بدون تردد

الحرب مستمرة (٣/٣)

محمد بركات
محمد بركات

كل الدلائل والشواهد القائمة على أرض الواقع المشتعل بنيران الحرب الروسية - الأوكرانية، تدعونا للقول بغياب الفرص المواتية لوضع نهاية قريبة للحرب خلال الأسابيع أو الشهور القليلة القادمة.
بل على العكس من ذلك، هناك قدر كبير من المؤشرات والوقائع تغذى وتدفع للأخذ بالاحتمال الآخر، وهو توقع استمرار الحرب وزيادة وتصاعد وتيرتها خلال الشهور القادمة،...، وربما تمتد إلى ما هو أطول وأبعد من ذلك بكثير.


وذلك يعنى أن على العالم كله ترتيب أوضاعه وتنظيم سبل حياته، على أن الحرب ستطول، وأن آثارها وتداعياتها السلبية ستستمر طوال هذه المدة، التى بات متوقعاً وصولها إلى ما بعد نهاية العام الحالى وبدايات العام القادم، إذا ما استمرت الأطراف المتورطة فى هذه الحرب وذلك الصراع على نهجها وتوجهها الحالى.


وما يغذى هذا الاحتمال ويدفع للأخذ به وترجيحه ما نراه على أرض الواقع، من إصرارٍ مُتبادل بين طرفى الصراع، وهما: الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون من جانب، والدولة الروسية من جانب آخر، على التصعيد المستمر فى وتيرة الحرب وقوة النيران، أملاً فى الانتصار الكامل على الخصم وإلحاق الهزيمة المؤكدة به، وهو ما يصعب تحقيقه والوصول إليه، فى ظل معطياتٍ كثيرة تحول دون ذلك لا يمكن تجاهلها أو التهوين من شأنها.


ويأتى على رأس هذه المعطيات بالقطع، حسابات توازن القوى الدقيق الواجب وضعه موضع الاعتبار، فى حالة الصراع والصدام بين الدول النووية الكبرى فى العالم مثل: الولايات المتحدة وروسيا المتورطتين فى الصراع والمواجهة الحالية حول أوكرانيا.
وهذه الحسابات تحتم على طرفى الصراع توقى الوصول إلى حافة الهاوية، التى قد تدفع بالخصم إلى اللجوء لاستخدام «خيار شمشون»، الذى يمكن الأخذ فيه باستخدام السلاح النووى لتجنب الهزيمة الكاملة.
وفى ظل هذه العوامل وتلك المعطيات يصبح من الضرورى والمهم تحرك المجتمع الدولي، للسعى الجاد بين طرفى الصراع والدفع بهما إلى مائدة المفاوضات، بحثاً عن حلٍ سياسى مقبول من الطرفين، يوقف الحرب وينهى القتال.. وينقذ العالم من المعاناة القائمة حالياً والتى من المتوقع أن تزداد وتتفاقم خلال الأسابيع والشهور القادمة.