أم المدمن أمام المحكمة: «خرب بيتى وضربنى.. لكن مقدرش اشوفه محبوس»

الأم
الأم

شريف‭ ‬عبد‭ ‬الله

 الزمن رسم ملامحه القاسية على وجه سيدة سبعينية ولم يرحم ضعفها، هاجمتها الامراض لتجلس في منزلها قعيدة لا تقوى على الحركة تواجه قسوة الحياة وحيدة بجسد نحيف ورؤية بصرية لا تبرح مكانها، ابنها الوحيد الذي من المفترض سندها في الدنيا وحائط سد لها من صعوبات الحياة تحول إلى حجر عثرة وزاد من آلامها ووجع قلبها وتحولت حياتها إلى عذاب وجحيم؛ إهانة كل يوم وتعدى بالضرب على هذا الجسد الذى لا يقوى على الحركة لإعطائه الاموال  للحصول على الكيف الملعون، كلمات مؤلمة ظلت ترددها الحاجة بثينة والدة الشاب المدمن الذى يواجه مصيره خلف القضبان تفاصيل اكثر نتعرف عليها في السطور التالية.

الحاجة بثينة  الشهيرة بأم سيد وهى سيدة شبرا الخيمة صاحبة الـ 78 عاما تستغيث من ابنها الوحيد «ياناس يا اهل الخير الحقونى روحت لطوب الارض الواد مش عاتقنى ياربي انا ماليش لا اخ ولا خال ولا عم، اهل الخير يرحمونى مش قادرة تانى خلاص»، كلمات مؤثرة قالتها الحاجة بثينة بصوت هادئ ولا تقوى على البكاء دموع لا تجف منذ اللحظة الاولى التى ذكرت فيها ابنها وهى تقول له:»ليه كده يا ابنى ده احنا مالناش غير بعض»، لكن هذا الابن المدمن فقد إنسانيته واصبح دائم التعدى على والدته المسنة بالضرب لا يرحم جسدها النحيل ولم يرحم عذابها من الامراض المزمنة التى هاجمتها وتعانى آلاما مبرحة ليل نهار لا تعرف ماذا تفعل مع الابن الذى صار يعيش حياته من اجل الحصول على الكيف وشراء المخدرات من الشابو الذى غير حياته تماما وكان سببا في خراب بيته بعد زيجة لم تستمر ثلاثة اشهر قررت زوجته أن تطلب الطلاق ولم تستمر معه لانه دائم التعدى عليها بالضرب؛ حيث اعتاد شرب المخدرات ولا يفكر في زوجته أو والدته وبعد وقت قصير لم تتحمل فيه الزوجة هذه الاهانات وتقصيره في الصرف عليها واكثر من مرة تحاول اسرتها الصلح لكن في النهاية قررت أن تضع حدًا لهذه الافعال وطلبت الطلاق ولم تستطع أن تستمر معه أو تشاركه وتحمد الله انها خرجت من غير خلفة اولاد لانهم كانوا هيدفعوا ثمن افعال ابنى الذى لا يتحمل المسئولية وضاعت حياته بسبب المخدرات.

خراب البيت

وتروى الحاجة بثينة ابنى سيد دائم دائم التعدي علي بالضرب؛ ليتحصل على أموال كي يشتري مخدرات لزوم مزاجه، وتروى الام المسنة بأسى: «أنا باخد علاج ضغط وامراض تانية لان المرض بينهش في جسمى وفلوس المعاش مش بتقضينا علاج وعيش حاف انا نفسي ابنى يتعالج لان هو سندى ومليش حد غيره بعد ربنا بس هو للأسف مش في وعيه دائما ومش عايز يخف من الهباب اللي بيشربه ولاد الحرام هما السبب في اللى وصله، هو كان كويس بيشتغل وصنايعى، بعد والده ما توفى ربيته وكبرته وكنت بشتغل واحط الجنيه على الجنيه عشان اصرف عليه، هو مكملش تعليمه لكن الحمد لله راضيين بحالنا وده حال الدنيا لكن مع الوقت ابنى اتغير بسبب المخدرات كان يرجع وش الفجر ويسيبنى لوحدى في البيت ولا يسأل عنى اكلت او شربت ولا عمره اخدنى لدكتور، اهل الخير والجيران كانوا بيساعدونا وانا كنت بنزل السوق ابيع خضار وكانت بتمشى، وتستطرد الحاجة بثينة ابنى من وقت ما شرب المخدرات وحياته اتغيرت طلبت منه أن يتزوج وعرضت عليه مساعدته للزواج من بنت الحلال وقولت يمكن حياته تتغير للاحسن لكن للأسف هى شهور معدودة وطلق مراته، لم يتحمل المسئولية ولم يتغير واستمر في طريق الإدمان اللى كان سبب في وقف حاله قبل الزواج وبعد الزواج حياته اتدمرت اكثر من الاول.

وروت الأم أنها تركت مسكنها اكثر من مرة لتعيش في الشارع بعيدا عنه وعلى حد تعبيرها»الشارع اهون عليا من جحيم الابن»، خرجت الحاجة بثينة إلى الشارع حافية القدمين وكانت الساعة 7 صباحا حين حضر ابنها الى المنزل ليأخذ الجنيهات القليلة كي يشترى بها مخدرات وبعد هذه الواقعة استغاثت الام العجوز بالجيران لانقاذها من جحود الابن الذى لم يرحم ضعفها وهى في حالة من البكاء الشديد، ابنى باع عفش البيت وذهبي من اجل الكيف بهدلنى وفرج عليا الشارع واعتدى عليا بعصا خشبيه وضربني في بطني، وتسبب في اصابتها بجروح وكدمات وفي النهاية استجابت لبعض المقربين منها وهى الاستغاثة بالاجهزة الامنية لحمايتها من بطش ابنها المدمن، وبالفعل ذهبت الى قسم شرطة شبرا الخيمة وحررت محضرا ضده واتهمته بالتعدي عليها بالضرب ومحاولة سرقة قرطها الذهبي من اجل شراء المخدرات،حاول الابن الهروب من رجال المباحث ولكن وبعد محاولات من البحث تم التوصل اليه وتواجده بطريق طوخ وإلقاء القبض عليه وحبسه على ذمة التحقيقات، وامام النيابة العامة حاولت الام التى لا ترضى بحبس ابنها الوحيد التنازل عن القضية، وقالت:»عاوزه بس اخذ عليه تعهد مايضربنيش تانى ولما يخرج من السجن يتعالج في مصحة للادمان وفى النهاية تم  توجيه اتهامات اليه بالتعدى على والدته بالضرب فتسبب في اصابتها بجروح وكدمات ثابتة في تقرير طبى، واعترف الابن المدمن امام النيابة انه دائم التعدى علي والدته بسبب الكيف وانه حاول سرقة قرطها الذهبي ولكنها رفضت وتعدى عليه بالضرب وقال ان المخدرات كانت سببا في تدمير حياته بعد طلاق زوجته والتعدى علي والدته المسنة وهو في حالة اللاوعى بسبب شرب الشابو والحشيش.

المحاكمة

أحيل الابن الى محكمة الجنح في القضية رقم ٥٦٨٩ جنح شبرا الخيمة وبعد تداول عدة جلسات امام محكمة شبرا الخيمة تم الحكم علي الابن بالحبس لمدة سنتين مع الشغل بسبب التعدى علي والدته المسنة وهو الحكم الذى اوجع الأم التى حاولت اصلاحه وتهذيبه، تنازلت عن الحق المدنى امام المحكمة وهو ما اكدته نهى الجندى محامية الأم وقالت: إن الأم عانت من جحود الابن وحاولت التنازل عن القضية في الشق المدنى لكن الشق الجنائي تم الحكم علي الابن بسبب افعاله وتعديه على امه الحاجة بثينة السيدة التى بلغت من العمر ارذله تواجه الحياة وحيدة بين اربعة جدران، يهاجمها المرض ولا تقوى علي الحياة وتحاول ان تبيع الخضار من اجل لقمة العيش وترفض الاعانات التى تقدم لها في صورة اموال حفظا لكرامتها وعفة النفس هى حكاية من مآسى الزمن تعيش في حوارى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

اقرأ أيضًا : حبس 3 أشخاص وربة منزل بتهمة حيازة مواد مخدرة في الخانكة


 

;