لائحة جديدة لجميع كليات التربية لتطوير برامجها وزيادة الجانب التطبيقى بها

  د. أمل سويدان
د. أمل سويدان

صَدَّق المجلس الأعلى للجامعات برئاسة د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى على اللائحة الموحدة لكليات التربية التى أعدها قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات وصدر القرار الوزارى الخاص بتطبيقها على جميع كليات التربية بدءا من هذا العام.

وكان قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات فى العام (٢٠٢٣م) قد شرع كما تقول رئيس لجنة قطاع كليات التربية بالمجلس الأعلى للجامعات د. أمل سويدان- فى تطوير برامج إعداد المعلم بكليات التربية سواء كان الإعداد تكامليًا للحصول على ليسانس الآداب والتربية، أو للحصول على بكالوريوس العلوم والتربية، أو كان الإعداد تتابعيًا للحصول على الدبلوم العامة فى التربية: لإعداد معلمين متعددى التخصصات أو معلمين لمجال معين إلى جانب تطوير إعداد معلمى المواد وتطوير أدوارهم التربوية ذات العلاقة بالقيم واحترام الآخر، ورعاية المتعلمين. ويمثل برنامج الدبلوم العامة فى التربية النظام التتابعى فى إعداد المعلم، حيث يقوم هذا النظام- بالدرجة الأولى- على إعداد الطالب أكاديميًا فى كليتى الآداب أو العلوم، أو غيرهما من الكليات الجامعية) لمدة أربع سنوات، وبعد حصوله على ليسانس الآداب) من كليات الآداب أو ما يعادلها)، أو بكالوريوس العلوم (من كليات العلوم، أو ما يعادلها) يلتحق بكلية التربية: للحصول على الدبلومة العامة فى التربية، ليتم إعداده التربوى لمدة عام دراسى كامل أو أكثر، يدرس فيه الطالب دراسة نظرية وتطبيقية تؤهله للعمل.
ومن هنا يمكن القول: إن سعى قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات يأتى من عدة منطلقات:

 المنطلق الأول: قيام وزارة التربية والتعليم بالإعلان عن الخطة الاستراتيجية للتعليم المصري، وتطوير مناهجه بما يتوافق مع طبيعة العصر، وقد بدأ ذلك بتطوير مناهج الصفوف الأربعة الأولى من المرحلة الابتدائية.

المنطلق الثانى: الدراسات العلمية المحلية والعالمية التى نادت بتطوير برامج إعداد المعلم ليصبح مؤهلًا للتدريس فى عالم جديد شديد السرعة، وشديد التشابك، وشديد التغيير، وهذا يتطلب إعدادًا مغايرًا لما كان عليه من قبل.

المنطلق الثالث: التوافق مع الجهود الكبيرة المبذولة من الدولة المصرية فى سبيل الارتقاء بالتعليم. المنطلق الرابع: أن تكون برامج إعداد المعلم منصبة على الجانب التطبيقى أكثر من الجانب النظري، وأن تتوافق مع الاتجاهات العالمية فى هذا الصدد.

وتضيف أن هذه اللائحة قام بإعدادها فرق عمل شملت كل ألوان الطيف التعليمي، وبذلت فيه جهود كبيرة انطلاقًا من أهداف وفلسفة واضحة لتطوير كليات التربية؛ تماشيًا مع الخطة الاستراتيجية المصرية لتطوير التعليم، وتماشيا أيضا مع التغيرات العالمية فى مجالات التربية. وهذا العمل بكل ما بذل فيه من جهد ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لعمليات تقويم وتطوير مستمرة؛ أملًا فى واقع مستقبلى أكثر إشراقًا للتعليم فى مصر. ونأمل أن نكون قد بدأنا خطوة حقيقية لتطوير كليات التربية، ونأمل فى المزيد فى القادم إن شاء الله.

نص اللائحة 

وقد نتج عن هذا توصل القطاع للائحة موحدة لكليات التربية جاءت نتيجة دراسات ميدانية على أرض الواقع شملت كما تقول د. أمل سويدان- كل كليات التربية فى مصر، وشملت عدداً ضخماً من مدارس التعليم العام بمصر، وهذا العدد يصلح أن يكون عينة ممثلة للقطر المصرى كله، كما جاءت اللائحة نتيجة عمل جماعى ضخم شمل أعضاء لجنة القطاع وخبراء المكتب ولجنة التخطيط وعمداء الكليات وأساتذة التربية والآداب والعلوم والتربية الفنية والاقتصاد المنزلى ورياض الأطفال والزراعة... من كل الجامعات المصرية، وبعد كل ذلك تم عرض اللائحة على القطاع مرات ومرات وأجريت التعديلات المناسبة. وهى فى النهاية عمل بشرى قابل للتجريب، وقابل بدرجة أكبر للتعديل والتطوير.

وعن أبرز ملامح اللائحة الموحدة لإعداد المعلم بكليات التربية فى مصر 2023 تحقيق الأهداف التالية: 

1- تحقيق متطلبات إعداد المعلم فى كليات التربية واحتياجات المناهج الدراسية المطورة بمدارس وزارة التربية والتعليم، من خلال الاهتمام بالجانب التطبيقى فى إعداد المعلم، ليكون مؤهلًا لتدريس المناهج متعددة التخصصات، وأن يكون متميزًا فى التخطيط للتدريس وتنفيذه بصورة مناسبة وتقويمه بطريقة علمية، من خلال تطوير برنامج التربية العملية والتدريب الميداني، كما تم التركيز على المقررات متعددة التخصصات، وإكساب المتعلمين مهارات التفكير العليا وحل المشكلات والاستقصاء.

2- كما رُوعى عدم زيادة أو نقصان سنوات الدراسة بكليات التربية، عن طريق توزيع خطة الدراسة على ثمانية فصول دراسية، فى أربع سنوات (مستويات)؛ يدرس فيها الطالب المتطلبات الأكاديمية والمتطلبات التربوية والمتطلبات التكنولوجية والمتطلبات الثقافية، وهذه المتطلبات متوافقة مع تطوير مناهج التعليم قبل الجامعى فى مصر.

3- وزيادة المهارات والخبرات الميدانية لدى الطالب المعلم بكليات التربية لإكسابه الجدارات اللازمة لممارسة المهنة؛ لتحقيق الشراكة الفاعلة بين الجامعة والمدرسة لخدمة الوطن، من خلال: 

وإعادة هيكلة لائحة كل كلية بعد زيادة وزن التطبيقات والخبرات الميدانية للتركيز على الجوانب العملية والتطبيقية والتدريب الميدانى أكثر من التركيز على الجانب النظرى.

وبدء التدريب الميدانى من السنة الأولى بمشاهدة للنماذج الناجحة لتدريس لبعض المعلمين داخل الفصل الدراسى ومعايشة النظام المدرسى.

فى السنة الثانية يتعلم الطالب التخطيط للتدريس، والتدريس المصغر.

وفى السنة الثالثة يطبق الطالب التخطيط للتدريس والتدريس المصغر والتربية العملية، ويتعلم كيفية إجراء البحوث.

السنة الرابعة مخصصة بالكامل على مدار فصلين دراسيين لتطبيق ما تعلمه الطالب المعلم من خبرات لتنفيذ التدريب الميدانى المستمر، وإجراء بحوث، وتنفيذ مشروعات التخرج، تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس المؤهلين لذلك بكليات التربية، والكوادر المناسبة من العاملين بالمدارس بوزارة التربية والتعليم بحيث يصبح الطالب بعد الانتهاء من البرنامج مؤهلًا للتقدم للحصول على ترخيص مزاولة مهنة التعليم فى حال إقرارها.

أما على مستوى الدبلومة العامة فى التربية فيتم التركيز فى الفصل الدراسى الأول بدرجة أكبر على المقررات الدراسية أما فى الفصل الدراسى الثانى فيتم التركيز بدرجة أكبر على التدريب الميداني.

4- كما تهدف اللائحة الجديدة إلى تحقيق تقارب مستويات الخريجين مع الحفاظ على السمات التنافسية بين الكليات، وذلك من تدريس 80٪  من البرنامج لكل الطلاب على مستوى الكليات ككل، مع ترك نسبة 20٪  لتقترح من خلالها كل كلية مقررات بينية تدور حول المشاركة المجتمعية والبحوث الإجرائية واستخدام التكنولوجيا والرقمنة.

5- إتاحة المتابعة والتقييم المستمرين لتنفيذ برامج إعداد المعلم والإفادة من النتائج فى مواصلة التطوير، استنادًا إلى:

الجدارات والمعايير المصرية الخاصة بالتدريس اللازم توافرها فى الطالب المعلم. 

زيادة المقررات البينية والتكاملية. 

النظر فى اختبارات القبول. 

النظر فى متطلبات رخصة ممارسة مهنة التدريس. 

الإفادة من الشراكات التى تتبناها وزارة التعليم العالى لدعم وتطوير التعليم.

6- ومن المتوقع أن يسهم أبناؤنا الطلاب والمعلمين من خلال هذا التوجه فى دراسة المشكلات واقتراح حلول واقعية لها؛ ليصبح التطوير نتاجَ التكامل بين فكر شباب واع، لديه القدرة والطاقة على التطوير وما بين فكر أصحاب الخبرة من أساتذة الجامعات والمعلمين والموجهين ومديرى المدارس. 

7- وتوضح د. أمل سويدان أننا شاهدنا فى عدد من المدارس والجامعات المصرية إنجازات للتلاميذ والطلاب، وهم يمثلون مصر فى محافل علمية دولية بابتكاراتهم واختراعاتهم وأفكارهم الواعدة، والتى تبشر بمستقبل أكثر إشراقًا؛ وإذا تضافرت جهود كافة المؤسسات فى تطوير التعليم بشكل إجرائى يمكن أن تزيد هذه الابتكارات؛ ومن ثم تركز اللائحة على تنمية مهارات الإبداع والابتكار وحل المشكلات والتفكير النقدى.

8- بالإضافة إلى التركيز على مهارات القرن الحادى والعشرين، وهى المهارات الضرورية التى يحتاج إليها الطالب؛ للتوافق مع معطيات عصره، والتعايش معها، والقدرة على استشراف المستقبل.

9- والتركيز على المهارات الحياتية من منطلق أن التعليم من أهدافه أن يكون المتعلم قادرًا على التعايش والتواصل والتعاون والمشاركة الوجدانية وفهم الآخر والتعاطف معه.