بعد غواصات «دريدنوت».. المملكة المتحدة وتعزيز القدرات النووية لمقاتلات «F-35»

موضوعية
موضوعية

تسير المملكة المتحدة، بخطى ثابتة في تحديث منصاتها البحرية لنقل الأسلحة النووية، حيث تتحول من غواصات فئة فانغارد التي تعود إلى التسعينيات إلى أربع غواصات نووية حديثة من فئة دريدنوت.

ووفقا لتقرير نشره موقع "دفنس بوست"، فعلى الرغم من أنها تبعد سنوات عن التنفيذ الكامل، فإن هذه الترقية ستجهز الغواصات بنفس الصواريخ المستخدمة في غواصات أوهايو النووية الأمريكية. وبينما يقلل ذلك من التكلفة ويسمح للمملكة المتحدة باستخدام أسلحة مجربة ومثبتة، يجب على لندن أن تقوم بمزيد من التحسينات لصد الهجمات الروسية والصينية.

وتعد غواصات دريدنوت الوسيلة الوحيدة للمملكة المتحدة لتوصيل الأسلحة النووية. يمكن لكل غواصة أن تحمل ما يصل إلى 12 صاروخًا، وكل صاروخ مجهز بـ 12 رأس حربي. تخطط المملكة المتحدة لتوفير أربعة من هذه الغواصات اعتبارًا من أوائل الثلاثينيات من هذا القرن، مع وجود واحدة على الأقل في البحر جاهزة للضرب في أي وقت.

وعلى الرغم من هذه الأرسنال، تكون قدرات القوة النووية للمملكة المتحدة أقل بكثير من تلك الموجودة في الغواصات الروسية والأمريكية، التي تحمل مئات من رؤوس الحرب المنتشرة عبر نحو عشرة غواصات تقريبًا.

نظرًا للتهديدات النووية المتكررة من روسيا وتدهور العلاقات مع الصين، يجب على المملكة المتحدة أن تقوم بمزيد من التحسينات على ردعها النووي عن طريق دمج القنابل النووية في سلاحها الجوي.

والمملكة المتحدة تملك حاليًا 74 طائرة مقاتلة من طراز F-35 ذات التقنية المتقدمة والتي يمكن تكييفها لحمل القنابل النووية. يجب على المملكة المتحدة أن تتعاون مع الولايات المتحدة، على غرار شراكة دريدنوت، لإنشاء قدرة على القيام بضربات نووية جوية. سيوفر ذلك المال والوقت مرة أخرى.
تهديدات روسيا المتكررة بالاختراق في الأجواء البريطانية والتهديدات النووية من المسؤولين الروس البارزين تجعل هذا القرار ضروريًا.

تعتزم المملكة المتحدة أيضًا أن تلعب دورًا أكثر فاعلية في المحيط الهادئ الهندي، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائها لحماية ممرات الشحن والحفاظ على حرية الملاحة. وقد تعرضت لانتقادات من الصين، التي تزيد بسرعة ترسانتها النووية. في حالة نشوب نزاع، قد تكون غواصة بريطانية واحدة عرضة للخطر، في حين يمكن أن تشكل العشرات من الطائرات أهدافًا متعددة أصعب اكتشافها.

وفي حين أن ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية توفر ردعًا موسعًا لأعضاء حلف شمال الأطلسي، حان الوقت لتحمل الدول الأخرى العبء الاقتصادي والعسكري للحفاظ على استقرار العالم.

وتقوم بولندا وألمانيا بتعزيز قواتهما بسبب العدوان الروسي في أوكرانيا. وبالمثل، يتزايد حجم القوات الأسترالية واليابانية والأمريكية في المحيط الهادئ مع تحول التركيز العالمي من مكافحة الإرهاب إلى المنافسة بين القوى العظمى. يجب على المملكة المتحدة أن تنظر في نهج مماثل.

وبدلاً من تطوير قدرات نووية جديدة، يمكن للمملكة المتحدة ببساطة الحصول على تكنولوجيا موجودة من الولايات المتحدة للمرة الثانية. بوجود صواريخ بحرية نووية أمريكية مستخدمة بالفعل، فإن تعزيز القدرات النووية الجوية مع طائرات F-35 سيكون وسيلة فعالة من حيث التكلفة لصد العدوان العالمي.

اقرأ أيضا | لافروف: الأسلحة النووية بالنسبة لروسيا هي الرد الوحيد الممكن على التهديدات