مفاجآت مرعبة فى مقتل الطفلة «سجدة» على يد عمها بأكتوبر

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

الطفيوم وليلة تبدل سيناريو حياة الصغيرة، ماتت عنها والدتها التي كانت "مريضة قلب" تركتها ولم يمر أكثر من عام وفارق والدها الحياة ايضا، وأصبحت سجدة واشقاؤها يتيمة الابوين وانتقلت واشقاؤها الى منزل جدتهم للأم كحاضنة وعاش الجميع بعد سحابة الأحزان التي مرت على الأسرة في سلام وسعادة مع الجدة، لكن عم الأطفال ويدعى عصام. أ 40 سنة يعمل سائقا، قرر أن يأخذ أبناء شقيقه من جدتهم ليس حبا فيهم أو شفقة عليهم بل ليستفيد من ورائهم آلاف الجنيهات هكذا خطط؛ أوهم جدتهم المسنة أنه سيتولى رعايتهم والإنفاق عليهم تنفيذًا لوصية شقيقه، وافقت على إعطائهم له، لكن ما فعله بعد ذلك كان استغلالا ليتمهم من اجل الحصول على الأموال من خلال الجمعيات الخيرية التي تساعدهم كأيتام وتصرف لهم آلاف الجنيهات؛ قام بمعاونة زوجته في تعذيب الطفلة وأشقائها، ليس هذا فقط وإنما إجبارهم على التسول واخذ الأموال التي يقومون بجمعها، ولم يكتفوا بذلك بل مارسوا على الصغيرة وأشقائها كل صنوف وألوان التعذيب؛ قام العم وزوجته بحبسها وتعذيبها وحرقها بالنار وتعليقها من شعرها وحرمانها من الطعام حتى وصل الإهمال الى إجبار الصغيرة على تعاطي مخدر الحشيش.

ليلة الجريمة

  كان المتهم وزوجته يعاقبان الطفلة المجني عليها وأشقائها بالحرمان من الطعام في هذه الليلة ما اضطرت الصغيرة الى فتح الثلاجة بحثا عن الطعام لسد جوعها، رأتها زوجة العم فأوسعتها ضربا ولسعتها بالنار، وعلى أثر ذلك قام المتهم بتعذيب الطفلة أمام أشقائها كالمعتاد لأنها تجرأت وفتحت باب الثلاجة بحثا عن الطعام دون إذن، واتهمها بسرقة الاكل من الثلاجة وظل يتعدى عليها بالضرب المبرح حتى سقطت مغشيا عليها، ومعها ارتفعت درجة حرارتها دون أن تهتز لهما شعرة.

وفي صباح اليوم التالي استيقظت الطفلة تصرخ من الوجع والالم وارتفاع في درجة الحرارة ورغم ذلك لم ترحمها زوجة عمها واصطحبتها كرهًا عنها داخل سيارة وهي في حالة إعياء شديد لكي تأتي لها بوجبة من أهل الخير وأثناء ذلك شهدتها إحدى جيرانها ونصحتها  بترك الطفلة حيث بدا عليها الإعياء الشديد لكن صاحبة القلب القاسي رفضت وأخذتها وذهبت بها الى الجمعية، وعقب ذلك تركتها داخل العربية وقامت بجولة التسول على المقابر وعندعودتها وجدت الطفلة مغشيا عليها وفاقدة للنطق تماما، شعرت زوجة عمها بالخوف على نفسها لا على الصغيرة توجهت بها الى المنزل وطلبت من زوجها الذهاب بها الى المستشفى لكنه رفض  فأخذها أحد اشقاء الزوجة وتوجه بها إلى المستشفى، لحظات وطلب شقيق زوجة المتهم جد سجده واخبره أن حفيدته في حالة حرجة بالمستشفى، وعندما وصل جدها وعمتها الى مستشفى 6 أكتوبرأصابهما الهلع؛ حيث كانت الصغيرة ترقد في العناية المركزة وآثار التعذيب بادية على جسدها ودرجة حرارتها كما اكد الأطباء لهما 40 درجة، وبعد عمل الفحوصات والتحاليل والاشعات اللازمة؛ تبين وجود جلطات على المخ والتهاب رئوي واصابة الصغيرة بحالة من التشنجات على اثرها دخلت في غيبوبة والمفاجأة التي اظهرتها التحاليل؛ أن الطفلة تناولت نوعين من المخدرات إما عن طريق الشم أو التعاطي.

بلاغ

 توالت الاحداث عقب ذلك؛ تلقى قسم ثالث شرطة أكتوبر بلاغًا من مستشفى أكتوبر بوصول  طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات برفقة أحد الأشخاص في حالة إعياء شديدة فاقده للوعي  وعلى جسدها آثار تعذيب وحروق حديثة وقديمة وتوفيت على أثرها، على الفور انتقل رجال المباحث الى المستشفى محل البلاغ؛ وبالفحص تبين أن الطفلة على جسدها اثار تعذيب وفي حالة حرجة وعقب استجواب شقيق زوجة العم الذي نقلها للمستشفى ويدعى محمد شقيق اخبر رجال المباحث أن عمها وزوجته رفضا اصطحابها الى المستشفى وطلبا منه أن ينقلها لانها كانت في حالة إعياء شديد وان الطفلة في ولاية عمها وزوجته وليس له علاقة بشيء، وعقب ذلك ألقي القبض على المتهم وزوجته وتحرر محضر بالواقعة وإحالتهما إلى النيابة، واستمع  رجال المباحث الى اقوال بعض شهود عيان بالعقار اكدوا أن المتهم وزوجته يستغلان الطفلة واشقاءها الثلاثة في التسول ويقومان بتعذيبهم، امرت النيابة بانتداب الطب الشرعي؛ حفل التقرير الطبي بالكثير من المفاجآت حيث كانت؛ الطفلة تعاني من اضطرابات بالوعي ثم فقدان تام للوعي وارتفاع بدرجة الحرارة وصعوبة في التنفس من الدرجة الثالثة وتشنجات وازرقاق بالجسم وضيق بالحدقة، والعديد من الكدمات والسحجات والحروق القديمة والحديثة مع وجود إحمرار حول فتحة الشرج والمهبل مما يشتبه في عنف جنسي وجسدي وبعد اجراء سونار على البطن والحوض لم يتضح دقة إصاباتها وبعد عمل اشعة مقطعية على المخ تبين وجود ارتشاح علاوة على وجود التهاب رئوي ونزيف من الفم والانف ونقص شديد بالصفائح الدموية وارتفاع معدل النزيف وارتفاع بوظائف الكلى والكبد وانتفاخ في البطن وتم وضع الطفلة علي جهاز تنفس صناعي، لكنها توفيت متاثرة بإصاباتها.

قبل وفاة الطفلة وجهت النيابة للمتهم وزوجته تهمة الإهمال والشروع في قتلها،وعقب وفاتها وجهت النيابة للمتهم وزوجته تهمة قتل سجدة بسبب تعذيبهما لها حيث ظلت تصارع الموت تحت الأجهزة الطبية لمدة 13 يوما حتى توفيت متأثرة بإصابتها؛ زعم المتهمان في البداية انهما كانا يضربانها بحجة تأديبها لانها كانت تخرج من المنزل دون إذن، امرت النيابة بحبس المتهم عم الطفلة أربعة أيام على ذمة التحقيقات وإخلاء سبيل زوجته ولا تزال التحقيقات مستمرة.

شهود العيان

انتقلت اخبار الحوادث الى منزل عمة المجني عليها، التي كانت منهارة والدموع تنهمر من عينيها على فقدان ابنة شقيقها المتوفى،قالت ياسمين إبراهيم:"يرضي مين ده أطفال ايتام يعيشوا حياة بالشكل ده يتعذبوا كل هذا العذاب وعلى يد من للأسف أخويا ومراته، اخويا عصام المتهم اخدهم من ولاية ابويا وحضانة جدتهم للأم بعد وفاة والديهم يعيشوا معاه وزوجته، للأسف مش حبا فيهم ولا عطف عليهم ولكن طمعا فيما يحصلون عليه الصغار من إعانات من الجمعيات الخيرية وأهل الخير شهريا،25 الف جنيه اخويا المتهم اشترى عربيتين من الفلوس بتاعة الأطفال الايتام وفرش بيته كله ورغم كل ده جوع الأولاد وعذبهم كان من فلوسهم  يشتري مخدرات ويقعد يتعاطى، اخوات سجدة المجني عليها قالوا لي، ان اخويا  وزوجته كانوا يضعون المعلقة على النار ويعذبون بها الاولاد بالحرق في أماكن مختلفة من أجسادهم، انا كنت عايزه اخد سجده المجني عليها واربيها مع بنتي بس هو مرضيش، ومع الأسف مفيش حد مننا كان بيزوره، وكنا بنطمن على الأطفال من خلال اخويا التاني او عن طريق الاتصال بالتليفون كانت هناك بيننا وبينه شبه قطيعة بسبب تصرفاته المشينة".

وقالت عمة المجني عليها:"إن جدتهم في مولد النبوي الماضي ذهبت لزيارة أحفادها،عرفت أنه يعذب الأطفال من خلال علامات التعذيب على جسدهم وآثار حروق في المناطق الحساسة في جسد الطفلة سجدة عقب تغيير ملابسها في الحمام؛ الأدهى والأمر أن اخويا ومراته كانوا بيضحكوا على الجمعيات ويقنعوهم أن الأولاد الأربعة في مدارس وده مش صحيح دخلوهم  على الورق مدارس قدام الجمعيات بس الحقيقة لم يخطوا يوما عتبة المدرسة واجبروهم على التسول، والأبشع أن اخويا كان يطفئ السجائر في جسم المجني عليها وأشقائها واحيانا يضعون سجدة في الثلاجة عقاب لها".

وقال شقيق المجني عليها: "اخويا الكبير ادهم هرب من عند عمي من  الخوف علشان كان عمي ومراته بيحرقونا بالنار وبيعلقوا اختي من شعرها في حديدة واحيانا يخلوا رجلها تلمس وشها،وابنها كان بيضربنا وكان يشيل سجده ويخبطها على الأرض وانا ضربوني بالخرطوم  وكانوا بيحبسونا في المنور من غير اكل واختي سجده قالت انا عايزه اروح اقعد عند ستي ام امي وعقابا لها يضربوها".

وقالت منى سلامه المحامية: تم القبض على المتهم عم المجني عليها واعترف امام النيابة بالتعدي على الطفلة "ولسعها" بحجة انه يربيها ولم يذكر الحقيقة كاملة وحاول ابعاد الشبهة عن زوجته، والتقرير الطبي المبدئي أكد ان الطفلة بها حروق وجروح في جميع انحاء الجسد بالإضافة الى إعطاء المجني عليها ثلاث مواد مخدرة وهي مادة الحشيش وأكدت أنها في انتظار التقرير النهائي للطب الشرعي، ليؤكد أو ينفي تعرض الطفلة للاغتصاب والاعتداء الجنسي، واسترد الجد الوصاية على احفاده بعد وفاة سجدة، ولا زالت التحقيقات مستمرة.

اقرأ أيضًا : «عامل دوشة».. تفاصيل مقتل بائع فاكهة على يد شخص بكرادسة


 

;