لصوص من نوع خاص l سرقة «الوجه» آخر عمليات السطو الإلكترونى

سرقة الوجه
سرقة الوجه

محمد‭ ‬عطية‭ ‬

  "يخلق من الشبه أربعين"، من الأمثال الشعبية التي يستعملها الناس للتعبير عن التعجب عند رؤيتهم لشخصين أو أكثر بينهم تشابه كبير وملحوظ، لكن بعد التطور التكنولوجي الرهيب الذي يحدث يوم تلو الآخر وبالاخص تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سيصبح الأمر اسهل وسنرى ملايين من النسخ الرقمية للبشر من حولنا، لكن ليست بشر فقط بل ستجد اشكالا عديدة لنفسك من الروبوتات وغيرهم من الأشخاص، ليكون امامك خيارين في النهاية؛ أن تتفاجئ أن وجهك سرق دون أن تدري  وتم بيع ملامح وجهك بـ 200 الف دولار، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.

عرض رهيب للغاية اعلنته شركة Promobot التي يقع مقرها في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشتهر بإنتاجها للروبوتات الآلية التي تشبه الإنسان إلى حد واقعي، عن حاجتها لشخص شجاع تشتري حقوق ملامح وجهه من أجل أجهزة الروبوتات الخاصة بهم؛ ليتم تشغيلها بعد ذلك في الفنادق والمولات التجارية والمطارات، وقدمت الشركة عرضًا للشخص الذي سيتطوع ببيع وجهه 20 ألف دولار لكن بشروط منها أن يكون على استعداد لنقل حقوق استخدام وجهه إلى الأبد بالاضافة إلى صوته وأن يكون ودودا ولطيفا.

قد تبدو الفكرة غريبة أو مرعبة أو خيالية او ربما بالفعل قد شاهدت مسلسل بلاك ميرور الذي يدور حول تأثير التكنولوجيا المتطورة على علاقات البشر بعد أن أصبحت متداخلة في حياتنا في كافة المجالات تقريبًا؛ لتجد نفسك أمام خيال علمي ورعب نفسي، لكن في الحقيقة لم يتعلق الأمر فقط باستخدام تلك الكارثة في الروبوتات لاستخدامها في الفنادق والمولات التجارية والمطارات أو في المسلسلات والافلام لتكون بديلة عن الفنانين، لكن قد تم بالفعل استخدام تلك الكارثة في بعض الدول لتفعيل بعض الاكونتات المزيفة لاستخدامها في العديد من الكوارث كاللجان الإلكترونية والتعليق على بعض المنشورات سواء لشخصيات عامة او وسط رواد التواصل الاجتماعي، بل في بعض الاحيان تستخدم في نشر منشورات بشكل آلي، إلا أن اصبح من الصعب التدقيق في معرفة إذا كان صاحب الاكونت بالفعل شخص حقيقي، أم ليس له وجود من الاساس، لكن بمجرد دخولك للحساب ستجد صورا لشخص بشري بالفعل بل وستجد العديد من المنشورات العميقة أو السياسية، لكن قد ينتابك الشك وقد تتوقف للحظات بعدما تكتشف أن الكلام مرتب بشكل غريب للغاية فربما لا يخرج من صاحب تلك الصور المتواجدة داخل الحساب لصغر سنه مثلاً، وقتها سيتغلب عليك الشك أكثر فربما صاحب تلك الصورة شخص وهمي وليس له وجود على ظهر هذه الحياة، وربما تم نسخه من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، للاسف احتمالية هذا وارد جدًا، خصوصًا بعد اكتشاف بعض التطبيقات التي صنعت من أجل سرقة بصمة وملامح وجهك لبيعها لشركات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لاستخدامها في العديد من الكوراث منها «deep fek» و «hour one « التي تصنع وجه رقمية تتحدث وتتحرك عن طريق الذكاء الاصطناعي.

تطبيق كارثى

فمنذ سنوات قليلة ظهر تحدي على شبكات السوشيال ميديا تحت مسمى تحدى «Ten Year Challenge»، وفي الاغلب أن الجميع تفاعل معه، وبرغم الهوس العالمي الذي ظهر من خلال هذا الترند الرهيب، إلا أنه كان هناك العديد من التحذيرات عن خطورته الذي كان بداية لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لم يتوقف الأمر هنا فقط بل ظهر ايضًا تطبيق كارثي وهو تطبيق «faceApp» وهو أحد التطبيقات التي تم استخدامها من أجل تحويل صورة الشخص إلى شخص كبير في السن، ويتنبأ بشكل الشخص بعد مرور العديد من الأعوام وتقدمه في العمر، وعلى الرغم من فكرة البرنامج الظريفة إلا أن خطورته كبيره جدًا على البيانات الخاصة بالمستخدمين والتي تمثل اختراقا للخصوصية، فللاسف كان مخصصا ليسرق معلوماتك وليصل إلى جميع صورك الشخصية وبياناتك الشخصية ليحتفظ بها ثم يبيعها أو يستخدمها في أي شيء آخر، وقبل أن تقول بأن هذا هو حال جميع تطبيقات الأندرويد والأيفون يجب أن أؤكد أن هذا التطبيق تحديداً يقول لك وبشكل واضح وصريح للغاية أنه سيستخدم جميع البيانات التي سيصل إليها من خلال هاتفك في أبحاث وسيقوم لاحقاً ببيعها لمن يدفع أكثر، للاسف يقوم التطبيق بجمع المعلومات والتفاصيل الخاصة التي لا يجب على أحد أن يصل إليها وألا يوافق عليها أي شخص نهائيًا، لكن موافقتك على سياسة خصوصية البرنامج تعني أنك توافق على إعطاء البرنامج جميع بياناتك الشخصية وصورك وفيديوهاتك بالاضافة إلى موقعك والجهة التي تعمل بها، وحساباتك البنكية ورقم هاتفك وأرقام هواتف أسرتك، وكاميرا جهازك والميكروفون الخاص به والتسجيل والبث منهما بشكل مباشر والأهم أسرارك الشخصية، تفاصيل حياتك الشخصية ومعرفة أصغر التفاصيل عنك، فللاسف بمجرد دخول بعد الموافقة على سياسية التطبيق هذا يعني انك وافقت على أن تعطي كل شيء بشكل مجاني وبدون مقابل إلى الشركة مالكة التطبيق، كل ذلك من أجل استخدامها مع العديد من شركائهم أو شركات الاعلانات لظهور اعلانات مناسبة لاحتياجات كل شخص.

احذر هذه التطبيقات

تواصلت «اخبار الحوادث» مع المهندس أحمد السعيد خبير امن المعلومات بدأ حديثه قائلاً: بداية الامر أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي كارثية كونها تستخدم في كثير من الكوارث فالآن اصبح الأمر صعبًا لا تحتاج سوى صورة فقط ثم عمل العديد من الصور لنفس الشخص في اماكن مختلفة والامر لم يتوقف عند الصور فقط، بل أصبح فيديوهات ايضًا التي يمكن استخدامها من خلال اللجان الالكترونية لعمل بعض الاكونتات المزيفة لارتكاب العديد من الكوارث، ففي الحقيقة لا امان لأي تطبيق مهما كان؛ فيجب أولا قراءة سياسات الخصوصية قبل دخول أي تطبيق حتى لو ستأخذ الكثير من وقتك لكن لابد منها للحفاظ على حياتك ومعلوماتك وكل ما يخصك، فمثلاً تطبيق مثل «فيس آب» أو تطبيق «تحويل الصور الشخصية لكرتون» هو يأخذ كل الصور والمعلومات الخاصة بك ويتم رفعها على سرفرات خاصة به دون اذن منك، لكن حقيقي الأصعب هو لو اكتشفت هذا وقررت مسح التطبيق فلا يتم مسح معلوماتك نهائيًا وستظل متواجدة لديهم ولو احتجت لمسحهم هتمر بعمليات غاية في الصعوبة ومعقدة جدًا وقد تكون مستحيلة وفي النهاية ربما لا يتم مسحهم، للاسف نحن الان أمام تهديد من البرامج التي يتم استخدامها، بالإضافة الى انه اصبح من الصعب جدًا معرفة ما يحدث في صور وبيانات المستخدمين التي تم سحبها عن طريقة تلك البرامج الكارثية، فيحب أن تعلم ان سياسات الخصوصية في تلك البرامج لا تضمن الامان نهائيًا.

نصيحتي عدم وضع أي صور على قاعدة بيانات ليس معروف من المتحكم بها، بل توقف حالاً عن استخدام هذه التطبيقات وإعطاء هذه الشركات هدية تتكون من معلوماتك فأنت لا تعلم من سيقوم باستخدام هذه المعلومات، تجنب استخدام اسئلة الفيس بوك المختلفة مثل «اعرف انت شبه مين من الفنانين»، تجنب تحميل التطبيقات غير الآمنة أو التطبيقات من مصادر مجهولة بعيدة عن متاجر التطبيقات الرسمية، الحرص على تحديث التطبيقات والهاتف إلى أحدث إصدار لتجنب الثغرات الامنية، عدم فتح اي روابط مجهولة، تجنب تطبيقات حماية الصور والفيديوهات فمنها الكثير تستخدم لسرقة بيانات المستخدمين.

اقرأ أيضًا :


 

 

 

;