«تَجَلٍّ» قصيدة للشاعر محمد عبد الله الخولي

 قصيدة للشاعر محمد عبد الله الخولي
قصيدة للشاعر محمد عبد الله الخولي

بسر العنبر المسفوح

من كبدي

طرقت الباب كي يفتح

وفاض المسك

من رئتي

طيوبا من تجلّيها

على أعتابها

يسبح

وخلف الغيم أقداح

ترن

وصوتها يذبح

أحس بقرب حضرتها

تلامسني

وباب السر

 لم يفتح

وماء وصالها عطش

بكأس جلالها ينضح

وسر التين والزيتون

تجلى في

" ألم نشرح"٠تقاطر بيننا عرق

كغيم ساحر فضي

وخيلي راكض

يسعى

إلى محرابها القدسي

تغازلني بفيض رؤى

تجلت في حديث ولي

تطهرني تقدسني

بثغر جلالها النبوي

كليل مرسل

تدنو

وتفتح لي قميص علي

تراءى الكون لي

صورا

بمرمر سرها المكي

أفتش فيك

عن ذاتي

ومحرابي

ووجه نبي

..

تناهيدي سأطلقها

عصافيرًا

بروض الفل والليمون

لأنثر عطرها الملكي

فوق حدائق الزيتون

أنا يا حلوتي قبس

وأنت السر والمكنون

دعينا نحتسي فنجان قهوتنا

ولا تتعجلي ميسون

شربنا الحب من كأس

تجلى في مآقي

النون

سجدنا كلما تِهْنَا

على أعتاب

كن فيكون

...

يداها وارتعاشتها

وكف الياسمين

مدى

وصورة حسنها في الورد

قدّاسٌ

وعزف ندى

حفيف حدائق الرمان

في صدر الجمان

هدى

دعيني أفتح الأزرار نشوانا

لأسكب لوعتي

رسلا

على مرجين من عسل

بغير صدى

دخلت الواحة الخضرا

أسائل عطرها

الفواح

فصبت روحها

خمرا

سكرنا دونما أقداح

تجلت لي

فقلت لها

فقالت عشقنا فضّاح

فقلت السر في قلبي

فقالت عطرنا فواح

فقلت النور بالمشكاة من أزل

يلاطفني مساء صباح

وماء الغيب ممهور

برعشة قلبي الأولى

فلا قلم ولا ألواح

أراقص فيك كل الكون مرتعشا

 كرقص الضوء بالمصباح

فقالت لي أتشهدني؟

فقلت أنا !!

فقالت لي

بثغر التين إذ يبدو

وطعم التوت والتفاح

أمن خلف الحجاب أرى؟!

وأن قُدَّ القميصُ تُرى

ظبائي يفترشن الغيم أفراسا

ويفرشن المدى وردًا

قناديلا معلقة

قواريرا مخضرةً

وقهوة قربنا سالت

على شفتي مفورة

وسر جلال عزتها

وقرب جمال حضرتها

لرقة لطفها أرقى

وسر وصالها أنقى

 وحضرة برها أبقى

حفيف بروقها أصفى

فقد شقّ المدى نصفا

فخر الطور وانتصفا

تمايس طيفها عسلا

أنا يعسوبها

الأوفى

يفيض النور من عرقي

يعبي

أضلعي غرفا

وفاض السر موارا

بصلب قصيدتي

نُطَفا

تجلت لي

تجلت لي

فصلت أحرفي حتى

تلاشى الشعر وانعطفا

ولم أعبأ بمن قالوا

غوى الحلاج وانحرفا