فى محاولة لإيجاد حل لأزمة الموسم الكروى المزدحم ،خرج علينا عامر حسين، عضو الاتحاد والرابطة ورئيس لجنة المسابقات ،باقتراح إقامة الدورى من دور واحد ويبدو أنها كانت «بلونة اختبار» للوسط لمعرفة ما يمكن أن يقبل به لاستكمال البطولات المحلية والمشاركة فى القارية والدولية.. لم تمر ساعات قلائل على اقتراح «الحاج» إلا وأعلن أحمد دياب، رئيس الرابطة، استمرار النظام التقليدى من دورين، لكنه لم يقل لنا: كيف فى ظل ارتباطات المنتخب الأول بكأس الأمم فى يناير وتصفيات كأس العالم، وكذلك التصفيات الأفريقية المؤهلة للأوليمبياد، وارتباطات منتخبات الشباب والناشئين..
هذا الوضع «الكارثى»، يعنى ضغط المباريات، وعلى من يريد المشاركة فى البطولات القارية أن يتحمل التبعات وتكرار «سيناريو»، الموسم المنتهى، حيث يغيب الأهلى عن أول ستة أسابيع من المسابقة الكبرى؛ لاشتراكه فى كأس العالم للأندية حتى ديسمبر، بجانب ارتباط بيراميدز بدورى الأبطال والزمالك وفيوتشر فى الكونفدرالية..
المشكلة أن أحدًا لا يجرؤ على التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول عملية منطقية مقبولة لحل أزمة المواسم المتلاحقة، والتى كان الأهلى ضحيتها فى الموسم قبل الماضى والزمالك فى الأخير خاصة إذا واصل أى منهما فى البطولات لمراحل متقدمة.
ولا أدرى سببًا لعدم قيام اتحاد الكرة ورابطة الأندية بدورهما فى توفير المناخ المناسب لإقامة مسابقات مستقرة تبدأ وتنتهى فى تاريخ محدد؛ ليسمح للمنتخبات بفترات تجمع مناسبة باعتباره الحلقة الأهم فى اللعبة الشعبية الأولى والتى كادت تعيش أزمة بسبب طلب الأهلى الاحتفاظ باللاعبين الأربعة فى لقاء السوبر القارى مع اتحاد العاصمة منتصف سبتمبر. ودارت الأوقايل والتكهنات والشائعات حتى أن بعض المدربين وبينهم واحد كان مدربًا للمنتخب من قبل اتهم اتحاد الكرة والمدير الفنى بأنهم لا يراعون مصلحة الأهلى الذى يُمثل مصر فى بطولة كبرى..
مثل هذه القضايا الحساسة فى العلاقة بين الأطراف تُمثل خطرًا كبيرًا عندما تتدخل الانتماءات والأهواء فتثير الرأى العام ضد المنتخب وجهازه..
وبالتأكيد فإن «السوشيال ميديا» تصب الزيت على النيران المشتعلة أصلًا. الموضوع انتهى بسرعة بين مدربى المنتخب والأهلى وكلاهما محترفان تواصلا وتم الاتفاق على الانضمام للمنتخب فى مباراة إثيوبيا فى التصفيات ثم يجرى اتفاق آخر فى مباراة تونس الودية لتزامنها مع السوبر كأن يبقى محمد عبدالمنعم مع المنتخب وينضم ثلاثة للأهلى.
لدينا قدرة عجيبة على اصطناع الأزمات ومعايشتها وكأنها قوت يومى نتجرعه حتى الثمالة.. الاتحاد المنتخب عليه مهمة كبرى وهى تطوير اللعبة والتفكير فى حلول ابتكارية تُعالج الأزمات بأفكار موضوعية خلاقة وإذا لم يكن المجلس قادرًا على هذه المهمة فليستعن بخبراء اللعبة وما أكثرهم عبر مؤتمر يُعقد لهذا الغرض تطرح فيه حلول المشاكل على الطاولة والخروج بتوصيات يضعها المجلس موضع التنفيذ وليس فى الأدراج.