كما كان متوقعاً.. رفض الرئيس الأمريكى السابق «ترامب»، المشاركة فى المناظرات العلنية التى ستبدأ غداً بين المرشحين داخل الحزب الجمهورى لاختيار مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية القادمة!!
السبب الذى أعلنه ترامب هو أن الجمهور يعرفه جيدا، وأن كل استطلاعات الرأى تؤكد تقدمه بفارق كبير عن كل منافسيه داخل الحزب، ولهذا فإنه «لا يريد تقاسم الأضواء مع مرشحين لا يتمتعون بشعبية حقيقية» .. ولهذا فإنه لم يشارك فى المناظرات!
لكن تزامن هذا الموقف مع سيل القضايا والمحاكمات التى أصبحت تحاصر «ترامب»، يطرح العديد من التساؤلات حول غيابه عن المناظرات التى يترقبها جمهور حزبه لتحديد مواقفهم النهائية بشأن مرشح الحزب.. ورغم تقدمه على باقى المرشحين بنسبة كبيرة إلا أن بعض أنصاره يخشون من تأثير سلبى لغيابه الذى سيستغله المنافسون. وترامب نفسه يعرف ذلك، ولهذا يرتب لحوار تليفزيونى يظهر فيه وحده فى نفس وقت المناظرة.. وهو ما ينسف حكاية أنه لا يحتاج للظهور لأن جماهير الحزب تعرفه!!
ويبدو أن ترامب لا يريد أن تتحول المناظرات داخل حزبه إلى نقاش حول القضايا المتهم بها. ولا يريد أن يقف موقف الدفاع عن نفسه أمام مطالبات قد ترفع فى وجهه بترك المنافسة لغيره من قيادات الحزب. وربما يخشى من ضربة قوية يتلقاها من نائبه السابق «فانس»، الذى يشارك فى المنافسة والذى يتحفظ حتى الآن فى الرد على اتهامات بايدن له بالخيانة حين رفض مسايرته فى عدم الاعتراف بفوز بايدن فى الانتخابات الرئاسية السابقة!
بالتأكيد.. مقاطعة ترامب للمناظرات سوف تضعفها وتقلل من أعداد متابعيها. لكنها أيضا ستضر بصورة الحزب الجمهورى عند الناخب المستقل الذى لم يحدد موقفه بعد. وستضر ترامب نفسه وتظهره فى صورة المرتبك فى مواجهة القضايا والمحاكمات التى تحاصره، وستدعم موقف بعض قيادات الحزب التى ترى أن على ترامب أن يترك الفرصة لمرشح آخر لا يخوض الانتخابات وهو مهدد بالسجن!!
ورغم كل ذلك، يبقى ترامب - حتى الآن- هو الأقدر على الفوز بترشيح الحزب الجمهورى.. لكنه - فى ظل هذه الظروف- سيكون المرشح الذى يتمنى أى مرشح ديمقراطى أن يواجهه.. حتى لو كان الرئيس الحالى بايدن!!