ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻴﺪ ﺗﻌﺮضت ﻣﺼﺮ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﺼﻴﺒﺔ فى ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ﺣﻴﺚ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮبى اﻟﺬى ﻛﺎد أن ﻳﺠﺮ اﻟﺒﻼد إلى ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻬﺎوﻳﺔ وﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺴﻠﺐ واﻟﻨﻬﺐ وﺧﻄﺮ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ وأﻧـﺎ ﻛﻤﻐﺘﺮب ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺜﻼﺛين ﻋﺎﻣﺎً وﻻ زﻟﺖ وﻛﻞ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﻃﻤﻮﺣﻨﺎ ﻫﻮ أن ﻧﺮى اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻳﻌﻢ الوﻃﻦ ﻓﻨﺘﺎﺑﻊ ﻟﺤﻈﺔ بلحظة ﻣﺎ ﺗﻌﺮض ﻟﻪ اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺔ ﺗﺘﺮﻳﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻛﺎدت أن ﺗﻌﺼـﻒ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ فاﻧﺪﻟﻊ ﻋلى إﺛﺮﻫﺎ اﻹرﻫﺎب اﻷﺳﻮد اﻟﺬى ﻛﺎد أن ﻳﻤﺰق أوصاﻟﻪ ﺣﺘﻰ أراد اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻛﺎﻧﺖ وﻗﻔﺘﻜﻢ فى 30 ﻳﻮﻧيو 2013 وإﻟﺘﻔﺎف اﻟﺠـﻴﺶ واﻟﺸﻌﺐ ﺧﻠﻔﻜﻢ ﻓﺤﻄﻤﺘﻢ آﻣﺎل اﻟﻌﺪو، وأﻓﻘﺪﺗﻤﻮه اﻟﻘﺪرة ﻋلى اﻟﺴﻴﻄﺮة، ووﺿﻌﺘﻢ اﻟﻮﻃﻦ ﺑﻬﺬه اﻟﻮﻗﻔﺔ ﻋلى أﺑﻮاب ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ واﻋﺪ ﻓﻌﺎدت ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻪ وانطلقت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ فى رﺑﻮع اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻤﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺪن اﻟﺠﺪﻳﺪة.
إلى ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﻟﻄﺎﻗﺔ وﻗﻨﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪة وﺷﺒﻜﺔ اﻟﻄﺮق واﻟﻤﻮاﺻﻼت وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺴﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ وﺗﺮﺳـﻴﻢ اﻟﺤﺪود اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ التى أﺗﺎﺣـﺖ ﻟﻤﺼﺮ الاﻧﻄﻼق ﻧﺤﻮ اﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻓﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ وﺣﻘﻮل اﻟﻐﺎز، وﺗﺤﺪﻳﺚ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﺄﺣﺪث اﻷﺳـﻠﺤﺔ واﻧﺘﻬﺎء ﻫـﺬه اﻟﺼـﻔﻘﺎت ﺑﺎﻟﺘﺼـﻨﻴﻊ اﻟﻤﺤلـى ﻓﻀﻼ ً ﻋـﻦ اﻻﺳﺘﺼﻼح اﻟﺰراﻋﻲ وزراﻋﺔ اﻟﻤﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ اﻟﻤﻠﻴﻮن ﻓﺪان، واﻻﺳﺘﺰراع اﻟﺴﻤﻜﻲ.
وﻣﺸﺮوع ﺗﺒﻄﻴﻦ اﻟﺘﺮع ﺗﺮﺷﻴﺪاً لاﺳـﺘﻬﻼك ﻣياه اﻟﺮى، واﻻﺳـﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﺬى ﻧﺎل ﺣﻈﺎً واﻓﺮاً ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺼﺪور ﻗﺎﻧﻮن اﻻﺳـﺘﺜﻤﺎر اﻟﺠﺪﻳﺪ رﻗـﻢ (72) ﻟﺴﻨﺔ 2017 اﻟﺬى أزال ﻣﻌﻮﻗﺎت اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر وأولى اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ أو ﺑﻴﻨﻬﻢ وبين اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻨﻈـﻴﻢ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟجذب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر، وﺟﺎء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻴﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻟﻴﺤﻤﻞ دﻻﻻت ﻗﻮﻳﺔ أن ﻛـﻞ اﻟمـﺪن واﻟﻘﺮى واﻟﻨﺠﻮع ﺳﺘﺄﺧﺬ ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻜﺒﺪ اﻟﻮﺑﺎﺋى، وﺣﻤﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻠﻴﻮن ﺻﺤﺔ..
وﻗﺪ ﺣﻈﻰ ﻣﻠﻒ اﻻرﻫﺎب ﺑﻨﺼـﻴﺐ اﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﻫﺘﻤﺎمات وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﻘﻴﺎدﺗﻜﻢ ورؤﻳﺘﻜﻢ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﺗﺴﺤﻖ اﻻرﻫﺎب واﻻرهاﺑﻴﻴﻦ واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻪ وﻫﻮ ﻣﺎ أﻫﻠﻬﺎ ﻷن ﺗﺼـﺒﺢ ﻻﻋﺒﺎً ﻗﻮﻳﺎً اﻗﻠﻴﻤﻴﺎً ودوﻟﻴﺎً وﻟﻬﺎ دور ﺑﺎرز فى رﺳـﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ وفى وﺿﻊ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮاء ﻟﻤﻦ ﺗﺴﻮل ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﺘﺠﺎوزﻫﺎ اﺿﺮاراً ﺑﺎﻟﺒﻼد وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﻠﻴﺒﻴﺎ اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ..
واﺣﺘﻞ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻹدارى واﻟﺘﺪرﻳﺐ أوﻟﻮﻳﺔ أﺧﺮى أﻛﺜﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎً إﻳﻤﺎﻧﺎً ﺑﺄن اﻻﺳـﺘﺜﻤﺎر اﻟﺒﺸﺮى ﻫﻮ أﻓﻀﻞ أﻧﻮاع اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻜﺎن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺬى أﻓﺮز ﻗﺎدة ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻮاﻋﻲ اﻟﻘﺎدر على ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴئوﻟﻴﺔ ﻓﻀﻼ ً ﻋﻦ ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة اﻟﺬى فى اﻟﺤﻴﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﻮلى اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ وأﻫﻤﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﻴﺎبى..
وﺟﺎء ﻗﺮار اﻻﻧﻀﻤﺎم إلى ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺒـﺮﻳﻜﺲ ﻟﻴﻤﺜـﻞ ﻗﻔﺰة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻋﺪة ﺣيث ﺳﺘﺘﺤﺮر ﻣﺼﺮ ﺗـﺪرﻳﺠﻴﺎً ﻣﻦ ﻗﻴﻮد ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﺪوﻻر على اﻟﺤﻴﺎة اﻻﻗﺘصادﻳﺔ واﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻮاﺣﺪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً.. واﻵن... وﺑﻌـﺪ أن ﻋـﺎدت ﻣﺼﺮ إلى ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ بتأثير إﻗﻠﻴﻤﻲ ودولى ﺑﻘﻴﺎدﺗﻜﻢ، ﻓﺈن الأمر ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺿﺮورة اﻟﺘﺮﺷﺢ ﻟﻔﺘﺮة رﺋﺎﺳﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻷﺟﻞ اﺳـﺘﻜﻤﺎل اﻟﻤﺴﻴﺮة وﺣﻔﺎﻇﺎً على ﻫـﺬه اﻟﻤﻜﺘﺴـﺒﺎت ﺣﻔﻆ اﷲ ﻣﺼﺮ أرﺿﺎً وﺷﻌﺒﺎً وﻗﻴﺎدة.
