قلم على ورق

فاتن حمامة.. وحداد

محمد قناوى
محمد قناوى

التصدى لتقديم كتاب عن النجمة الراحلة فاتن حمامة ليس بالأمر السهل فى ظل وجود عشرات الكتب التى تناولتها سواء فى حياتها او بعد وفاتها ، بعضها تعرض لمشوارها الفنى والبعض الآخر دمج حياتها الفنية مع تجربتها التمثيلية ولكن لم نجد كتابا واحدا تحدث عن مشوارها السينمائى برؤية نقدية عميقة ويؤكد على تنوع مسيرتها وذكاء إختياراتها وتفرد موهبتها، سوى الكتاب الذى أصدره الناقد البحرينى العاشق والمتيم بتاريخ السينما بصفة عامة والسينما المصرية ونجومها ومبدعيها بصفة خاصة ويحمل الكتاب الجديد اسم»فاتن حمامة ..سيدة الشاشة العربية» والتى يأتى ضمن سلسلة الكتب المتخصصة التى يصدرها المؤلف الكترونيا عبر موقعه «سينماتك».

كتب مقدمة الكتاب الناقد عصام زكريا والذى وصف فيها مؤلف الكتاب بأنه يكتب عن السينما بقلب عاشق وعين ناقد، وأنه لم ير عاشقا متيماً محباً مخلصاً للسينما مثل «حسن حداد» الذى يعمل بجهد وتمويل ذاتى ودأب عبر موقعه الإليكترونى «سينماتك» والذى تحول على مدى سنوات لواحد من أهم المكتبات والأرشيفات الموجودة على الشبكة العنكبوتية. 

وقال عصام زكريا فى مقدمته أن الكتابة عن فاتن حمامة التى تعد من أكثر الممثلات العربيات شهرة وشعبية وتقديرا من قبل الجمهور والنقاد، بعد كل هذه السنوات تعد تحدياً صعباً، لكثرة ما نشر عنها على مدى حياتها وبعد وفاتها، لكن حداد يقدم عبر كتابه -الصادر حديثاً- إضافة ثرية للمكتبة السينمائية.

يقسم المؤلف الكتاب إلى خمس مراحل أو محطات رئيسية فى مشوار سيدة السينما العربية تمثل تطور مسيرتها، وهى مرحلة الصبا والشباب والانطلاق، وفيها افلام «يوم سعيد»، مروراً بأفلام «رصاصة فى القلب» و«أول الشهر»، و«دنيا»، «ملاك الرحمة»، ثم تأتى مرحلة الشخصية الرومانسية، وقدمت خلالها أفلام «الحب العذرى» و«وداعاً ياغرامي، سلوا قلبي.

إرحم دموعي، وأيامنا الحلوة» أما المرحلة الثالثة وهى مرحلة الميلودراما البكائية قدمت خلالها أفلام «ملائكة فى جهنم، اليتيمتين، ظلمونى الناس»، «لا أنام»، «الطريق المسدود» والرابعة مرحلة تأكيد الشخصية الفنية فى أفلام «ست البيت»، «إمبراطورية ميم»، «أريد حلا» والخامسة وهى مرحلة النضج الفنى التى بدأت منذ نهاية الخمسينات وبالتحديد منذ فيلم «دعاء الكروان» وحتى آخر أفلامها «أرض الأحلام».

كما خصص فصلاً عن رحلتها بالمهرجانات السينمائية، ويختتم الكتاب برؤية نقدية لخمسة أفلام لها تمثل محطات رئيسية فى مشوارها الفنى وهى «دعاء الكروان 1959، الحرام 1965، أريد حلاً 1975، أفواه وأرانب 1979، ليلة القبض على فاطمة 1984»، كما يتناول فصلاً من مذكراتها التى نشرت خلال خمسينات القرن الماضي، ويستعين بآراء عدد من المثقفين وصناع الأفلام الذين تحدثوا عنها...نحن امام وثيقة سينمائية.