وجع قلب

حساب مؤجل

هبة عمر
هبة عمر

كنت أستمع الى حكايات يصعب تصديقها ولكنها حدثت بالفعل، وربما لو قدمها عمل درامى لن يقتنع بها البعض أو يظنها نوعا من المبالغة، ورغم ذلك تثبت الأيام وخبايا نفوس البشر أن كل شئ يمكن حدوثه وتكراره دون أن يتعظ أحد أو يتغير شئ.

كنت أعايش خلال عملى بالصحافة كثيرا من قصص المظالم التى يعانيها الناس حتى داخل الأسرة الواحدة، حين يرحل أحد الأبوين تاركا ثروة أو أملاكا يتنازع حولها الإخوة وتتقطع صلة الرحم بسبب الشعور بالظلم ، وفى بعض الأحيان يتم حرمان الأخوات البنات من نصيبهن كعرف يقدسه بعض أهلنا فى الجنوب مخالفا للشرع دون أن يستنكره أحد أو يسعى لتغييره، ويتكرر نفس الأمر فى أماكن العمل فيعاقب المخلص المجتهد بينما يحصل المهرجون على مكافأة ، ويحظى من لايملك الكفاءه بالتقدير الذى لم ينله أصحاب الكفاءات، وحين لا يجد الظلم من يوقفه ويقاومه يتعاظم ويصبح سمه سائدة فى المجتمع كله وأحد الأعراف التى يتقبلها الجميع ولو على مضض.

من يتخذون الظلم منهجا فى الحياه استنادا إلى قوة يمتلكونها  لايدركون أو يتجاهلون أن الحساب مهما كان مؤجلا سوف يصلهم فى النهايه ، وأن فاتورة الظلم لابد من سدادها بثمن أفدح وأصعب، وإذا كانت القوانين يمكن أن تحمى ظالما أو فاسدا بالإلتفاف عليها أو تطويعها لصالحه فى وقت ما فهى لابد أن تكون سببا فى كشفه وعقابه فى وقت آخر، وكما يقول «ديفيد هيلبرت» وهو عالم رياضيات ألمانى فذ وتنسب له بعض النظريات المهمه فإن أشد أنواع الظلم هو قلب الحقيقة وتصوير المظلوم ظالمًا وهو أمر متكرر كثيرا فى التاريخ.