الجزائر.. دراسة أسباب عدم الانضمام لمجموعة البريكس

الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون مع الرئيس الصينى
الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون مع الرئيس الصينى

بذلت الجزائر جهودًا جبارة خاصة فى الآونة الأخيرة لضمان الانضمام إلى مجموعة بريكس منذ أن تقدمت بالفعل بطلب للانضمام فى نوفمبر من العام الماضى بعد دعوة الرئيس تبون للتحدث إلى القمة فى يونيو من العام الماضى.

وجاء الطلب ضمن وجود عدد كبير من الدول سبق له التقدم للانضمام ويصل إلى حوالى ٢٠ دولة وكانت النتيجة أنها لم تكن ضمن الدول الست التى ستنضم فى بداية العام القادم ومنها ثلاث دول عربية وغابت ومعها دول مهمة مثل تركيا ونيجيريا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لم يخفِ رغبته وبلاده الملحة فى نيل العضوية بل وصرّح منذ أسابيع أن الصين وباقى الدول الفاعلة فى مجموعة بريكس على غرار روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل تدعم انضمام الجزائر إلى هذا القطب الجديد.

كما أشار إلى أن بلاده تريد التعجيل فى الدخول المنظمة والخروج من هيمنة الدولار واليورو لما يشكل ذلك من فائدة كبيرة على الاقتصاد وقد نجح الرئيس الجزائري فى الحصول على دعم بكين بهذا الخصوص وهو ما أعلنه في أكثر من مناسبة أثناء الزيارة.

ويفسر حرص الجزائر على الانضمام باعتبار المجموعة ركيزة من ركائز النظام العالمى الجديد وسعى إلى ضمان قبول الطلب من خلال زيارتين قام بهما خلال شهر واحد إلى كل من العاصمة الروسية موسكو والصينية بكين، حيث تم التوقيع على ١٩ اتفاقية تعاون فى مختلف المجالات منها الطاقة والزراعة والاستثمار فى الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية.

وقد أعلن الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون فى نهاية الزيارة عن استثمارات صينية فى بلاده تصل قيمتها ٣٦ مليار دولار فى كافة القطاعات ونجحت زيارته إلى موسكو فى تطوير اتفاقية التعاون الاقتصادى الموقعة عام ٢٠٠١ إلى توقيع وثيقة التعاون الاستراتيجى دعمت العلاقات بين الجانبين سياسيًا واقتصاديًا ويصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار.

كما أن روسيا هى أكبر مورد للسلاح إلى الجزائر، وتحدثت بعض التقارير على التوقيع على عقود تسليح بقيمة ما بين ١٢ إلى ١٧ مليار دولار بل لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد فقد وعدت الجزائر بالمساهمة بمليار ونصف المليار فى بنك التنمية الخاص بالمجموعة بل جرى تسريب أخبار عن زيارة تم الإعداد لها إلى جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي قبل القمة بأيام ولكن الأمور أخذت منحى آخر بعد أن ظهرت مؤشرات تتحدث بأن طلب الجزائر لن يمر على الأقل فى هذه الدورة رغم حرصها على الحصول على صفة مراقب بعد أن اجتمع وزير الخارجية أحمد عطاف مع سفراء كل من الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل المعتمدين فى الجزائر لضمان تأييدهم للطلب.

وبعدها بدأ الرئيس عبدالمجيد تبون فى الحديث قبل أيام عن وجود خلافات بين دول المجموعة قد تعطل الانضمام وعلى ضوئها قررت الجزائر تخفيض مستوى التمثيل فى اللحظة الأخيرة من وزير الخارجية أحمد عطاف إلى وزير المالية عبدالعزيز فايد. وبعد، تعكف الأجهزة المعنية فى الجزائر على إجراء دراسة متأنية للأسباب التى أدت إلى هذه النتيجة.