«شاعر كالمطر» قصيدة للشاعر خالد الطبلاوي

الشاعر خالد الطبلاوي
الشاعر خالد الطبلاوي

وكان هنا شاعرٌ كالمطَر

يُقبِّلُ وجهَ المساءِ الصَّبوحِ

ويَمسَحُ بالرِّيحِ وجْهَ الحُفَر

وَيَمْضِي ويَمضِي

وتَسقُط مِن راحتيه ملامحُها هشَّةً كالخبر

لقدْ كان يَسكُنُ تلك الرُّبا شاعرٌ كالمطَر

وكان إذا ما تغنَّى

تَغنَّتْ به الطيرُ فوقَ الغصون

ويُصغي له في السماء القَمَر

 

ويَغفو لغمستِه الجدولُ العنبريُّ

 

ويَنسابُ شوقًا على المنحَدَر

 

 

 

وكان إذا حان وقتُ الحَصاد

 

تَتوق له الأرضُ

 

يَهْفو له شَعرُها العَسْجَديُّ

 

فيَمْنَحُها شِعرَه والوتَر

 

فتَشْدو بَلابلُها ما يُريدُ

 

وتَقطفُ من شهده ما أمَر

 

ويَبقَى على وجهِها جملةٌ خطَّها مِن عبر

 

لقدْ كان يَسكُنُ تلك الرُّبا شاعِرٌ كالمطَر

 

 

 

وكانتْ محابرُه لا تجفُّ

 

وأطيافُه في الزَّوايا ترفُّ

 

وأحلامه بالرَّدَى تستخفُّ

 

ويَنقُشُ آماله بالشَّرر

 

ليُدرك مَن لا يراها

 

بأنَّ الذي عاشَ رغمَ الرَّدَى

 

شاعرٌ كالمطَر

 

 

 

وكانتْ منائرُه قِبلةً

 

تستحثُّ الهُداة

 

وكانتْ قصائده قُبلةً

 

فَوقَ غُرِّ الجباه

 

وكان الحياةَ إذا غَرَّدتْ

 

فوق عذبِ الشِّفاه

 

وبُركان ثَأرٍ إذا ما اسْتَعَر

 

وشلاَّل ماءٍ إذا ما انْهَمَر

 

فقدْ عاشَ فوقَ الرُّبا عُمرَه

 

شاعرًا كالمطر

 

يخطُّ اذكُروني

 

فدوني تَعيشون نصفَ الحياة

 

وبي تُدرِكون الخلودَ الأغَرّ

 

وتوقيعه:

 

شاعِرٌ كالمطَر

اقرأ أيضا | «ذاكرة الطفولة والصبا».. قصيدة للشاعر السيد عثمان