«ميرنا» صاحبة «دليل جدتى»: قابلت نجم رواياتى فى فندق شهير

دليل جدتى لقتل الأوغاد
دليل جدتى لقتل الأوغاد

تعد الأديبة «ميرنا المهدى» واحدة من أبرز الأسماء فى عالم أدب الجريمة، اشتهرت بشخصية المحقق نوح الألفى بطل سلسلة روايتها: «قضية ست الحسن» و«قضية لوز المر».. روايتها الرابعة «دليل جدتى لقتل الأوغاد»، تحكى عن جريمة قتل تحدث فى إحدى الشقق، تكشف الواقعة تاريخ أسرة كانت ضحية للاعتداء الجنسى، وتقول «ميرنا» عن روايتها الصادرة عن الكرمة: لطالما راودتنى الرغبة فى الكتابة عن التحرش الذى يقابله المراهقون الذكور فى غرف تغيير الملابس فى النوادى وصالات الرياضة. لقد سمعتُ وعاصرتُ الكثير من القصص المؤلمة والمفجعة لأصدقاء من عمرى، فظلت بذرة الفكرة فى ذهنى إلى أن ازدهرت وتحولت إلى هذا العمل.


 هل رواية «دليل جدتى لقتل الأوغاد» محاولة لرصد قضية الاعتداء الجنسى؟
- بدون شك. قضايا الاعتداء الجنسى بكل أنماطها تنغص على المجتمع راحته، لذلك وددتُ أن أجمعها بمختلف أجناس وأعمار ضحاياها فى سياق حكاية دليل جدتى لقتل الأوغاد.
 تحدثت عن مفهوم الرجولة فى فترة السبعينيات حتى وقتنا هذا، من وجهة نظرك ما سبب تغير مفهوم الرجولة؟
- الحياة برمتها تغيرت. منذ عهد الاشتراكية وحتى انفتاح عصر السادات وإلى اليوم. المجتمع لم يعد نفسه، كذلك القيم تحولت من الفكر الجمعى إلى الفكر الفردي. حياة القرية أو القبيلة حيث الكل يحمى بعضه، إلى فردية المدينة ووحدتها حيث تشعر الضحية بأن ما أصابها هو همها وحدها.


 كيف جاء اختيارك لهذه الشخصيات لتكون أبطالا لروايتك؟
- وددتُ أن أختار شخصيات حادة بارزة الصفات حتى تُظهر للقارئ شيئا بالغ الوضوح إلا أنه مع تصفح أحداث الرواية تكتشف أنها تضمر عكس ما تظهر بسبب تاريخها الشخصي. أحب هذه الطريقة من خلق الشخوص.. بعض الشخوص كانت تشبه أناس عاصرتهم، أناس فى الجزء الآخر من الكرة الأرضية يختلفون عنا فى الطباع والعادات ولكن يشاركونا مشاعر الخوف والخزى البشرى نفسه. منهم أصدقاء عاصرتهم فى طفولتى كتموا ما أصابهم من تحرش جنسي، ومنهم أشخاص كانوا بنات أفكارى بسبب جملة سمعتها بالشارع أو تعليق قاله صديق. المهم أن جميعهم حقيقيون.


ما سبب عودة شخصية نوح الألفى فى روايتك الأخيرة رغم أنها ليست جزء من سلسلة الروايات التى كان بطلها؟
 فى الواقع، كان قرارى الأولى هو جعل تلك الرواية قضية من قضايا نوح الألفي، ولكن بعد تفكير مطول اكتشفت أن هذه الحكاية لا يصح بأى شكل أن تروى على لسان المحقق أو لسان الجانى، أنها حكاية الضحايا والضحايا وحدهم. لذلك، على الرغم من أن الرواية مروية على ألسنة عدة شخصيات، إلا أنك لا تجد صوتًا فيها للجانى أو المحقق. هذا العمل مهدى للناجين وحدهم.


 كيف ابتكرت شخصية نوح الألفى؟
- كنتُ أعمل فى فندق شهير بوسط البلد وكانوا يزعمون أن ضيفًا قد مات فى أحد مصاعده. لذلك، كان يتوقف المصعد فى كل ليلة فى التوقيت نفسه. وقتها كنتُ أبحث عن فكرة رواية جديدة. لذا، أخذتُ أسأل كافة العاملين بالفندق عن تفاصيل وفاة هذا الضيف وعن شبحه الذى يحوم حول المصعد حتى أجابنى أحدهم وقد ضاق به الحال من فرط ثرثرتي، «روح الميت تأتى فى المصعد كل ليلة، لِمَ لا تسألين الميت؟» هذه الجملة كانت مصدر إلهامى لخلق شخصية محقق يخاطب أرواح الموتى ويحقق فى قضايا بمنطقة قصر العينى.