خلال جولته التفقدية بالأكاديمية العسكرية المصرية

السيسي: الحكومة تعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية

الرئيس عبدالفتاح السيسي لدى وصوله إلى مقر الأكاديمية العسكرية
الرئيس عبدالفتاح السيسي لدى وصوله إلى مقر الأكاديمية العسكرية

السيسي: نعمل على توفير الوقود بشكل منتظم لأكثر من 10 ملايين سيارة يوميًا

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على وجود خطة طموح جدا لدى الدولة لحل أزمة الاقتصاد والصناعة ومستلزمات الإنتاج وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج وإيجاد بدائل فى مصر أو إنتاج يغطى مطالب هذه المستلزمات أو المنتجات التى نحتاجها فى حياتنا اليومية.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الدولة حريصة على إيجاد حلول نهائية للأزمة الاقتصادية والعمل بجد فى كل القطاعات والمجالات، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار تلك الأزمة.

وأضاف الرئيس أننا نعمل على توفير العملة الصعبة ولن نتوقف عن توفير احتياجاتنا الأساسية، مشددا على أننا بذلنا جهودا غير مسبوقة لزيادة الرقعة الزراعية، مضيفًا: أننا نحرص على توفير احتياطى استراتيجى من السلع الأساسية لمدة تتراوح ما بين خمسة إلى ستة أشهر.

وأكد السيسى أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين، مشيرًا إلى أننا نحاول أن نكون عاملًا إيجابيًا لإيجاد حلول للأزمات التى تواجه المنطقة، كما حدث عندما استضافت مصر مؤتمر دول جوار السودان لمحاولة إيجاد حل سلمى لأزمة السودان.

جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التى قام بها الرئيس السيسى فى الأكاديمية العسكرية المصرية ولقائه مع طلبة الأكاديمية يرافقه الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من قادة القوات المسلحة، حيث شهد الرئيس عددًا من الأنشطة والتدريبات الرياضية التى نفذها طلبة الأكاديمية أثناء تنفيذهم طابور اللياقة، كما تفقد عددًا من مناطق تدريب الطلبة شملت المرور على ميادين الفروسية.

وأشاد الرئيس السيسى بدور الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدًا أن دور الأكاديمية لا يتوقف فقط على إعداد وتأهيل الطلبة ولكنها تقوم بدور فى إعداد كوادر للعمل بمؤسسات الدولة المختلفة.

ووجه السيسى التهنئة للخريجين من الأكاديمية العسكرية، متمنيا التوفيق للطلبة الجدد وداعيًا الله عز وجل أن يحفظ مصر.

وأكد الرئيس أن هناك تطويرًا مستمرًا كل يوم لأن هذا هو سنة الحياة ومن يتوقف عن التطوير تتجاوزه الأحداث، وبالتالى نحن فى تطوير مستمر.

وحول الأزمة التى تثير قلق المواطنين، أكد الرئيس السيسى أن البلاد شهدت العديد من الأزمات فيما مضى، ولكن بالجهد والمثابرة عبرنا العديد من الأزمات، لافتًا إلى أن الأزمة الراهنة لم تكن الدولة السبب فيها وإنما كانت نتاجًا لأزمة عالمية.

وأشار الرئيس إلى أنه رغم الأزمة الراهنة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، فإن الدولة بذلت جهدًا غير مسبوق لزيادة الرقعة الزراعية وستضيف خلال الشهور القليلة القادمة إلى خريطة مصر أكثر من 3 ملايين فدان فى الدلتا الجديدة وسيناء وشرق العوينات، ولكن سنظل فى حاجة إلى الاستيراد نظرًا إلى ارتفاع كميات الاستهلاك من قمح وزيت وغير ذلك من سلع أساسية.

وأكد السيسي اعتزازه وتقديره للجهد المبذول من قبل الأكاديمية العسكرية فى إعداد الطلبة، مشددًا على متابعته الدائمة لهم من خلال التواصل الدائم مع قادة القوات المسلحة ومدير الأكاديمية العسكرية.

وشدد الرئيس السيسي على أنه دائمًا ما يزداد تقديره للجهد المبذول والإعداد الكبير الذى تقوم به الأكاديمية خلال الفترة الحالية المهمة جدًا، مؤكدا الاستمرار الدائم فى تطوير الأكاديمية العسكرية.

وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية الراهنة التى تقلق الناس، قال الرئيس السيسى «مصر مرت بأزمات كثيرة وبالجهد والمثابرة عبرتها»، منبها إلى أن الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها حاليا لم نكن سببا فيها بل حدثت نتيجة لظروف مر بها العالم أجمع سواء أزمة «كوفيد- 19» والتى كان لها تأثير سلبى على الاقتصاد العالمى الذى نرتبط به بشكل أو بآخر، أو الأزمة الروسية - الأوكرانية والتى لها تأثيرها على الأسعار.

وأضاف السيسى «أنه على الرغم من هذه الأزمة الكبيرة وارتفاع أسعار السلع الأساسية بالرغم من الجهد المبذول.. سنضع خلال شهور قليلة على خريطة مصر مساحات ضخمة جدًا من الأراضى الزراعية سواء كانت فى الدلتا الجديدة أو فى توشكى أو شرق العوينات بالإضافة إلى سيناء والريف المصرى ليصل مجموع تلك المساحات الزراعية المستصلحة لأكثر من 3 ملايين فدان وهى مساحات زراعية ضخمة جدًا جاءت نتاج العمل والجهد الجبار لتحقيق إنتاج زراعى غير مسبوق فى فترة زمنية قصيرة».

وأشار الرئيس إلى أنه حتى فى ظل هذه المساحات الزراعية المستصلحة الضخمة فإننا نحتاج إلى استيراد سلع أساسية مثل القمح والذرة وزيت الطعام وبكميات كبيرة، فنحن نستهلك على الأقل من 18 إلى 20 مليون طن قمح فى مصر سنويا، وحتى إذا أنتجنا نصف تلك الكمية فإننا بحاجة إلى استيراد النصف الآخر من الخارج، ولذلك ترتفع الأسعار.

وأوضح السيسى أن الدولة تستورد أكثر من 90% من إجمالى حجم استهلاكها من زيت الطعام، لافتًا إلى أن كل ما يتم استيراده يكون بالعملة الصعبة ويتم بيعه للجمهور بالجنيه، وبالتالى مطلوب من الدولة بشكل دائم تدبير عملة صعبة تكفي جميع المطالب ومستلزمات الإنتاج وغيرها.

وقال السيسى، إن الدولة تعمل على توفير الوقود بشكل منتظم لأكثر من 10 ملايين سيارة تتحرك يوميًا على امتداد الجمهورية، مشيرًا إلى أن هناك كمية يتم استيرادها من الخارج.
وأضاف الرئيس أن مصر فى حاجة يوميًا إلى 18 ألف طن مازوت لتشغيل محطات الكهرباء فى ظل الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة.. موضحا أنه يتم شهريا إنفاق من 300 إلى 350 مليون دولار لتوفير حوالى نصف مليون طن مازوت.

وأكد الرئيس، أن إنتاج الدولة من الغاز ساهم بشكل كبير أيضا فى سد احتياجاتنا، مشيرا إلى أنه لولا ذلك الإنتاج لحدثت أزمة كبيرة.

وتطرق الرئيس السيسى إلى قضية ارتفاع أسعار السلع، مطمئنا المواطنين بأن الحكومة تعمل على وضع مجموعة من الإجراءات لتخفيف آثار هذه الأزمة.

وتابع الرئيس قائلا: «إذا ظلت فاتورة الاستيراد من الخارج التى نحتاج لها عملة صعبة سواء لسلع أو مواد بترولية أو مستلزمات تدخل فى الصناعة فى مصر أو أدوية وهى احتياجات ضرورية فإن تكلفتها رقم كبير جدا.. وأشار الرئيس السيسى إلى أننا سنعانى حال عدم توفير ذلك الرقم من خلال العمل والتصدير وتوفير بدائل له داخل مصر، مؤكدًا على ضرورة تجاوز هذا الموضوع».

وأوضح السيسى أنه عندما يتم التحدث عن إنتاج زراعى لنحو 3 أو 4 ملايين فدان، فإن ذلك يعد رقمًا كبيرًا يساهم فى تقليل جزء من استيراد السلع الغذائية، منوهًا إلى أننا خلال عام آخر على أقصى تقدير سنكون قد أضفنا على خريطة سيناء أكثر من 450 ألف فدان وفى الدلتا حوالى 2 مليون فدان تقريبا وتوشكى وشرق العوينات مليون آخر، ومناطق أخرى مثل بنى سويف والمنيا حوالى 60 ألف فدان وكوم أمبو حوالى 150 ألف فدان.

وأضاف الرئيس قائلًا: «يتساءل البعض عن السبب فى أننا ما زلنا نواصل العمل بعد كل هذه الأرقام التى تضاف إلى ما كان متواجدًا سابقاً.. أقول لهم نعم ما زلنا نواصل، لأن تعدادنا وصل إلى 105 ملايين نسمة بالإضافة إلى 9 ملايين لاجئ متواجدين معنا يحتاجون إلى توفير احتياجاتهم الأساسية».

وعن الوضع فى المنطقة قال الرئيس السيسي إن مصر لديها ثوابت أساسية فى التعاملات الخارجية تتسم بضمان توفير عامل الاستقرار فى محيطها.. موضحا أن مصر منذ القدم تدير سياستها الخارجية بمبدأ التوازن والاعتدال وأن تكون عاملا إيجابيا لحل الأزمات التى تمر بالمنطقة مثل ما يحدث فى ليبيا والسودان، مستدلا على ذلك بمؤتمر دول جوار السودان الذى استضافته مصر منذ أيام في محاولة لحل الأزمة هناك.

وأعرب الرئيس عن سعادته بتواجده مع طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية قائلًا «سعيد بما أسمعه وأراه .. ربنا يوفقكم .. سبق وأن قلت وأقول مرة أخرى أن الأكاديمية ليس دورها فقط أن تقوم بتأهيل وإعداد طلبة الكليات العسكرية ولكنها تقوم أيضا بدور فى إعداد كوادر تدخل وتعمل فى مؤسسات الدولة المختلفة، بحيث من يتولى الوظائف فى الدولة يكون على قدر من المسئولية والاجتهاد والأمانة والإخلاص، لذلك نحن نحاول ونساهم فى إعداد وتأهيل تلك الكوادر لمدة 6 أشهر مثلا وبعد ذلك نتابع نتائج ذلك التأهيل للتأكد من أن ذلك المسار يحقق الهدف المأمول، وأنه جيد أو بحاجة إلى المزيد من الإضافات.

ووجه الرئيس السيسي فى ختام كلمته التهنئة للخريجين متمنيا التوفيق للدفعة الجديدة التى ستدخل الأكاديمية، قائلا: «أشكركم وأتمنى لكم كل التوفيق والله دائما يحفظكم ويحفظ مصر».