«أرجوحة» قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم

«أرجوحة» قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم
«أرجوحة» قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم

«أرجوحة» قصة قصيرة للكاتبة آيار عبد الكريم

جلستْ على أُرجوحةٍ بلونٍ ورديٍ جميل، تحاول دفع الأرجوحة بقدميها الصغيرتين.  كلما بسطتْ قدميها ودفعتهما بقوة؛ حلقت في الهواء كفراشة زاهية بألوان خلابة. يُداعب الهواء خصلات شعرها البني اللامع. يتمايل على الجانبين وتعيده بلمسة سحرية من يديها الصغيرتين. جلس إلى جانبها على الأرجوحة المجاورة طفل صغير؛ أخذ ينظر إليها ويُحرك الأرجوحة بقدميه بقوة الدفع مثلها. حدثها بصوت منخفض: هيا نذهب إلى آخر الحديقة لنلعب مع هؤلاء الصغار.

وافقت على الفور وذهبت معه. تتشابك أيديهما ويردّدان أغنية جميلة: هنروح الجنينة ونشبك ايدينا.

جاءت شابة عشرينيّة تجلس على الأرجوحة؛ تحاول أن تدفع الأرجوحة بقدميها، لكن طول قدمها كان مانعا لها، فاكتفيت باهتزاز الأرجوحة واستعادت به جزءاً من طفولتها الماضية.

نظر إليها شاب من بعيد. جلس بجانبها على الأرجوحة المجاورة، ثم أمسك يديها ورحلا وهما يغنيان: علشان احنا مع بعضينا، ولأول مرة لوحدينا وما حدش بيبص علينا غير فرحة قلبنا وعنينا.

جاءت امرأة عجوز بعكاز صغير؛ قدماها متورمتان من السير. جلست على الأرجوحة ولم تتحرك. ليس طول القدم هو ما أعجز قوة الدفع لديها، ولكن جسدها المتخشب كأثاث قديم مهتريء هو ما أحال بينها وبين قوة الدفع لاهتزاز الأرجوحة .

وفي محاولتها للنهوض، جاءها شيخ عجوز، يطلب منها أن تستند على يديه  حتى تستطيع النهوض ومواصلة السير. سارا معا وهما يتسندان بعضهما البعض ورددا قائليْن:

زمان وأنا صغير، كنت بحلم أبقى كبير، تعب القلب واتحير من الدنيا والمشاوير.