صباح الجمعة

أرمنيوس المنياوي يكتب: بيدك تختار حياتك 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

نحن من نغير أنفسنا، ونحن من نختار الحياة التي نريد أن نعيشها ..نحن نختار الرفاهية كما أننا ندفع أنفسنا إلى الشقاء .. برناردو شو قال قديما أنني أعيب على الإنسان الذي يلعن ظروف حياته بل أنني أقول أن الإنسان قد جاء إلى الحياة ليخلق الظروف التي يريد أن يحياها أو يعيشها  ..يعني أنت غاوي تعيش سعيد سوف تفعل ذلك والقدر سوف يمنحك هذا ولو حابب تتعكنن مفيش أسهل من العكننة ..كانت أمي زمان لما تلاقي حد مننا بيتفنن في البكاء فكانت تقول الواد ده غاوي عكننه.. في الزمن ده منه كثير ..كثير غاويين عكننة ..عاوز ملطمة ويشبع فيها لطم ..من الٱخر هو يرى أن ذلك أسهل له لكي يكسب أحيانا تعاطف الناس لبعض الوقت.
أحيانا نلقي بخيبتنا على النصيب وهي كلمة حق يراد بها باطل ..عندي قناعة تامة ومن خلال تجارب عديدة فأن ذلك حجة المكسحين، لأن حتى الحظ في الغالب لا يلازم إلا المجتهدين ..مفيش حد متغطي بالبطانية في البيت غالبية الوقت وسيكون سعيدا أو محظوظا .. هناك من يعمل 18 ساعة ..دايما أصحاب القر والنق لا ينظرون إلى الناجحين إلا في مرحلة نضوجهم وتحقيق أحلامهم، لكنهم لم يروهم في رحلة الشقاء والتعب والكد والجهد والذي قد يكون بدأ في مرحلة الطفولة ..ذاقوا الأمرين ..نظفوا الأطباق في المطاعم ومسحوا السيارات في الطرقات وحققوا نجاحات أبهرت العالم والأمثلة في ذلك كثيرة ..لم يبخلوا بحبة عرق في سبيل أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه من مجد ..مثلما قولت في البداية أنت فقط من يختار طريقه، والمكان الذي تحب أن تعيش فيه والحياة التي تحب أن تحياها.
الراحل الدكتور ميلاد حنا الخبير الإسكاني والمفكر المصري الكبير والحائز على جائزة سيمون بوليفار عن كتابه قبول الٱخر كنت صديقا ومقربا منه جدا ومازالت تربطني علاقة قوية بنجله المهندس هاني .. كان الرجل  دائما لديه عبارة شهيرة يرددها على مسامعي ومسامع كل من أقترب منه، وهي الحركة بركة ..أى كلما زادت حركتك زادت بركتك وتضاعفت فرص نجاحك ..وكان يقول لكي تصبح كاتبا لابد وأن تكون قارئا ..هذه العبارات لم تخرج من فاه نموذج كان قد حقق من النجاح والمجد والشهرة من فراغ ..فالحكماء لم ينطقوا حكما وعبارات تخلد إلا من خلال تجارب ومخزون ثقافي عبر سنوات ليست قليلة.
والنجاح بعد عناء له طعم ورونق خاص، والنجاح يخلق السعادة والسعادة تطيل العمر كما أن الحزن يقصر العمر ويحني قلب الإنسان.

إذا أردت السعادة عليك أن تعمل وتعمل وتعمل فالعمل يجلب السعادة كما أن القعدة تجلب لك العجز والتعاسة ولا تنتظر ماذا تفعل؟ لكن عليك أنت تستخدم ما منحك به الله من رزق في الصحة والفكر والعلم والثقافة وأن تقرر أن تبدأ ومثلما يقولون والباقي على الله ..فقط أبذل الجهد وأتقن ما تعمل.
أختتم لكم مقالتي بتجربة الشاب الكيني أبو بكر عباس والذي جاء من كينيا للبحث عن فرصة عمل أثناء مونديال كأس العالم في قطر ..ولم يكن أمامه إلا عمل مرشد للجماهير التي جاءت تشجع فرقها في المونديال من مختلف بلدان العالم .. أعطوه شارة وكلفوه بعبارة يرددها على مسامع المارة من أمامه و لا يخرج عنها ولا يقول غيرها والعبارة هي المترو . . من هنا  .. وهو يشير بعلم الدولة المضيفة بيده .. أبو بكر عباس من خلال تلك العبارة صار أيقونة قطر في كأس العالم وتسابق المشجعين لإلتقاط الصور التذكارية  معه ..فقط لأنه جود في الجملة التي كان ينادي بها  وكان ينطقها بشكل لفت نظر كل من سمعه..  أبو بكر ..قصة نجاح شاب كيني لم يرى في وظيفته أنها وظيفة متدنية . . أدخلوا على جوجل لكي ترون قصة ابو بكر عباس لكل من يبحث عن النجاح وسعادة نفسه ..القصة ليست في عدم وجود وظيفة أو عمل ولكن القصة في الإبداع والإبتكار فيما يسند إليك من عمل.

 ٱخر السطور 
& الإنسان الٱلي قد تجاوزه الزمن بعدما دخلنا في عصر الذكاء الإصطناعي الذي سيحدث إنقلابا في العصر الحديث ما بين الإنسان البشري والإنسان المخلوط بخلطة الذكاء الإصطناعي ..جامعة النيل الأوربية ستعقد مؤتمرا يومي الأحد والأثنين القادمين معني بهذه التقنية وذلك لمواجهة تحديات التغيرات المناخية مثلما ذكرت لي الدكتورة حنان ذكي إحدى فريق التحضير للمؤتمر.
& دايما أقول عدم الرد هو في حد ذاته أسرع وأصدق رد.
,& حزين على بعض الذين يشجعون على تغذية البطون ويتحاهلون تنمية العقول ..صحيفة وطني تستحق المساندة للبقاء لأنها تاريخ عريق بدأ مع الراحل أنطون سيدهم ومازال وستبقي مع باقي حبات عنقود ٱل سيدهم والمخلصين ممن ينتمون لهذه الصحيفة الخضراء .

اقرأ أيضا | أرمنيوس المنياوي يكتب : وزارة الأوقاف والهيئة الإنجيلية