رٌكن الحواديت

آفة قريتنا التشدد

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

لم أُقبّل ضريحًا أو سياجًا لمقام أحدٍ من الأولياء أو آل البيت، رضوان الله عليهم أجمعين، ولم أمسح بكفى على العتب، وما قلت: مدد يا فلان أبدا، ولكنى لا أستنكر الأمر على من يفعله، فلكل أسلوب للتعبير عن محبته للطاهرين.

وأستنكر جدا من يُكفّر بسطاء يفعلون هذا الأمر، إيمانا منى بأن الأعمال بالنيات، وكلى يقين أنى كمسلمٍ معنى فقط بإصلاح نفسى والارتقاء بها، حتى أكون نموذجًا يحتذى، وهذا الأمر لو جاهد الإنسان نفسه ربما يفنى العمر ولا يستطيع تحقيقه.

على صفحات التواصل الاجتماعى تدور المعارك الخلافية الضارية بين مؤيدين لهذه الأفعال ومعارضين. المؤسف فى الأمر أن النقاشات على هذه الصفحات قد تمتد لأيامٍ وشهورٍ بين فريقين، يضيعون أوقاتهم فى معركةٍ كلاميةٍ لا طائل منها سوى وغر الصدور، وكثرة الجدل وقلة العمل.

اللافت أن أغلب شباب المتشددين من القرى والنجوع ويرى كل منهم أنه المبعوث على رأس مائة عام ليجدد للأمة دينها! بينما كثيرون منهم لا يعنيهم فى الأمر سوى الانتصار فى الحوار لا للحق! 

ليت كلا منا يستغل وقته فيما يفيد، ويعظ بسلوكه قبل لسانه، ويبتعد عن جدل لا طائل منه، حتى يكون الخير للفرد والأمة،  والله أسأل أن يهدينا جميعا إلى صواب القول والفعل.