فجأة وبدون إنذار مسبق اختفت علب السجائر من داخل الأكشاك والمحلات التجارية المسموح لها التداول ببيعها، وأصبحت فى ملف المحظورة من البيع، بالرغم من ضخ الشركة الشرقية للدخان كميات مهولة تسد احتياجات السوق المحلية.
اختفاء السجائر من السوق المحلية هو من المؤكد خلفه أباطرة التجارة لتحقيق أعلى معدلات من الزيادة السعرية على حساب الاقتصاد القومى الذى يواجه حالة من التضخم نتيجة ما يشهده العالم من ارتفاع جنونى متوال يوميا فى أسعار الخامات المتاثرة بالحرب الروسية الأوكرانية.
خلال الأزمة المالية العالمية التى أصابت الاقتصاد العالمى فى عام ٢٠٠٨، صادفنى فى العام التالى أن قمت بزيارة إلى ولاية فرانكفورت الالمانية، وكان بصحبة أحد الأصدقاء فى طريقنا إلى أحد الأكشاك المسموح لها ببيع التبغ، وطلبنا منه شراء علبة سجائر، استجابة البائع كانت على غير المعتاد فإذ به يبلغنا أن هناك سجائر بالسعر القديم واخرى بالسعر الجديد الذى اضيف إلى هذا الصنف فى ذاك اليوم.
سألنا الرجل لماذا لم تضف الزيادة الجديدة على ما تمتلكه من السجائر القديمة؟
ضحك البائع بشدة وقال: من السهل أن أفعل ذلك، ولكن من المستحيل أن أخالف ضميرى وأفعل ذلك وأنا أعلم إنى لوفعلت ذلك سوف أساعد على زيادة التضخم فى هذا الوطن الذى يحتوينى أنا وعائلتى.
درس لن ينسى من هذا البائع البسيط فى معنى الأوطان.
حفظ الله مصر
