عاجل

الأم المـلعـونـة !!

الأم المـلعـونـة !!
الأم المـلعـونـة !!

لملمت الشمس ضياءها من على أرجاء الدنيا وانسحبت فى هدوء ، وبسط الليل نفوذه وأسدل ستائره السوداء على الوجود ، ووسط الظلام المبهم والليل الطويل هامت الأفكار ، أُغلقت الأبواب ، وخلف الأبواب والنوافذ تنوعت أمانى وهموم البشر ، صوت الرياح الشديدة وزخات المطر الغزيرة أغرقت الشوارع والطرقات وضاعفت من طول الليل وسواده المخيف على أهل القرية الصغيرة، وتحت حبات المطر والعاصفة التى اقتلعت الأشجار وبعثرت كل شىء ، كانت تقبع شيطانة فى ثوب امرأة تدعى محاسن بجوار زوجها الفلاح الاجرى الشقيان تعد انفاسه وتتمنى ان تكون الأخيرة بعدما دست له المخدر فى طعام العشاء انتظاراً لقدوم الحبيب ،

أحكمت محاسن إغلاق الغرفة على زوجها الشقيان ، ونامت فى غرفة طفليها ووضعتهما أسفل السرير الذى أعدته متكئا لحبيب العمر لتبادل الأشواق والحب الحرام فى ليالى الشتاء الطويلة ، وتحت زخات المطر والطقس السيئ والظلام الدامس ، تواعدا مع الشيطان ، حيث ترك جارها سمير زوجته وأطفاله الصغار نياما فى جوف الليل ،وتسلق منزل جاره البسيط الطينى المكون من طابق واحد ، والذى يفصله عن منزله بيتان هزيلان من الطين اللبن للقاء محاسن ، واتفقا مع الشيطان للخلاص من الزوج ، وبينما كانت هى تضع اللمسات الأخيرة لإنهاء حياة الزوج بمساعدة الجار فى لحظات شيطانية ،

واتفقا معا على ذبحه وهو يغط فى النوم تحت تأثير المخدر ، وأعدا معا عدة الخلاص ، وحانت لحظة التنفيذ ، ولكن كان القدر له رأى آخر ، وكتب للزوج النجاة لانه ما زال فى العمر بقية ، بينما سطر القدر كلمة النهاية ونسج أكفان الصغار فلذات كبديها على يد من احبت ،، رتبت هى جريمتها ، واحكم القدر سطوته وكان لها بالمرصاد ، تسلل سمير يحمل فى يده السكين الذى أعده لذبح الزوج النائم ، ودلف الى حجرة محاسن لتغيير ملابسه المبللة ولوضع اللمسات النهائية للجريمة النكراء ، استيقظ الطفل الاول فجأة وشاهد جارهم سمير يحمل سكينا كبيرا ، ويجلس معهم بالغرفة فأخذ بالصراخ والعويل ، فأشارت اليه الام التى تجردت من كل معانى الرحمة والأمومة بل والإنسانية ، واوعزت لصديقها ان يقضى عليه درءاً للفضيحة ، و اسرع الجار وذبحه بالسكين ، واستيقظ الطفل الثانى بسبب صراخ الاول وعندما شاهد شقيقه يسبح فى بركة من الدماء انتابته حاله هيستيريا ، وأخذ بالصراخ والعويل وحاول الخروج من الغرفة جذبته الخائنة وكتمت انفاسه حتى خارت قواه وسقط مغشيا عليه ، وقام الجار بذبحه امام امه الملعونة للتأكد من موته المحقق ، واسرع سمير بالهرب وقفز الى الشارع بينما كان الاب لا يزال يغط فى النوم العميق تحت تأثير المخدر فى الغرفه المقابلة ، اغلقت الجاحدة الباب على جثتى فلذتى كبديها ، وتمددت بجوار الزوج ونامت حتى الصباح ، وعندما أضاءت الشمس الكون الفسيح ، نهضت الخائنة وفتحت باب حجرة الصغيرين ثم انطلقت فى الصراخ والعويل ،

ولطم الخدود وشق الثياب تستنجد وتستغيث بالزوج النائم وبالجيران الذين تجمعوا ومعهم الجار سمير مرتكب المذبحة !! وصدمهم منظر بركة الدماء التى يسبح فيها الطفلين بأرضية الحجرة ، التى اختلطت بمياه الأمطار المتساقطة من سقف المنزل المعروش بالبوص والطين ، انتقلت اجهزة البحث والنيابة والمعمل الجنائى ، ولم ينطلى عليهم رواية الزوجة ان مجهولين اقتحموا المنزل تحت جنح الظلام والأمطار وحاولوا السرقة وعندما لم يجدوا ما يسرقونه ذبحا الطفلين انتقاما من الفقر المدقع الذى يعيش فيه الفلاح الأجرى مع اسرته الصغيرة ، وراحت الزوجة تؤكد روايتها انها شعرت بمجهولين اعلى منزلهم ولكنها حاولت ايقاظ زوجها النائم وفشلت بسبب نومه العميق فنامت من شدة الخوف ، واضافت انها لم تكن تتخيل أبداً ، انهم سيرتكبون جريمة بهذه البشاعة ، وراحت المباحث تفحص الأسرة وسلوك الزوجة وعلاقتهم بالجيران والأهل وتبحث عن القصة ودوافع الجريمة الحقيقية ، خاصة بعد ان همس الجيران بأن الزوجة ليست سوية وبعد ان اكد الزوج انه راح فى نوم عميق قبل ان يكمل عشاؤه ولا يعرف السبب واكد انه عقب تناول جزء من طعام العشاء غلبه النعاس على الطبلية ، ولذا قررت جهات التحقيق التحفظ على باقى الطعام لفحص محتوياته ، واستكمال فحص علاقات الأسرة وبعد ساعات اكد الفحص ان الطعام يحتوى على مادة شديدة التخدير بكميات كبيرة تم دسها فى طعام الباميه الذى تناوله الزوج فى العشاء ، وضيقت جهات التحقيق الخناق على الام الخائنة فخارت واعترفت بالتفاصيل الصادمة ، والقت مباحث المنيا القبض على الجار وتمت المواجهة ، وكشف الله سترهما واعترفا تفصيليا باعترافات صادمة ، وأكدا معا ان خطة الموت كانت للزوج ولكن استيقاظ الاطفال فجأة افسد خطة ذبحه ،و لان الطفلان يعرفان جارهم سمير جيدا ، فقررا معا الخلاص منهما ، هربا من الفضيحة المدوية ، وطلبت الام إنهاء حياة طفليها وذبحهما سمير الواحد تلو الآخر كالخراف وعندما شاهد الجار منظر الدماء تتدفق من رقاب الصغيرين لم يحتمل المنظر وأخذ السكين ولاذ بالهرب وتركهما يموتان بدم بارد ، بينما تجردت الام من مشاعر الأمومة والرحمة والإنسانية ولم يتحرك لها جفن او تهتز شعره من رأسها ، بل كانت فى منتهى البرود والقسوة عكس كل المخلوقات حتى القطة التى تهاجم بشراسة من يقترب من صغارها ، وبجبروت منقطع النظير اعترفت الام بدس المخدر لزوجها للخلاص منه على يد الجار ، وعندما فشلت خطة قتله واستيقظ الاطفال فجأة طلبت من شريكها الاجهاز على الصغيرين هربا من الفضيحة ، واعادت تمثيل الجريمة امام الجيران الذين حاولوا الفتك بها وامام النيابه التى امرت بحبسهما بتهمة القتل العمد والشروع فى قتل الزوج ، ليلقى مصيرهما على حبل المشنقة ، ولا يعرف الطفلان بأى ذنب قتلا على يد جبروت الام الملعونة وجارهما الخائن .