خلال شهر سبتمبر القادم تحل الذكرى الثالثة والخمسون لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر ولا أجد افضل من احياء هذه الذكرى هذا العام بعرض مسلسل «ناصر» الذى كتبه الراحل يسرى الجندى واخرجه السورى باسل الخطيب وجسد فيه دور البطولة مجدى كامل، هذا المسلسل الذى تم عرضه مرة واحدة فقط.
ولا شك أن تاريخ الدراما المصرية والعربية سيذكر أن هذا المسلسل؛ هو أفضل الأعمال التى تناولت سيرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؛ كما أن أغنية مقدمة المسلسل التى غناها المطرب وائل جسار؛ من أصدق المعانى التى كتبت عن الزعيم الراحل؛ فعندما تبدأ فى الاستماع لمقدمة المسلسل تملؤك بشعور بالفخر والعزة والكرامة حيث تقول كلمات الأغنية «ولو دار الزمن أو مال.. واتبدل على البشر أحوال.. مكانك فى القلوب يا جمال.. ولا كل من ركب الحصان.. بيبقى يا بشر خيال.. مكانك فى القلوب يا جمال».
أما عن المسلسل فيعد عملا استثنائيا لثلاثة أسباب؛ أولها السيناريو البديع الذى كتبه الكاتب الكبير يسرى الجندي؛ فلم يكتف بتقديم شخصية «ناصر» ولكنه ألقى الضوء على مرحلة تاريخية مهمة قد يشوبها الغموض ولم يتم تقديمها بشكل تفصيلى ؛ والتزم الحيادية والموضوعية؛ وهو معروف عنه أنه فى كل كتاباته يحمل أمانة الكلمة بشكل دقيق ولم يكن فى يوم من الأيام مع أو ضد أحد؛ فكان أمينا على تقديم الرسالة بشكل موضوعى لجميع الأجيال ولكل مرحلة بسلبياتها وايجابياتها؛ وقد استغرق عامين ونصف العام فى جمع مادته التاريخية وكتابة حلقاته، وقد جمع المادة من وثائق معتمدة وشديدة الخصوصية، وعكف على المادة بعد كل ذلك ينظمها وينقحها ويحولها إلى دراما من لحم ودم؛ أما ثانى الأسباب فهو ضخامة الإنتاج الذى تصدت له أفلام محمد فوزى التى انفقت ميزانية هائلة على العمل حتى ظهر بالشكل الذى يليق باسم وتاريخ «ناصر»؛ أما السبب الثالث فهو مشاركة نجوم مصريين وعرب وأجانب؛ كما أن اختيار الفنان مجدى كامل لاداء شخصية «ناصر» رغم أنه سبق وقدمها فى مسلسل «حليم» الا أنه كان أحد عناصر النجاح؛ فقدم كامل الشخصية بشكل مختلف تماما لأن العمل تناول الزعيم بشكل تفصيلى؛ لقد كان مسلسل «ناصر» وما يزال هو العمل الذى يوثق حياة زعيم الأمة العربية دراميا؛ فلماذا لا يعاد عرضه لتشاهده الأجيال الجديدة ويستمتع به محبو «ناصر الأمة»؟
