حديث الساعة

تهنئة حارة بانضمام مصر إلى بريكس

لياو ليتشيانغ
لياو ليتشيانغ

لياو ليتشيانغ

بين يومى 22 و24 أغسطس، عقدت قمة بريكس الـ15 فى جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، بحضور الرئيس شى جين بينغ. خلال القمة، اتفق مع قادة بريكس الآخرين على دعوة السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وأثيوبيا للانضمام إلى مجموعة بريكس. بهذه المناسبة، يطيب لى أن أتقدم التهانى الحارة لمصر والشعب المصرى الشقيق!


يكتسب هذا التوسيع أهمية تاريخية كبيرة. فى العام الماضي، أطلقت الصين عملية التوسيع بصفتها الرئيس الدورى للمجموعة. ومنذ ذلك الوقت، ظلت تعمل مع أعضاء بريكس الآخرين لدفع عملية التوسيع بنشاط. ويدرس العديد من دول الأسواق الناشئة والدول النامية بجدية الانضمام إلى مجموعة بريكس، وتقدم أكثر من 20 دولة بالطلب، الأمر الذى يعكس الجاذبية والتأثير لمجموعة بريكس، والحماس والرغبة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية فى إجراء التعاون. كما قاله الرئيس شى جين بينغ فى المؤتمر الصحفى الخاص لقمة بريكس الـ15، إن هذا التوسيع حدث تاريخي، يعكس عزيمة دول بريكس على التضامن والتعاون مع الدول النامية، ويتوافق مع تطلعات المجتمع الدولي، ويتفق مع المصالح المشتركة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية. كما يعد هذا التوسيع نقطة انطلاق جديدة لتعاون بريكس، الذى سيضخ حيوية جديدة فى آلية بريكس ويعزز قوى السلام والتنمية فى العالم.


سيعزز هذا التوسيع قوى التنمية فى العالم. ظلت دول بريكس تتخذ التنمية المشتركة كأولوية التعاون، وتعمل سويا على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 لتعزيز رفاهية شعوب كافة الدول. بعد 17 عاما من التطور، ترسخت أسس تعاون بريكس، وتوسعت مجالات التعاون، وتحققت نتائج مثمرة فى مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والموارد والعملات والمالية. إن توسيع مجموعة بريكس سيزيد الاستثمار والتبادلات التجارية بين الدول الأعضاء، بما يساهم فى تعزيز النمو الاقتصادي. ستنشئ الصين «حاضنة الابتكار العلمى والتكنولوجى بين الصين ودول بريكس فى العصر الجديد» لدعم عملية تحويل نتائج الابتكار العلمى والتكنولوجي؛ دراسة الإمكانية لإنشاء «منصة دول بريكس العالمية للتعاون فى مجال بيانات الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد وتطبيقاتها»، بالاعتماد على آلية التعاون فى مجال الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد فى إطار مجموعة بريكس، بما يوفر البيانات لدعم كافة الدول فى تنمية الزراعة والبيئة والحد من الكوارث. كما تحرص الصين على العمل سويا مع كافة الأطراف لبناء «آلية بريكس للتواصل والتعاون فى مجال الصناعات المستدامة»، بما يوفر منصة للمواءمة الصناعية ومشاريع التعاون لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. ظلت الصين تشارك السراء والضراء مع الدول النامية، وكانت ولا تزال وستظل عضوا من الدول النامية! طرحت الصين مبادرة التنمية العالمية لجعل العالم يركز على التنمية وتقديم القوة الدافعة لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة.


سيعزز هذا التوسيع قوى السلام فى العالم. يعد تعزيز الحوكمة العالمية الخيار الصحيح للمجتمع الدولى لتقاسم فرص التنمية ومواجهة التحديات العالمية. وينبغى أن تُكتب وتُحافظ القواعد الدولية من قبل الجميع وفقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب ألا يُسمح لأصحاب القوة بالانفراد بالقرار، ناهيك عن تصرفات تشكيل العصابات وتحويل «قواعد العصابات» إلى القواعد الدولية. ظلت دول بريكس تدعو وتلتزم بالسياسة الخارجية المستقلة، وعندما تتعامل مع القضايا الدولية الهامة، تتكلم وتتصرف بشكل عادل انطلاقا من طبيعة القضايا، ولا تتجر بالمبادئ على الإطلاق، ولا تخضع للضغوط الخارجية، ولا تتبع الدول الأخرى بشكل أعمى. اليوم، ينظر عدد متزايد من الدول إلى مجموعة بريكس، ويتطلع إلى الانضمام إليها، الأمر الذى يعكس بجلاء التطلعات المشتركة للدول النامية لتعزيز التضامن والدفاع عن التعددية وحماية العدالة والإنصاف الدوليين واستكمال الحوكمة العالمية فى ظل تسارع التغيرات غير المسبوقة منذ مائة عام التى يشهدها العالم.


سيعزز هذا التوسيع أصوات الدول النامية. تعد دول بريكس قوة مهمة لتشكيل المعادلة الدولية، وإن الصعود الجماعى لدول الأسواق الناشئة والدول النامية، ممثلة بدول بريكس، يغير المعادلة العالمية بشكل جذري، حيث بلغت نسبة المساهمة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية 80% للنمو الاقتصادى العالمى فى العقدين الماضيين، وارتفعت حصة الناتج المحلى الإجمالى من 24% إلى أكثر من 40% خلال العقود الأربعة الماضية. إن تعاظم آلية بريكس سيساهم فى تعزيز التضامن والتنمية للدول النامية، وتحقيق حوكمة الشؤون العالمية من قبل جميع الدول، وتقاسم ثمار التنمية من قبل جميع الدول. يعد رفع التمثيل والصوت لدول «الجنوب العالمي» فى الحوكمة العالمية التطلع المشترك للدول النامية الغفيرة والاتجاه الحتمى فى المستقبل.

فى هذا السياق، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد تلقى مصر الدعوة للانضمام إلى مجموعة بريكس، إن مصر تتطلع إلى التعاون والتنسيق مع دول بريكس الأخرى لتحقيق أهداف التعاون الاقتصادى لدول بريكس، والسعى لرفع صوت دول الجنوب فى مواجهة مختلف القضايا والتحديات التنموية، ودعم الحقوق والمصالح للدول النامية.
تعد مصر دولة عربية وإفريقية ونامية كبيرة واقتصادا ناشئا مهما، تتمتع بمزايا جغرافية فريدة ومكانة محورية وتأثير مهم فى الشؤون الدولية والإقليمية. من المؤكد أن انضمام مصر وغيرها من الدول سيجعل مجموعة بريكس أكثر أهمية وتأثيرا، ويعود بفوائد أكبر على شعوب الدول، ويدفع الحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلا وعقلانية، ويقدم مساهمات أكبر فى تعزيز السلام والتنمية فى العالم. «الطريق المستقيم لا ينقصه الرفاق، والتقدم مع الرفاق يصل إلى مبتغاه.» نحن على يقين، طالما نبذل جهودا مشتركة، سيحقق تعاون بريكس إنجازات كثيرة، ويقبل على مستقبل واعد. لنعمل سويا على كتابة فصل جديد من التضامن والتعاون والتنمية المشتركة بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية!