النحو الذى يوزن بميزان من دهب، الحقيقة كنت أنوى أن أكتب اليوميات عن توصيات الحوار الوطنى فى المرحلة الأولى. ولكن عندما طلبت نسخة مكتوبة وليست ديجيتال من الصديق الكاتب الصحفى جمال الكشكى عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى.
بقيت يومين كاملين أقرأ فى التوصيات وأفهم كل نقطة ثم اكتشفت أننى من المستحيل أن أكتب فى هذا المكان عن كل التوصيات ، والتى يجب أن تأخذ حقها فى الكتابة والتحليل للوصول إلى عموم الشعب ، فكل نقطة تستحق الوقوف عندها والشرح والفهم ...وأنا هنا لا أتحدث عن نقاط محددة ولكن عن كل النقاط ، وعلى سبيل المثال موضوع المحليات والانتخابات المحلية .
يستحق شرح واف، فكلنا يدرك ما تعانيه المحليات فى مصر وأيضا يدرك أهمية وجود مجالس محلية ولها صفة قانونية وتشكيل قانونى ووسائل تنفيذ القانون ، وعجبنى جدا تصريح للكاتب الصحفى ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطنى يقول فيه الخروج بتوصيات يحتاج ضمائر يقظة، وهذا مالمسته بالفعل وأنا أدرس وليس أقرأ التوصيات الأولى ، أمور أخرى كثيرة تحدثت فيها التوصيات وحددتها كانتخابات المجالس التشريعية والنيابية وزيادة الأعداد بما يتناسب مع زيادة أعداد المواطنين ، وتطبيق التأمين الصحى الشامل ، ووجود مجالس محلية فى المجتمعات العمرانية الجديدة وغيرها .
الخلاصة ببساطة أن توصيات الحوار الوطنى الأولى تكلل عمل دؤوب وجاد أحيى عليه كل من شارك فيه ، وأدعو كل الناس لقراءة التوصيات جيدا وهى موجودة على أكثر من موقع رسمى ، وليه بقول رسمى ، حتى لا يلعب البعض فى بعضها سواء بالتعليق أو التشويه فتتغير الصورة.
مهرجان المانجو .. وبلد المحبوب
سافر ابنى مع مجموعة من أصدقائه بالجامعة لحضور مهرجان المانجو بالإسماعيلية وعاد مبهورا ببلده وبلد والده وجده وهذا المهرجان البديع الذى حضره سفراء ودبلوماسيون وشخصيات من كل الدول تحية كبيرة ليوم حلو استقطب آلاف الشباب فى حب بلدهم ومحصول يصدر لكل دول العالم ، وتحية لمحافظ الإسماعيلية اللواء شريف فهمى بشارة .. كم تمنيت أن يكون ياسر رزق بيننا ويشهد يوما يجتمع الشباب من كبرى الجامعات الأجنبية فى مصر ليستمتعوا بيوم فى الإسماعيلية.
