جرعة مخدرات.. تتسبب فى هدم حياة عائلات بأكملها

آباء وأمهات.. ضحايا أبنائهم المدمنين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شريف‭ ‬عبد‭ ‬الله

 جرائم تعدت كل الاعراف والتقاليد المجتمعية وتنافي الطبيعة الانسانية السوية، ليدفع الآباء والامهات ثمن إدمان أبنائهم.

جرائم قتل أسرية تدق ناقوس الخطر أمام الجميع في ظاهرة لا تمت للدين والعادات والتقاليد المصرية الاصيلة التي توقر الآباء والامهات وتضعهم في مكانة خاصة.

وقد شهدت الايام الماضية حوادث مأساوية  حدثت بالفعل على ارض الواقع الذى نعيشه حيث تجرد أبناء من كل معالم الرحمة والانسانية وتجسدوا في صورة شيطان ليقدموا على ارتكاب الجرائم في حق أقرب الناس لهم .. آبائهم وامهاتهم.

في هذا التقرير نستعرض تفاصيل بعض الجرائم التى ارتكبت في حقهم وكان السبب الأول فيها هو الادمان الذي سلبهم عقولهم وحولهم إلى نصف مجانين، ونستعرض أيضا رأى خبراء علم النفس في الدوافع التى تؤدى إلى مثل تلك الجرائم، تفاصيل اكثر نعرضها في السطور التالية.

تصدرت عناوين الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الاخيرة جرائم تستدعى التوقف امامها وتحليلها نفسيًا، وكشفت عن حجم الكارثة التى تتعرض لها بعض الأسر المصرية خاصة مع وجود قنبلة موقوتة داخل كل بيت وهو مدمن يعيش حياته الطبيعية وسط اسرته دون التعامل معه عن طريق العلاج ومصحات العلاج من الإدمان وتكون النتيجة في النهاية أن يدفعوا الثمن إما حياتهم أو التعدى عليهم بالضرب وإصابتهم بأضرار جسدية ونفسية و تنوعت ما بين محافظات عدة ما استدعى البحث عن أسباب هذه الظاهرة  والوقوف على آثارها السلبية على المجتمع وعلى الاسرة وكيفية التعامل معها.

جريمة بشعة شهدتها محافظة الاسماعيلية  عندما أقدم شاب مدمن على قتل أمه وشقيقته في قرية الأبطال التابعة لمركز ومدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية والبداية كانت بلاغًا بمقتل أم وابنتها وتلقى اللواء محمود عاشور مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسماعيلية اخطارًا من مأمور مركز شرطة القنطرة شرق يفيد بتلقيه بلاغاً من أهالى قرية العبور بدائرة المركز، عن ضبط أحد الأشخاص عقب تعديه على والدته وشقيقته بسلاح أبيض «سكين» بناحية قرية العبور دائرة المركز على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث كما انتقل ضباط مباحث مركز القنطرة شرق إلى مكان البلاغ وبالانتقال والفحص تبين من معاينة الأجهزة الأمنية  العثور على جثة ربة منزل في العقد الرابع من عمرها وبها عدة طعنات متفرقة في الجسد وجثة فتاة في العقد الثالث من العمر وبها طعنات متفرقة في الجسد، وشكلت أجهزة أمن الإسماعيلية فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام للوقوف على أسباب وملابسات الجريمة وأسفرت جهود فريق البحث أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها الأولى  شقيق المجني عليها الثانية ويدعى أ س بالغ من العمر 24 عاما وسدد عدة طعنات لهم أودت بحياتهما وتم نقل الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة في الإسماعيلية وعقب تقنين الإجراءات وإلقاء القبض على المتهم بقتل والدته وشقيقته واجهته أجهزة أمن الإسماعيلية وقرر بارتكابه الجريمة، كما رجحت التحريات اضطراب المتهم نفسيًا وتعاطيه المواد المخدرة وكشفت تحريات أجهزة أمن الإسماعيلية أن المتهم اعتاد تعاطي المواد المخدرة كما إنه يعاني من اضطرابات نفسية و سدد عدة طعنات للمجني عليهما حتى سقطتا جثث هامدة أمامه .

وتحرر محضر بالواقعة وجرى استكمال الإجراءات القانونية  وباشرت جهات التحقيق في الإسماعيلية التحقيقات، حيث طلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وإجراء تحليل مخدرات للمتهم لبيان مدى تعاطيه المخدرات من عدمه وعرضه على مستشفى الطب النفسي لبيان مدى سلامة قواه العقلية.

جريمة دمنهور

واقعة مأساوية شهدتها قرية سنهور التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة راحت ضحيتها أم قتلت على يد ابنها بعد طعنها بالسكين وهى تمنعه من المشاجرة مع زوج أخته حتى تطور الخلاف وقطع لها أوتار يدها .

تلقت مديرية أمن البحيرة إخطارا بالواقعة من شرطة النجدة وبالفحص تبين مصرع» و.إ.ا» ربة منزل اثر إصابتها بطعنات نافذة بالجسم على يد نجلها «م.م ا»، وذلك خلال محاولتها فض مشاجرة بين نجلها وزوج شقيقته الذى رفض اعطاءه الاموال لشراء المخدرات وأمرت النيابة بنقل جثة المتوفية إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى دمنهور التعليمى تحت تصرف النيابة العامة وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم الذى اعترف خلال التحقيق معه بقيامه بطعن والدته بسكين عن طريق الخطأ خلال محاولتها فض المشاجرة بينه و زوج شقيقته وأنه لم يتعمد قتل والدته.

‏حكاية اخرى شهدتها منطقة بئر أم سلطان التابعة لدائرة قسم شرطة البساتين بمديرية أمن القاهرة تمثلت في قيام شاب بقتل والدته طعنًا  بالسكين و نقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

وقد تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة إخطارًا من قسم شرطة البساتين بورود بلاغ من الأهالى يفيد بالعثور على جثة لسيدة داخل شقتها بمنطقة بئر أم سلطان بدائرة القسم. على الفور انتقلت قوة من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة  إلى مكان البلاغ  وتبين من خلال التحريات والفحص العثور على جثة سيدة تدعى  سلوى. س 60 سنة  بدائرة قسم شرطة البساتين وتوصلت تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة الى تحديد مرتكب الجريمة وتبين أن وراء ارتكابها نجل المجني عليها بسبب رفضها إعطاءه أموال لشراء المخدرات، ويكثف رجال إدارة البحث الجنائي بمديرية امن القاهرة جهود البحث لضبط المتهم فيما انتقلت النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث وامرت بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرفها وكلفت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة بالتحري عن الواقعة وظروفها وملابساتها وسرعة ضبط الجاني، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

اضطرابات سلوكية

من جهته يرى الدكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة؛ أن الاضطرابات السلوكية للابناء هى السبب الرئيسى في ارتكاب مثل هذه الافعال الإجرامية، ومشهدالجرائم هو نتيجة مسخ في التغيرات الثقافية الى جانب تعامل الأبناء مع آبائهم وكأنهم احد أصدقائهم ما يجعلهم يسيئون معاملتهم.

واضاف د. جمال فرويز؛ أن جريمة قتل الابن للأب تكمن وراءها العديد من الأسباب؛ فالمريض النفسي قد يقتل في كثير من الأحيان مثل مريض الذهان العقلي والهوس والوسواس والفصام ولانها شخصية سيكوباتية أى مضادة للمجتمع فهو ليس لديه اى مشاعر او احاسيس.

اختفاء اشياء ثمينة من البيت او الكذب المستمر كل هذه الافعال هى سببها اضطرابات الشخصية وترجع الى عوامل الوراثة والتربية والخبرات الحياتية  واوضح فرويز أن جريمة قتل الابن للاب او الأم نتيجة  تعاطي المخدرات والتي تتسبب في اضطراب ذهاني ناتج عن المخدرات والذي قد يقود إلى القتل  بالإضافة إلى إضرابات الشخصية فالشخصيات الحدية قد تقتل أحيانا والشخصية السيكوباتية العاجزة وافعاله هتتكرر إن كانت ناتجة عن الوراثة حتى لو تم عقابه عندما يخرج من السجن سيعود لمثل هذه الافعال مرة اخرى مؤكدًا أن الادمان جزء من اضطراب الشخصية موضحًا أن الشخصية تأتى من 3 عناصر وهى الوراثة والخبرات الحياتية و80٪ من التربية لان التدليل الزائد او التعنيف الزائد يجعله شخصية مضادة للمجتمع فأغلب الآباء يعتقدون أن دورهم يقتصر على الانفاق فقط على الأبناء دون إتاحة وقت كافى للتربية والتقرب منه ولكن يظل المرض النفسي مشاركًا اساسيًا في جرائم الآباء والامهات.

وأكد جمال فرويز أن غياب أساليب التربية والعقاب لها دور مهم في انتشار جرائم قتل الابناء لآبائهم وأمهاتهم او التعدى عليهم ويرى اهمية عمل دورات تربوية للآباء والامهات عن كيفية تربية ابنائهم بالإضافة إلى نشر حملات التوعية عن الوسائل المناسبة للتربية ومعاقبة الأبناء للمساهمة في الحد من تلك الجرائم والاعتداء على الآباء والأمهات وهى تعد جرائم مأساوية يرفضها العقل والدين .

اقرأ أيضًا : أم المدمن أمام المحكمة: «خرب بيتى وضربنى.. لكن مقدرش اشوفه محبوس»


 

;