بينى وبينك

السرعة القصوى صفر

زينب عفيفى
زينب عفيفى

هى قصة الحيرة بين الأخوين شكرى وفهمى فى توأمة نفسية مختلفة ؛ المشترك الوحيد بينهما حب أمينة سعادة التى فضلت الشخص الجريء المغامر بغض النظر عن خطورة اختيار حياته، وتجاهل الجزء الثانى لنفس الشخص الذى يمثل صوت العقل معتقدا أنها أحبته، لكن دائما نخسر الخيارات مع أنفسنا فى حالة التوأمة التى أبدع فيها أشرف العشماوى فى روايته التى اختار لها عنوانا معبرا يعنى أن الجميع فى ذاك الزمان سرعته لم تتجاوز الصفر، وإن كان العنوان يحمل إسقاطات مستمرة حتى وقتنا الحالى فالإنسان المنقسم على ذاته لا يمكن أن تتجاوز سرعته غير الصفر. 

أما الحبيبة المشتركة أمينة سعادة فهى فى رأيى تمثل مصر فى ذاك الزمان، فى قصة بدأت قبل ثورة يوليو52 واستمرت حتى نكسة 67، والصراعات التى وقعت بين جماعة الاخوان المسلمين وزعماء ثورة يوليو التى كشفتها الرواية من خلال الصراعات السياسية والدينية والإنسانية والأحداث التاريخية الحقيقية فى تلك الفترة المهمة فى تاريخ مصر ممثلة فى شكرى الأخ الذى انضم لجماعة الاخوان المسلمين بتشجيع من خاله، والأخ التوأم فهمى الرافض للجماعة والفكر المتجمد الذى دفع ثمنه فى السجن كى يعترف على أخيه الذى كان مقربا من جمال عبد الناصر إلى أن اختلفا.

مما اضطر شكرى للاختباء فى بيت الأمة حتى تمكن من الهروب خارج مصر، لكن زوجته أمينة سعادة لم تحتمل الحياة فى الغربة؛ وعادت مع أحد أبنائهما لمصر، فى الوقت الذى تزوج فهمى من امرأة أجنبية تشبه ملامحها أمينة سعادة حبه الأول، وتتشابك مصائر أبطال الرواية على خلفية من مقاطع الإذاعة المصرية التى عكست أزمنة الرواية فى تكنيك سردى متميز وحبكة متقنة لأبطال الرواية الذين يحكون بأصواتهم قصة حياتهم ومدى تشابك مصائرهم حتى النهاية بسرعة لم تتجاوز الصفر.