حبيبة جمال
مبلغ مالي مغرٍ وعبارات طمأنة؛ هما المفاتيح السحرية التي استخدمتها شبكة دولية للأعمال المنافية للآداب لاستدراج الفتيات المراهقات إلى عالم في ظاهره شرعي وفي باطنه تكمن كل الشرور، الاسم موديل والواقع "عاهرة".. أخبار الحوادث اقتحمت هذا العالم الرمادي عن طريق إعلان لم يغب مغزاه الحقيقي عن عيون محررة أخبار الحوادث؛ التي اشتمت في الإعلان رائحة جريمة مستترة خلف كلمات براقة توحي بأن الفتيات يمارسن مهنة مشروعة كموديل ولكن الواقع يؤكد أن هذه فقط هي مجرد البداية وأن ما خفي كان أسوأ بكثير مما يظن الضحايا.. تفاصيل المغامرة ترويها السطور التالية؛ والتي نقدمها في صورة بلاغ رسمي لكل من يهمه الأمر حتى لا نجد عشرات الفتيات من أسر محترمة يسقطن في هذا الفخ الشيطاني الذي ربما لا يقف فقط عند حد الدعارة وإنما قد يصل للجاسوسية.
البداية كانت على أحد جروبات الفتيات على الفيس بوك، حينما نشرت فتاة منشورًا تطلب فيه من لديه وظيفة أو عمل يعلن عنها في محاولة منها للمساعدة، فكتبت فتاة تعليقًا تقول فيه أن لديها وظيفة موديل لإحدى الشركات، جذبني ما كتبته فدفعني الفضول الصحفي لكي أعرف تفاصيل تلك الوظيفة، فسألتها ممكن تفاصيل؟!
عقد بـ 100 ألف دولار
جاءني الرد سريعًا «هبعتلك على الخاص»، ازدادت شكوكي حول الموضوع وسألت نفسي أين المشكلة في أنها تعرض التفاصيل على العام حتى يستفيد الجميع، لم احتر طويلا فشكوكي تأكدت منها عندما وجدت رسالتها تقول فيها: «بصي يا حبيبتي ده شغل موديل خاصة.. يعني موديل بتعرض لشخص واحد بس حسب طلباته صور وفيديوهات بيكون بعقد رسمي مع شركته إنك موديل خاصة وبيكون كله إغراء بلبسك الشخصي البيتي والشفاف وعريان ورقص شرقي وكل ده يوميا ويبدأ من عقد ٦ أشهر بـ ١٠٠ ألف دولار والشركة اسمها «...» والشغل بيكون مباشر وخاص مع صاحب الشركة وبس عن طريق ماسنجر والعقد طبعا مكتوب فيه إن كل الشغل خاص وممنوع من الاستخدام أو النشر». ثم أرسلت لي نموذجًا من العقد. بمجرد قراءتي للرسالة شعرت بالصدمة، عقدت الدهشة لساني، هل ما قرأته حقيقي، هل هناك من يستدرج الفتيات لبيع جسدهن بهذه الطريقة، وهل هناك فتيات يوافقن على ذلك من أجل المال؟.. فقررت استكمل مهمتي واعرف أكثر عن تلك الوظيفة، ومن هي تلك الشركة؟، ومن هنا بدأت المغامرة ودار الحوار التالي بيننا عبر رسائل الفيس بوك.
تفاصيل الاتفاق
-بكام وازاي بقبض ولازم اطلع بوشي؟
=العقود بتبدأ من ٦ شهور بـ ١٠٠ألف دولار بس كل واحدة حسب شغلها وحسب كام ساعة في اليوم وحسب شكلها وسنها.. وبالنسبة للقبض كل واحدة بتتفق بنفسها، أنا عن نفسي في مندوب بيوصلي الفلوس عشان كده الموضوع سري أكتر ومافيش حد بيسألني منين ولا يخصم منه حاجة.. وطبعا كل الشغل بوشك ومفيش أصلا شغل مع أجانب بدون وش ولو قرأتي العقد هتلاقي مكتوب شروط تحميكي.
-طب بتواصل معاهم ازاي؟
= بتقدمي عن طريقي وبعد ما يوافق ببعتلك لينك الأكونت تدخلي تتفقي بعدها.
-ايه المطلوب مني؟
=اسمك وسنك وصورتين بالطول
-هي الشركة دي أونلاين ولا ليها مقر؟
= ترجمي العقد على جوجل عشان تعرفي وهتلاقي تحت عنوانهم في كندا وأمريكا.. بس أنتي مالكيش دعوى بكل ده عشان ده موديل خاصة وشغلك بيكون مع زعيم الشبكة (..) وبس.
-ممكن أعرف بتتعاملي معاهم من امتى أو عرفتيهم ازاي؟
= بقالي تقريبا سنتين وأعرفهم عن طريق واحدة صاحبتي
-كل الشغل صور وفيديوهات بس ولا بيبقى في مقابلة وممارسة؟
= صور وفيديوهات بس ده العرض، لكن أنا ميخصنيش لو انتي عملتي أكتر من كده.. أنا مش مسموح ليا حتى بعد ما تشتغلي اسألك بتعملي ايه.
وعندما أبلغتها أني أبلغ من العمر ٣٠ عاما، يبدو أنه عمر كبير والطلب عليه أقل، فقالت: «قدمي الأول وابعتيلي صورتك عشان نعرف هيتوافق عليكي ولا لأ متنسيش إنك فوق السن المطلوب أصلا».
سألتها في حالة رفضي ممكن اعمل مثلما تفعل واتفق مع فتيات أخريات وأخذ نسبتي؟
فردت: عادي بس لو اتقبلتي تقدري تعملي كده من غيري خالص وتاخدي مكافآت.
حاولت بكل الطرق أن اجعلها لا تشك في، وأخبرتها أنني خائفة من أن أظهر بوجهي، فقالت: مافيش أي خوف أنا ممكن أخليكي تتكلمي مع بنات ١٨ سنة و ١٩ سنة و٢٥ سنة وبيشتغلوا عادي.. واعرف كمان بنات سابوا الشغل بعد ما قبضوا وعادي بردو.
-عايزه اعرف بيعملوا ايه بالضبط وايه أقصى حاجة اطلبت منهم؟
= الشغل الأساسي هو اللي قولتلك عليه صور وفيديوهات وبس.. لكن أقصى حاجة اطلبت من بنت مافيش حد هيحكيلك حاجة زي كده غير لو انتي شغالة معانا وواثقين فيكي.. لكن حتى لو أقصى حاجة دي واحدة تانية عملتها لكن انتي متقدريش تعمليها قولي مش عايزه.
التجديد أو الاستقالة
-هو لازم ٦ شهور.. ولا ممكن اجرب بالشهر مثلا أو بالفيديو؟
= لا مافيش ولا بالشهر ولا بالفيديو انتي بتعملي عقد ٦ شهور وانتي وشطارتك بقى وحسب شغلك ممكن يجيلك فلوس بعد شهر وممكن اتنين أو تلاتة وبردو ممكن بعد ما تاخدي مبلغ تقدري تقدمي استقالة وتمشي عادي وبعدين ٦شهور ده أقل عقد أنا عاملة عقد سنتين يابنتي وناوية أجدد سنة كمان.
-الفكرة مرعبة بالنسبة لي.. هو مافيش ضرر عليا؟ وأكيد يعني سمعتي اللي حصل لحنين حسام ومودة؟
= لا ياحبيبتي موديل خاصة دي وظيفة قانونية عشان مش للعموم ومش لايف ومش بتتنشر ولا تستخدم... لكن اللي هم بيعملوه ده كان زي اللايف بتاع التيك توك يطلعوا ويعرضوا لألف واحد أو ألفين مش بتفرق.
-يعني قانونيا مش عليا أي مساءلة؟
= لا طبعا انتي عقدك عقد شغل سليم وتقدري تقدميه في البنك عشان تستلمي فلوسك أو أي حاجة.
تفاصيل العقد
وعندما ترجمت العقد؛وجدت كما قولت أنها وظيفة في ظاهرها شرعي وفي باطنها تكمن كل الشرور، فكان نص العقد كالتالي:
«أقر أنا صاحب شركة... قبول .. ليتم تعيينها كمتدربة رسمية عبر الإنترنت لمدة.. وسيعقد التدريب عبر الدردشة والصور ومقاطع الفيديو على Facebook Messenger، ويجب أن يكون التدريب خاصًا وسريًا بنسبة 100٪ بين الطرفين، ليتم تدريبها وإعدادها للنمذجة التجارية الدولية والتوظيف في فئة Top Class Modeling.. وقد وافقت على دفع مبلغ إجمالي قدره 2،900.000 دولار أمريكي (فقط مليوني وتسعمائة ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى أي مكافآت أو عمولات سأقررها بناءً على أدائها وموقفها.. وكل ذلك في مقابل التزامها وتفانيها لإكمال دوراتها التدريبية اليومية لمدة عام واحد ويمكن تجديدها.. البنود والشروط:
لا يجوز للمتدربة أثناء التدريب ولا بعد الانتهاء من الكشف عن أي من تفاصيل المحادثات أو طرق التدريب.
يجب أن تصبح المتدربة خاضعة تمامًا لمدربها للتصرف بناءً على الأوامر وإظهار الالتزام خلال جلسات التدريب اليومية.
في حالة الإهمال أو عدم الامتثال أو عدم الحضور دون إذن أو أسباب مناسبة سيؤدي إلى الإنهاء الكامل لهذه الاتفاقية ومنحنا الحق في الكشف عنها واستخدام أي مادة.
لا يجوز استخدام أو نشر جميع الدردشات والصور ومقاطع الفيديو والمحادثات التي أجرتها المتدربة ويجب أن تبقى خاصة بنسبة 100٪ وسرية تمامًا من قبل الطرفين..
هكذا كان هو العقد، لم يشر ولو من بعيد عن مغزاه الحقيقي، ولكن بالعقل والمنطق ما هو التدريب الذي سأفعله وسيكون المقابل ٣ ملايين دولار في سنة واحدة!!!.
الخطوة الثانية كانت لابد وأن أعرف، هل هذه الشركة التي فرعها في كندا وأمريكا لديها عملاء هنا في مصر، وما هي حكاية المندوب الذي يسلم تلك الفتاة أموالها.
سر المندوب
فاستكملت حوارنا:-
-انت قولتي إني بحدد ازاي أقدر أخذ الفلوس.. قولتي إن في مندوب بيجيلك البيت عشان محدش يسأل عن الفلوس.. هم ليهم ناس هنا ولا المندوب ده ايه؟
= هو مش بيجيلك البيت طبعا.. ده بيقابلك في أي مكان عام.. ده في حالة لو مش عايزه الفلوس تجيلك على بنك وتدفعي ضرائب.. والمندوب معرفش ده هنا ولا من بره مش بسأله.
-هو كل مرة بيتغير يعني ولا نفس الشخص؟
= اه بيتغير.. وفي مرة جاتلي واحدة ست سألتها مرة أخرى عن أحد البنود المكتوبة في العقد.. وهو في حالة عدم تنفيذ ما يطلبه صاحب الشركة من حقه نشر الفيديوهات، فقالت: «لا هو مش مكتوب كده.. مكتوب في حالة الإهمال أو عدم الالتزام بالشغل بدون أسباب يقدر يستخدم المحتوى وده طبعا عشان ساعتها ممكن يرفع عليكي قضية لو أخدتي الفلوس واختفيتي.
ويبدو أن أسئلتي كانت كثيرة خاصة أنني ظللت لأيام اتحدث معها دون حتى أن أثبت جديتي وأرسل لها صورتي، فقررت تلك الفتاة إنهاء الحوار معي قائلة: أظن كفاية اللي عرفتيه لحد كده ولو انتي جادة ابعتيلي صورتك».
ما حدث بيننا من حديث يؤكد لي ويؤكد للجميع أنها دعوى للفجور ونشر الفسق ومجرد فخ من السهل جدا أن تقع فيه الفتيات المراهقات خاصة وأنهم يطلبون السن الصغيرة.. ليت القصة تنتهي هنا، ربما هناك خفايا أكثر.. نصيحة لكل فتاة تبحث عن فرصة عمل بأجر مجزي هناك قنوات شرعية يتم من خلالها الإعلان عن هذه الوظائف بعيدا عن هذه المواقع المشبوهة التي تستدرج الفتيات إلى جرائم خطيرة أولها الدعارة وقد تصل للتجسس في بعض الحالات.
"حوار عبر الفيس مع صائد الفتيات الدولى"
الأسئلة التي شغلت بالي وأنا أخوض هذه المغامرة المثيرة والغريبة في ذات الوقت هي؛ هل استطيع أن أصل إلى الرجل الذي يقود هذه الشبكة – وللأسف – يقع فيها البعض من الفتيات بزعم العمل موديلات؟!، وهل تكون لديه الجرأة في أن يخوض معي حوارًا لا تنقصه الصراحة عن بعد من خلال صفحته على الإنترنت؟!، والسؤال الأهم كيف يرى ما يفعله من حيل للإيقاع بالضحايا؟!، وما الذي سيعود عليه من مكسب من وراء هذه الوظيفة السيئة؟!، واسئلة أخرى عديدة دارت بخلدي وأنا أدخل على صفحته ومنها على "الماسينجر" لإجراء هذا الحوار المثير.
الغريزة التي يجب أن يتسلح بها الصحفي دائمًا هي «الشغف» بمعنى الحماس الشديد للوصول إلى ما خطط له حتى يكتمل الموضوع الصحفي الذي يجريه، أو بلغة دارجة «الطمع» وهي صفة في مهنة صاحبة الجلالة لذا؛ لم اكتفِ بما وصلت له من معلومات مع تلك الفتاة التي حاورتها عبر شات الماسينجر وهي تحرضني على أن امتهن هذه المهنة؛ فالعائد من وجهة نظرها مغري مقابل التنازل عن تقاليدنا الشرقية؛ فالأهم منها هو صاحب الشركة، ذلك الشخص الذي يستدرج الفتيات للتحدث معه عبر الفيديوهات، فضولي الصحفي جعلني أريد التعرف عليه وعلى شخصيته؛ فحاولت إقناع الفتاة بأن أتواصل معه مباشرة، في البداية كان الموضوع صعبًا خصوصا وأنني لم أرسل لها صورتي، لكنني تمكنت من إقناعها وأرسلت لي صفحته الشخصية عبر الفيس بوك، وعندما تصفحتها قبل التحدث معه، اكتشفت أنه لا توجد معلومات كثيرة أو بمعنى أصح ليس هناك أية معلومات سوى شخص يضع صورة عرفت منها بعد ذلك أنها صورته الشخصية، بالإضافة إلى أنه ناشر فيديو فيه دولارات ومكتوب نفس صيغة الإعلان؛ مطلوب فتيات للعمل كموديل في شركته، فـ بدأت التحدث معه ودار بيننا الحوار التالي عبر الشات:
< كنت بتكلم بخصوص شغل الموديل وكده.. ايه المطلوب مني بالظبط؟
(اعتقدت في البداية أنه ربما أجد صعوبة في التحدث معه وأنه لا يتكلم العربية، ولكنني فوجئت أنه يتحدث اللغة العربية وبطريقة غريبة أثارت دهشتي وكأنه مصري صميم)
هو:- يمكنك إرسال صور لكى أولا حتى أراكي!
< يعني هو أنا لازم أطلع بوشي؟
<< نعم.. بالطبع
< بس على ما اعتقد يعني الأهم من «الوش» الجسم.. مش المفروض مطلوب مني فيديوهات ورقص وإغراء، أنا فاهمه صح كده؟!
<< عزيزتي الوجه والابتسامة والمشاعر أهم من الجسم العاري.. أنتي سوف تصبحين عارضتي الخاصة وهذا مثل صديقتي الشخصية.. هل يجوز أن اتمتع بجسمك بدون مشاعر أو ابتسامة؟.. بالطبع لا وإلا كان يمكنني أن أشاهد مواقع الجنس المجانية!
< أصل أنا أول مرة اعمل حاجة زي دي وخايفة وكمان مش هعرف حد من أهلي.
<< لا يوجد أي سبب للخوف.. جميع الفتيات معي في أمان كامل وسرية تامة وأنا أوقع وأقر بنفسي على ذلك في التعاقد!
< معلش العقد ده مجرد ورقة مش بتثبت حاجة.. مش مقياس يعني أني أكون مطمنة.
<< يوجد أمامك أكثر من دليل عزيزتي وهن الفتيات اللاتي يعملن معي بالفعل منذ أشهر وسنوات وجميعهن في سرية وأمان!
< فين الاستفادة إنك تكلم أكثر من بنت وتستمتع معاهم بالفيديوهات والكلام والمقابل فلوس كتير بتدفعها ليهم يعني بتجيب كل الفلوس دي منين.. إلا بقى إذا كنت بتنشر الفيديوهات دي على مواقع واحنا منعرفش؟!
<< عزيز تي أنا بيزنس مان، أمتلك العديد من الشركات يمكنك استخدام مؤشر البحث جوجل حتى تعرفي من أنا وإذا كان لدي ما يكفي من المال لامتلاك مليون فتاة أم لا!
(لم اتردد أن اذهب للبحث عنه عبر مؤشر البحث جوجل؛ فوجئت بالمعلومات المكتوبة عنه بأحد المواقع؛ قرأت ما كتبه عن نفسه أن هذا الشخص طموح وبنى نفسه بنفسه منذ الصغر، ورغم صغر سنه إلا أنه أصبح مشهورًا، يمتلك الكثير من الشركات وثروته تقدر بـ ٦٠٠ مليون دولار.. ولكن حتى الآن لا نجزم إذا كان هو نفس الشخص أم لا؟!، فربما ينتحل شخصية وهمية من خلال برنامج الذكاء الاصطناعي، لمجرد أن يؤدي مهمته باستدراج الفتيات وابتزازهن بعد ذلك».
< هو حضرتك متزوج؟
<< لأ.. منفصل!
< كما لو كنت تقيم هنا في القاهرة.. وكمان بتعرف تتكلم مصري كويس؟!
<< لا أنا أقيم في كندا.. وأتحدث العربية وأفهم المصرية لأنني زرت مصر كثيرا ولدي بعض المشروعات في منطقة البحر الأحمر.
< مش ناوي تزور مصر قريب وأشوفك؟
<< أنا لم أراكي بعد ولا أعلم إذا كنت تعجبينني أو لا.. إذا عملت معي بالتأكيد يمكننا تنظيم مقابلة عندما أزور مصر.!
< ممكن نتفق.. هو العقد مفروض مدته قد ايه وايه المطلوب مني بالضبط؟
<< لا يوجد أي اتفاق إلا بعد أن أراكى!
< مش نتفق الأول مش يمكن العرض ميعجبنيش؟!
<< يبدو أنك لست جادة وتضيعين وقتي.. كيف نتفق وأنا لا أراكى.. تحديد قيمة العقد بعد أن اختبر الفتاة وأراها.. أما اذا كنتي غير جادة فلا تضيعين وقتي رجاء!
< لا أنا جادة جدا.. بدليل إني طلبت أتواصل معاك مباشرة.. بس أنا شرحتلك إني خايفة أظهر بوشي وكمان أول مرة أعمل كده.
<< حسنا وأنا لا أقبل بالعمل بدون الوجه وهذا نهائي.. أيضا أنا أطلب أن ترسلي لي صورا بملابسك الطبيعية حتى أراكي ولم أطلب منك صورا عارية!
< ازاي بتحدد قيمة العقد بناء على البنت مش هو ثابت ١٠٠ ألف دولار في ٦ أشهر ولا بيختلف من بنت للتانية؟!
<< يختلف طبعا.. الحد الأدنى هو ٥٠ ألف دولار ولا يوجد حد أقصى!
< بتختلف حسب ايه؟.. الشكل ولا الحاجات المطلوبة من البنت؟!
<< الشكل والعمر والعمل.. عدد ساعات العمل اليومية.. عدد أيام العمل خلال الأسبوع.. جودة العمل نفسه، لذلك يوجد مكافآت إضافية خلال العمل!
«إجابته على سؤالي هذا كانت غامضة من يقرأها يعتقد أن العمل قانوني أو شرعي، لذلك كان عليا أن اجعله يقول صراحة طبيعة العمل الحقيقية، فسألته طبيعة العمل ايه.. معلش فهمني واحدة واحدة عشان أكون معاك في الصورة وأنا مبدأيًا موافقة لأن بصراحة المقابل سخي جدًا، فأجاب: لن أتحدث المزيد إلا بعد أن أراكى إذا لا تستطيعي تلبية رغبتي الآن إذن فمع السلامة»!
< معلش آخر سؤال عايزه افهم بس طبيعة العمل وبعدها هبعتلك صورتي أو نتكلم فيديو كمان؟!
<< العمل هو أن تكون العارضة الخاصة بي وعملك هو أن تقومي بعمل سيشن صور وفيديوهات من الوجه إلى القدمين، يوميًا بناء على تعليماتي خلال ساعات محددة أو طوال يومك بناء على الاتفاق بيننا!
< فيديوهات إغراء؟.. في حاجة تاني أو كلام بينا وكده؟!
<< رقص.. إغراء.. إيحاء جنسي.. أكثر من ذلك، هذا يعتمد على حدود أنتي من تضعيها بعد أن أراك أولا أو يمكنك أن تختاري ان تكونى ضمن نسائى وتنفذى كل طلباتى مهما كانت.
< بس كده المقابل هيكون أكتر.. صح؟!
<< بالتأكيد!
< ممكن بدل ما يكون عقد ٦ أشهر.. نتفق أخد مقابل كل فيديو لوحده؟ بحيث لو مش عايزه اكمل يبقى مفيش حاجة مقيداني وكمان أنت كذلك لو زهقت يبقى مافيش عقد مقيدك؟!
<< هذا غير مقبول لأسباب كثيرة أولها أنا أدفع المال بناء على وجود تعاقد رسمي وهذا لأن خروج المال من كندا إلى بلدك يحتاج الأوراق الرسمية.. ثانيا لا يمكنني إرسال المال يوميا.. ثالثا أنا لا أقبل بالاتفاق أقل من ٣ أشهر نهائيا.. رابعا يمكنك أن تستقيل من العمل في أي وقت تريدين ويمكنني أيضا طردك من العمل إذا لم تعجبيني مثل أي موظف!
< بس البنوتة اللي كلمتني قالتلي أن في مندوب بيوصلها الفلوس عادي.. هل ده هيبقى صعب مثلا تبعتلي معاه الفلوس؟!
<< المندوب له جدول أعمال أرسله إلى مصر ويقابل الفتيات لتسليمهن أموالهن.. وهو يزور مصر فقط كل ثلاثة أشهر!
< خايفة بس إن حد يعرف بموضوع الفيديوهات دي.. لأن دي عندنا اسمها اتجار بالبشر وتحريض على الدعارة واتقبض على بنات بسبب الموضوع ده ومحبوسين حاليا؟!
<< عزيزتي العمل عارضة خاصة هذا عمل قانوني ومسموح به ويمكنك تقديم العقد في أي جهة.. لا تراسليني مرة أخرى وتضيعي المزيد من وقتي!
< عارضة خاصة ما هو ده اللي مكتوب في العقد، لكن اللي بعمله حاجة تانية.. يعني ممكن حد يشوف الفيديوهات دي وألبس أنا في الحيط؟!
<< أنا الوحيد الذي يرى هذه الفيديوهات من جانبي وغير مسئول عن حماية هاتفك إذا كان أحد آخر يستخدمه أو تم الهاكر عليه!
وهكذا أنهى حواره معي بزعمه أن العمل قانوني، كما أوضحت سابقا في ظاهره شرعى ولكن في باطنه تكمن كل الشرور.
قانونى: جريمة كاملة للإتجار فى البشر
تواصلنا مع المحامي أيمن محفوظ، لنعرف هل هذا العمل قانوني كما قالت الفتاة لي وما هي العقوبة القانونية، فقال: «الدعارة الإلكترونية لها صورتين، الأولى: التحريض على ممارسة الأفعال المنافية للآداب، من خلال عرض الصور والفيديوهات مقابل المبالغ المالية، أما الصورة الثانية هي الاتفاق على ارتكاب الممارسة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، كاستقطاب راغبي ممارسة الأفعال المنافية للآداب..فجعل المواطن سلعة سواء لخدمة شخص أو عشرين شخصا فهي جريمة إتجار بالبشر وتحريض على الفسق والفجور وتسهيل الدعارة طبقا للمادة ١٠ لسنة ٦١ قانون الآداب العامة، والفتاة التي توافق على عمل ذلك ستكون شريكة في تلك الجرائم... والمنطق هل هناك من يدفع ١٠٠ ألف دولار عشان فيديو، أكيد بعد ذلك سندخل في مرحلة الابتزاز والتهديد للفتاة وجعلها تعمل في الدعارة، فالعقد هذا ليس له أي قيمة ولو حتى الفيديوهات خاصة فهي نفس الجريمة.. وبالنسبة للعقوبة فهي تصل للمؤبد».
اقرأ أيضًا : رفضت بيع منزلها لزوجها فنشر صورها الخاصة على الانترنت
