اللواء فؤاد علام: الإخوان عبيد للمال وحكاية عبدالحليم خفاجي مع يوسف ندا خير دليل

اللواء فؤاد علام
اللواء فؤاد علام

حوار : أيمن فاروق

  مؤخرًا هاجم واحد من الذين يدعون بإعلامي الإخوان، اللواء فؤاد علام، ورغم أن الأخير لديه الكثير والكثير من فضائح وإرهاب هذه الجماعة وبالأدلة والمستندات التي تفضح زيفهم وتجارتهم بالدين، إلا أنهم كعادتهم بثوا أكاذيبهم وشائعاتهم لأغراض خبيثة غير خفية عنهم، «أخبار الحوادث»، ذهبت إلى اللواء فؤاد علام وأجرت حوارًا مهمًا معه، كشف فيه خبير مكافحة الإرهاب عن الكثير من المعلومات والأسرار التي لم تنشر من قبل، وحكايته مع قيادات عديدة من الجماعة الإرهابية، وكيف نجح في تغيير فكرهم وإخراجهم من الجماعة؟، وكشف عن سر خطابات الشكر التي أرسلها له قيادات الإخوان الذين تطهروا من هذه الجماعة، ولغز تلك الخطابات وسببها، كما أوضح سر انضمام زينب الغزالي للجماعة على الرغم من عدم اقتناعها بهم، وما هو الكتاب الذي نصح به إعلامي إخواني لقراءته؟، وكيف استطاع أن يعدل من فكر «مؤسس التكفير» وخليفة سيد قطب والذي تبعه حل جماعة التكفير والهجرة، كما حلل وفند أسباب الفساد المالي للجماعة الإرهابية والصراعات الخارجية، وفي النهاية طالب بجهاز علمي للقضاء على فكر الإخوان للأبد، وتفاصيل أخرى مثيرة ونقاط مهمة، تطرق لها «ملك استجوابات الإخوان» وصاحب مدرسة مواجهة الإخوان بالحوار والفكر، وإلى نص الحوار

ما سبب هجوم إعلام الإخوان عليك مؤخرًا؟!

يجيب اللواء فؤاد علام قائلا: عايشت الإخوان مدد طويلة وعاصرت مولد الجماعات التكفيرية التي انشقت من الجماعة الأم «الإخوان»، ولم أترك كتابًا عن الإخوان إلا وقرأته وحاورت العديد منهم سواء المعتدلين او المتطرفين بكل مستوياتهم، بدءًا من المرشدين عمر التلمساني ومصطفى مشهور وانتهاءً بالأعضاء، بالتالي استطعت أن أكون رأي أعتقد إنه يشرح من هم الإخوان؟، وأظن أنني من أكثر الناس علمًا ومعرفة بكل خبايا الإخوان، درست كل تنظيماتهم المختلفة من الأربعينات والثمانينيات وعاصرت مولد الجماعات المتطرفة، كما أنني من أصحاب مدرسة الحوار بكل مستوياته، وخرجت من الحوار معهم بأنني استطعت أن أصل ببعضهم لبر الأمان، وخروجهم من الفكر الإخواني منهم ثروت الخرباوي، ومختار نوح، وناجح ابراهيم، هؤلاء الذين يعدون من أشهر قيادات الإخوان في الماضي وخرجوا من الجماعة نتيجة الحوار، وأيضا صفوت الشيخ حسن الزيني، منظر فكر التكفير في هذا التوقيت وخليفة سيد قطب، ونجحنا في تصحيح مفاهيم وأفكار ظلامية، ونتيجة لذلك جماعة التكفير والهجرة حٌلت بالكامل.

واعتقد أنني لدي معلومات كافية عن أساليب الإخوان وقياداتهم، وأعضائهم، حتى زينب الغزالي استطعت أن اعرف منها سبب لجوء الإخوان للسيدات واستغلالهن، وعرفت منها القيادات الفاعلة في الجماعة؛لم تكن زينب الغزالي إخوانية عن اقتناع، فهي كانت عضوة في جمعية إسلامية للسيدات، وكان الإخوان في مرحلة الأربعينيات لهم دور في الاشتراك بالحياة السياسية في هذا التوقيت، فبريق أنها تكون سيدة معروفة، جذبها لاعلان ان هناك شيئا اسمه «سيدات الإخوان» وكان لها أيضا علاقات كانت تنشر من خلالها الفكر الإخواني وسط السيدات.

هل حدث تغيرات على الجماعة اليوم مقارنة بهم منذ أربعين عاما؟

الإخوان يعتبرون حسن البنا رسولهم، وكل ما قاله حسن البنا مرجع مهم جدا لهم، وكيف صنع من هذه الجماعة فريقًا مسلحًا منظمًا يستهدف الاستيلاء على الحكم بالقوة، وكان هذا العامل المشترك الأعظم لكل تنظيمات الإخوان من العشرينات حتى الثمانينات، ثم ما بعد ذلك، نفس الأهداف والأساليب، الوصول للحكم بالقوة، والبديل الفوضى.

لهذه الجماعة تاريخ طويل من الفساد المالي كيف تراه؟

سأحكي لكم قصة، الشيخ عمر عبد الرحمن أحد مؤسسي الفكر التكفيري، كان في موسم حج في أواخر السبعينات، التقى هناك بسعيد رمضان الإخواني، الذي عندما شاهد شخصا كفيفا يتحدث في الدين بطلاقة، فأعطاه 20 ألف دولار، كي يوصلهم عمر عبدالرحمن لشخص اسمه البساطي، مسؤول الإخوان في الفيوم، لأن عمر عبدالرحمن كان يعيش في الفيوم في هذا الوقت، وطلب منه توصيله، عمر عبدالرحمن أخذ منهم 5 آلاف دولار، والبساطي نفسه حينما أمسك الباقي منه وزع 10 آلاف وأخذ 5 آلاف دولار هو الآخر، وهذا مثال للإخوان وفسادهم المالي.

كما إن الإخوان استعانوا بالسيدات في الستينيات والسبعينيات لكي تقمن بزيارات لأسر الإخوان ويعطوهن مساعدات، بعضهن كن يستولين على مبالغ مالية من تلك الأموال، كما أن هناك مثلا مهما جدا، في ألمانيا كان يوجد إخواني اسمه عبدالحليم خفاجي من قيادات الإخوان، اشتغل في ترجمة القرآن الكريم، وعمل مكتبة، وكان من الإخوان الرافضين لفكرة التنظيم السري، في هذا الوقت كان قيادات الإخوان بيجمعوا أموال لمساعدة أسر الإخوان رغم أن خفاجي لا يثق في القائمين على هذا الأمر، يوسف ندا الملياردير بسويسرا وقتها كان يقيم في قصر، جمع المال بدعوى مساعدة أسر الإخوان المحكوم عليهم والمسجونين، عبدالحليم خفاجي رفض جمع الاموال قال لهم سأقوم بنفسي بمساعدتهم، وليس لكم علاقة بي، فحاربوه لدرجة أنه باع منزله وترك ألمانيا وسافر للكويت وبدأ يتسول هناك، فهؤلاء هم الإخوان.

مؤخرا تعرضت لهجمات من الجماعة الإرهابية عبر إعلامهم الكاذب.. هل سبب ذلك اعتراف حسام الغمري باعتماده على فيديوهاتك على اليوتيوب كمراجع ومصادر وذكره كتابك «الإخوان وأنا» كمرجع، وعدم مبالغتك في السرد؟

لا أعطيهم قيمة، فالإخوان وإعلامهم كاذبين، ولا أعرهم أي انتباه، «ها يقولوا ايه.. أي كلام، لا يمتلكون شيئا لقوله»، ومؤخرا استضافني الاعلامى محمد الباز، في برنامجه واعتقد أن ذلك ما أثارهم، وشرحت له ماهم الإخوان وتاريخهم، وأهدافهم، ورغم ذلك أنا سمعت لكن لم أشاهد ذلك الشخص الذي هاجمني لكن البعض أبلغني، ولا أعرف ماذا قال عني؟، ولا أعرهم أي انتباه، فماهي معلوماته رغم هروبه للخارج لعشرات السنين، وأنا تركت الخدمة منذ عشرات السنين، لا يمتلك شيئا يستطيع ذكره، علي عشماوي وكان على علاقة مباشرة مع سيد قطب، ألف كتابا،أقول له إقرأ هذا الكتاب، عاش بأمريكا لفترة ومات ثري، وأنصحه بقراءة هذا الكتاب الذي كشف الإخوان بالكامل؛فهذه الجماعة على سبيل المثال في الأربعينيات وأوائل الخمسينيات كانت تمول بمعرفة اثنين يهود كانا يعيشان في مصر منهما عدس، وعلى استعداد أن يذكر شخصا واحدا من الإخوان قمت بالتعامل معه بعنف، وأكثر دليل على ذلك الدكتور ناجح إبراهيم، فلدي مجموعة من الخطابات التي أرسلها مجموعة من الإخوان ترد عليه بقوة، وأتحداه ذكر اسم واحد هو أو غيره عنفته، وجاءتني خطابات شكر من العديد من الإخوان.

 إضافة إلى عمر التلمساني السياسي الأوحد فيهم والمخضرم فيمن تعاملت معهم في الإخوان، كما أن له عدة أحاديث في مجلة المصور أشار فيها عن أسلوبي مع الإخوان الذي يعتمد في المقام الأول على الحوار بقصد تصحيح المفاهيم.

رغم أن عمر التلمساني كانت نشأته شاب منحرف جدا، ومن مرتادي الملاهي الليلية، وفي أحد أحاديثه معي قال أنهم كانوا يصفونه بأنه الراقص الأول في مصر سواء في النوادي أو الكباريهات والملاهي الليلية وهو شاب، وبعد تخرجه وأصبح محاميا انضم لجماعة الإخوان الإرهابية.

وعلى جريش القيادي الإخواني في ألمانيا، في بداية حياته كان وكيل نيابة معي بالسويس، عندي منه خطابات تقول أيه الحكاية وغيره العشرات من الإخوان يشرحون أسلوبي الذي ابتدعته مع الإخوان، في النقاش لتصحيح المفاهيم بالفكر والعقل، وبالفعل نجحت في تعديل المفاهيم لدى الكثير منهم بالحوار، وخرجوا من التنظيم بالفعل.

معروف الدور البريطاني في تأسيس جماعة الإخوان.. لكن لماذا الإصرار حتى الآن على تبني انجلترا تمويل جهازها الدعائي واستقبالهم على الأراضي البريطانية؟

أحمد السكري صرف على حسن البنا في بداية حياته وباع بيته لاستكمال الإنفاق على حسن البنا، السكري نشر في جريدة صوت الأمة حوالي 20 مقالايشرح انحراف حسن البنا والإخوان المسلمين، إحدى مقالاته تكلم فيها عما فعله معه وطلب منه أن يأخذ رشوة من الدبلوماسي في السفارة البريطانية وبالفعل حينما التقى به عرض عليه سيارة وأموال بدعوى أنه يدعم الإخوان.

هيئة قناة السويس عندما تم تأميمها، تبين أن هناك من الإنجليز والفرنسيين من كان يتعامل مع الإخوان ويدفعون لهم مرتبات شهرية، فالمسألة بين الإنجليز والإخوان، أن لديهم قناعة بضرورة وضع الفوضى في مصر، لكي يسيطروا على المنطقة العربية ككل، ومصر إن سقطت سوف تتفسخ المنطقة العربية بأكلمها، وذلك هدف رئيسي لإنجلترا، وبالتالي قيادات الإخوان فى الخارج ومنهم ابراهيم منير، من أين يصرفون وهم يعيشون في إنجلترا؟!

من الحكايات الطريفة، أن زوج ابنتي انتدب للعمل في انجلترا وكان مقيما في عمارة وسافرت وأقمت لدى ابنتي، وأنا نازل فوجئت بقيادي إخواني في وجهي بالأسانسير، اسمه ياسر سري، ومحكوم عليه بالإعدام مرتين وهارب وعايش في لندن حتى اليوم، نظر لي وعلمت أنه بدأ يسأل أين أقيم وطلب من حراس العمارة وأعطاهم أموالا لعمل تحريات كاملة عني، ولكن حفاظا على ابنتي أجبرتهم من مغادرة العمارة، ووصل به الأمر ان تخيل أنني صيد ثمين، ولكن أخذت إجراءات سريعة بترك العمارة، وفكرت بالاتصال بالسفارة لو شعرت بشيء غريب، الغرض من هذه القصة أن هذا شخص يعيش في إنجلترا ومحكوم عليه بالإعدام ولم يستطع عمل شيء ولكن بيصرفوا عليه حتى الآن.

الإخوان يعيشون حياة مشتتة دون مبادئ من أجل الأموال، وهناك البعض منهم خرجوا من مصر أوائل الخمسينيات بعد اتخاذ إجراءات ضدهم ولجأوا سياسيًا لإنجلترا وألمانيا دولتان مناهضتان لثورة 23 يوليو 1952، فبالتالي كانتا تحتضنان أي عناصر تهاجم ثورة 23 يوليو وعلى رأسهم عناصر جماعة الإخوان.

ضرب الإخوان في ثورة 30 يونيه 2013 هل هي نهاية جماعتهم الإرهابية؟

اعتقد أنه لن تقوم لهم قائمة في مصر على وجه التحديد قبل 50 سنة، لأن الإخوان كانوا يعتمدون على الظهير الرئيسي وهو الشعب، ولأول مرة الشعب يرفضهم، وبالتالي الظهير الشعبي لم يعد موجودًا فأتصور أنهم في مصر يجدون صعوبة جدا في إعادة تنظيمهم مرة أخرى، وبعد نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي في كشف عوراتهم أصبح ليس لهم دورًا في الحياة السياسية في مصر.

هل تحكي لنا وأنت الموسوعة في تاريخ هذه الجماعة عن أبرز التحقيقات مع قيادات الإخوان؟

حضرت الحوار مع سيد قطب الذي كان يحقق معه اللواء محمود مراد عبدالحي، جلست مع سيد قطب لمدة نصف ساعة وشعرت أنه رجلا مراوغا، وكان يأخذ الحوار والتحقيقات في اتجاه مختلف تماما، ويأخذ المستجوب لموضوع  آخر ليس له علاقة بالسؤال، ولا اعلم من أين أجاد هذه المراوغة؟، ولكن هذا يعني أن هناك مدرسة يتم تعليم أعضاء الإخوان كيف يراغون في حالة تم القبض عليهم، لكن ما يطمئني أن الشعب المصري اكتشف كذب وزيف هذه الجماعة، وأنهم ليس لهم علاقة بالدين أو أي شيء آخر.

كيف ترى إخوان تونس ومحاولة إيجاد أزمات للرئيس التونسي؟

الرئيس التونسي اتبع نفس أسلوب مواجهة مصر في التعامل مع الإخوان حيث أنه كشف جرائمهم وإرهابهم وبالتالي تم أخذ الإجراءات الأمنية والقانونية حيالهم، وبالتالي استطاع السيطرة على الموقف داخل تونس ولم يعد لهم وجودا الآن.

حدثنا عن شهادت قيادات الإخوان أثناء المراجعات الفكرية؟

بعد فترة وجيزة من تولي مسئولية مواجهة الإخوان، نجحت بنسبة كبيرة جدا في ترك قيادات منهم هذا التنظيم الإرهابي، واذكر مثالا على ذلك أن واحدا منهم وهوأحد كبار قادة الإخوان ويدعى محمد على عوض وشهرته محمد علي الأسود، كان مسئول التنظيم السري عام 1954 والحوار معه أسفر عن عدوله بالكامل بعد ما كشفنا له عوار التنظيمات الإخوانية وقياداتهم، وبدأ يتحسس الطريق إلى أن أعلن خروجه من الإخوان وأصبح ذراعي الأيمن في كشف عوار الإخوان ومواجهة أي مجموعة أو أي قيادة منهم وماذا شاهد في الإخوان وكيف خانوه وسرقوه؟

سبب تبنيك فكرة الحوار مع الجماعة الإرهابية رغم اعتمادهم على العنف والدم؟

بالإمكان تغيير فكرهم، والأمثلة كثيرة والأسماء معروفة.

هناك أفكار كثيرة منحرفة ومتطرفة داخل جماعة الإخوان والأمر يحتاج لاستراتيجية بأسلوب علمي للوصول إلى تغيير فكر أعضاء هذه الجماعة، زمان كنا نعمل معسكرت لكل منطقة ونأخذ وسط هؤلاء بعض الإخوان ونجهز محاضرين يشرحون الأفكار الخاطئة الدخيلة على الفهم الصحيح للإسلام، بطريقة غير مباشرة دون أن يشعروا.

نحن في حاجة ماسة لجهاز علمي يضع استراتيجية كاملة لكيفية القضاء على كل الأفكار المتطرفة وعلى رأسها أفكار جماعة الإخوان، وأتمنى أن يحدث ذلك، فالذي يؤمن مستقبل هذا البلد، هو تحصين الشباب من هذه الأفكار المنحرفة الدخيلة على الإسلام. 

اقرأ أيضًا : مصدر أمني ينفي أكاذيب «الإرهابية» بشأن وجود تجمعات ليلية بإحدى المحافظات

;