لذا لزم التنويه

عالم جديد هل نشارك فى صُــنعه؟

أميمة كمال
أميمة كمال

بعيداً عن التهليل، جاء رأى المركز المصرى للدراسات الاقتصادية رصينا، حول انضمام مصر إلى تكتل البريكس. الحقيقة أن المركز يذهب بنا بعيدا، لعل مصر تضطلع بدور مهم فى تشكيل عالم جديد، أكثر عدلاً، يبشر به كثير من أبرز الاقتصاديين فى العالم. نظام يمكن لمصر أن تبادر فيه لرفع صوت الجنوب، خاصة أنه عالم يتسم بعدم التوازن فى توزيع القوى الاقتصادية. المركز يُعلن عن رأيه فى انضمام مصر لهذا التكتل، فى هذا التوقيت.

حيث اعتبر خبراء المركز أن التكتل الجديد الذى تأسس بمبادرة من دول بحجم روسيا، والهند، والصين، والبرازيل، وجنوب أفريقيا جاء من رحم ضعف فى بنية النظام الاقتصادى العالمى الحالى، الذى لم يعد يمثل القوى الحقيقية للدول، تمثيلا حقيقيا وعادلا يناسب الموازين الاقتصادية والسكانية فى العالم.

وكان على المركز أن يُذكرنا بنشأة هذا النظام، الذى يحكم شعوب العالم، من خلال ثالوث هو صندوق النقد والبنك الدوليان ومنظمة التجارة العالمية.

وهذا النظام خرج بمقتضى اتفاقية «بريتون وودز» بعد الحرب العالمية الثانية، كترجمة حقيقية، لتوازن القوى وقتها. حيث كان الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، يقود حركة الاقتصاد العالمى..

ولم يكن هناك صوت مسموع للدول الفقيرة أو متوسطة الدخل.. وحتى الصين والهند لم تأخذا المساحة الكافية التى تمثل قوتهما دوليا.. والمركز يبشر ببزوغ مشهد جديد، حيث تغيرت الأوضاع الاقتصادية فى العالم.

ولم يعد النظام العالمى، قادرا على تحقيق المعاملة العادلة، للدول خارج مجموعة الدول السبع الكبار، أو مجموعة العشرين. ولا حتى يسمح بسماع صوت دول الجنوب، أو مساعدتها لتحقيق التنمية لأن تنمية تلك الشعوب، أصبحت تتضارب مع مصالح الشمال.

خاصة بعد وباء كورونا والحرب الروسية وتأثيرهما على مشاكل الطاقة.. المكسب السياسى هو الأهم لمصر حيث لديها الفرصة سانحة لرسم خريطة للعالم، أكثر عدلاً ضمن مجموعة الدول التى عليها أن تلتقط الفرصة السانحة حاليا، حيث يموج العالم، بحركات عالمية تطالب بقلب الموازين الظالمة، وبإسماع صوت الجنوبيين.