في الشهر العالمي للتوعية حول الصدفية ..أحدث العلاجات تسمح بالتعافي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهر التوعية الخاص بالصدفية . . لا تقتصر تداعيات الصدفية على آثاره الجلدية، بل له آثار نفسية واضحة على من يعاني هذه الحالة، خصوصاً إذا كانت متطورة، وأن نسبة مهمة من مرضى الصدفية قد تعاني من قلة الثقة بالنفس ومشاكل نفسية كالقلق المرضي وصولاً إلى الاكتئاب، لكن إذا اعتبرت الصدفية دوماً من الحالات التي يستحيل التخلص منها، تأتي العلاجات الحديثة لتعطي آمالاً بالشفاء لكثيرين من المرضى بفضل التطور الطبي الحاصل، بحسب الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية الدكتور إيلي صليبا. 


ما أنواع الصدفية؟

الصدفية مرض جلدي مزمن يمكن أن يصيب أياً كان في مختلف الأعمار لكن بشكل خاص الشباب في مرحلة العشرينات أو يمكن أن تظهر في مرحلة متأخرة في الخمسينات، ويوضح الأطباء أن الصدفية هو مرض جيني حيث أنها من الحالات المتوارثة في العائلة التي لا يمكن الوقاية منها، ولكن في الوقت نفسه ثمة عوامل عديدة خارجية في المحيط يمكن أن تلعب دوراً في ظهور الحالة لدى من لديهم استعداد جيني منها:

زيادة الوزن
التدخين
تناول الكحول
التوتر الزائد الذي يعتبر من العوامل الأساسية المسببة
الالتهابات خصوصاً التهابات البلعوم
تناول أدوية معينة ومنها أدوية الضغط وأدوية الكورتيزون التي تؤخذ ب من طريق الفم.
 
تتعدد أنواع الصدفية وتختلف بحسب المواضع التي تصيبها كما تختلف من حيث الحدة ايضاً:

Vulgaris ويعتبر من أنواع الصدفية الأكثر شيوعاً وتتسم ببقع بيضاء كبيرة جافة أو تميل إلى الفضي تظهر في مختلف مواضع الجسم لكن بشكل خاص في الكوعين والركبتين.
Inverse تظهر في طيات الجسم من الداخل أي تحت الإبط أو بين الساقين.
Scalp تظهر في فروة الرأس ومن أعراضها الحكاك الشديد.
Genital Psoriasis تصيب المنطقة التناسلية.

كما أن ثمة أنواعاً أخرى من الصدفية ومنها ما يصيب الحوامل، وهذا قد تظهران الصدفية أيضاً في الأظافر حيث انه بالنسبة إلى 30 في المئة من الأشخاص الذين يعانون الصدفية في الجسم، وتظهر على الأظافر.

كما يمكن أن تصيب المفاصل أيضاً، فمن يعانونها في الجسم والأظافر هم عرضة لظهورها في المفاصل، حيث أن ظهور الصدفية في الأظافر يمكن أن يدعو إلى تشخيص مبكر للصدفية في المفاصل، مع الإشارة إلى أن الصدفية لا تعتبر معدية كما يعتقد البعض، بل هي عبارة عن مرض أساسه جيني.


كيف يتم التشخيص؟

يعتبر تشخيص حالة الصدفية سهلاً بشكل عام، حيث أنه ممكن بالفحص العيادي حيث تظهر آثارها بوضوحها للطبيب في الجلد من دون حاجة إلى فحص الدم، وفي حالات معينة إذا كان التشخيص صعباً فيمكن إجراء خزعة لمزيد من الدقة في التشخيص، خصوصاً أن ثمة حالات أخرى يمكن أن تتشابه مع الصدفية ومنها الإكزيما أو حتى سرطان الجلد.
 
هل يمكن التعافي من الصدفية؟

في الماضي وقبل التطور العلمي الحاصل في السنوات الأخيرة في هذا المجال، كانت سبل معالجة الصدفية محدودة وكان العلاج صعباً، فكان العلاج عندها يقتصر على المراهم بالكورتيزون والعلاج بالضوء أيضاً حيث يخضع له المريض في جلسات عدة، كما يوصف للمريض أن يتعرض لأشعة الشمس لاعتبارها مفيدة لحالته بمعدل نصف ساعة في اليوم، وهذا شرط عدم التعرض لحروق لأنها تزيد من الخطر عندها.


تتوافر أيضاً الأدوية المخفضة للمناعة التي كانت توصف دوماً لمعالجة الصدفية، إلا أنها تتطلب الكثير من المتابعة والمراقبة الطبية لما يمكن أن ينتج من تناولها من مضاعفات.

اقرأ أيضاً| في شهر التوعية به.. 125 مليون مصاب بالصدفية في العالم


في المقابل، في السنوات العشر الأخيرة، يشير الأطباء إلى توافر العلاج البيولوجي الذي يتميز بفاعلية عالية ويعطى بشكل حقن تعطى بمعدل واحدة في الشهر أو كل 3 أشهر بحسب الحالة، وهذا العلاج كفيل بتحقيق الشفاء التام شرط عدم وقفه أبداً، فحتى اليوم لايمكن التخلص تماماً من الصدفية، إنما بفضل التطور الطبي الحاصل في هذا المجال أصبح من الممكن التعافي شرط متابعة العلاج، فالصدفية تعتبر مرضاً مزمناً كأى مرض مزمن آخر يستدعي الالتزام بالعلاج، وتظهر فاعلية العلاج البيولوجي لدى كثيرين من المرضى الذين تدعو حالاتهم إلى اتباعه، فيوصف العلاج البيولوجي لمن يعانون حالة متقدمة من الصدفية حيث تنتشر في مساحة واسعة من الجسم، كذلك يوصف بعد فشل علاجات أخرى في تحقيق تحسن في الحالة، ولأن الصدفية تترافق مع جفاف، فينصح الأطباء بترطيب البشرة قدر الإمكان بالكريمات المرطبة من نوع Glycolic Acid وLactic Acid.
 
وفي كثير من الحالات يتم البدء بالعلاج بالكريمات وبالعلاج الضوئي، اما إذا لم تتحسن الحالة فيتم اللجوء إلى العلاج البيولوجي الذي يعتبر من العلاجات المكلفة، والأهم عدم وقف العلاج في حال الاستفادة منه لأنه في هذه الحالة، في حال معاودته يمكن ألا يكون هناك تجاوب معه عندها. وبالتالي يجب عدم وقفه إلا في حال عدم الاستفادة أو في حال ظهور آثار جانبية.
 
وينصح الأطباء في الوقت نفسه بالعمل أيضاً على العوامل المسببة كخفض الوزن في حال زيادته أوالامتناع عن تناول الكحول أو التدخين أو الحد من التوتر لاعتبار أنه لكل منها تأثير،فمن خلال كافة العلاجات المتاحة والسبل يمكن العمل على مكافحة الصدفية التي لها تداعيات نفسية كبرى وخطيرة على المرضى الذين يعانونها لما تسببه من قلق وتوتر وقلة ثقة بالنفس واكتئاب.