أول سطر

عمره40 مليون سنة

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 كهف من الحجر الجيرى عمره ملايين السنين ومغطى بالمرمر الناتج عن الينابيع الحرارية، ويقع على بعد 40 كيلومترا من مدينة بنى سويف، وتم اكتشافه بالصدفة فى ثمانينيات القرن الماضى أثناء قيام العمال باستخراج خام «الألباستر» فظهر مدخله.
يمتد كهف «وادى سنور» 700 متر فى باطن الأرض، وبعمق 15 مترا، واثناء قيام عمال المحاجربالتعدين ظهرت فجوة بالأرض تؤدى إلى كهف عميق، ويحتوى على تراكيب جيولوجية تأخذ أشكالا تعود إلى العصر الأيوسينى الأوسط، منذ 40 مليون سنة، وذلك نتيجة لتسرب المحاليل المائية المشبعة بأملاح كربونات الكالسيوم من سقف الكهف، وتبخرها تاركة الأملاح المعدنية التى تراكمت وأتخذت اشكال الزجاج الشفاف والثلج الأبيض والأنابيب الزجاجية الطويلة والشعب المرجانية والستائر والأعمدة الجميلة. وترجع أهمية الكهف لندرة تكويناته الطبيعية.


وقرية «سنور» تقع فى بداية الوادى المؤدى للمحمية والكهف، ونقل أهلها فى ستينيات القرن الماضى بعد ان أغرقت السيول قريتهم وأرضهم لقرية جديدة، ونتيجة للزيادة السكانية عادوا إلى منازلهم القديمة بجوار أراضيهم الزراعية.. وتعد المحمية مزارا سياحيا عالميا ثقافيا وفريدا للباحثين والدارسين فى مجال الجيولوجيا.. ولها تاريخ عريق لأن تكويناته تكونت نتيجة لتفاعلات كيميائية للمياه الجوفية واختلاطها بالحجر الجيرى، وإنتاج «الألباستر»، وهومن أجود أنواع الرخام، ويستخدم فى صناعه أوانى الزينة.. وكهف سنور يتكون من بهوين كبيرين على يمين وشمال فتحة الدخول ففى الجزء الأيمن تكوينات كلسية تأخذ أشكالاً مختلفة، والأيسرعلى ترسيبات كالسيوم بأشكال مختلفة.. وهوكهف نادر وفريد، ولا مثيل له فى العالم، سوى كهف فى ولاية فيرجينيا الامريكية، من ضمن كهوف «لوراى» وهى من أجمل الكهوف، وتم أكتشافهاعام 1878م، وتزينها الأعمدة والصواعد والتكلسات والتكوينات الصخرية التى تكونت منذ ملايين السنين.
كهف سنورمن أهم المزارات السياحية لمناظره الطبيعية. وتم اعداد دراسة لتنميته وتطويره، والمنطقة المحيطة به، بعد تعرضها لسيول جارفة، وتسرب المياه لأرضيه الكهف، مما لفت الأنظار لمدى ما تمثله السيول من خطورة على التكوينات الداخلية، وضرورة الإسراع فى تنفيذ عدد من المخرات مع تطويرالمنطقة والنهوض بها، وإعداد برنامج سياحى متكامل يضم المحمية والأماكن التاريخية القريبة منها.. وترميم مدخل الكهف، ورصف المدق المؤدى إليه، فهناك محاجر قريبة منه تم اكتشافها فى عصر قدماء المصريين، وأخرى يجرى استغلالها حاليا لاستخراج الألباستر. والكهف يمتد على مساحة كبيرة، ويحتوى على تراكيب جيولوجية فى صورة مثالية.


أرض مصر الخضراء القريبة من نهرالنيل.. والصفراء التى تكسوها الرمال ذاخرة بالكنوز والاثار والتاريخ.. وللحديث بقية.