أمنية

مصر

محمد سعد
محمد سعد

بين الحين والآخر، بعض الإخوة الأشقاء فى سائر المعمورة يتناسون من هى مصر، وأنا هنا لا أعدد مزايا وعطايا بلدى، لكنى أتفاخر وأحتسب عند الله كسائر بنى وطنى، ودون سرد أى مواقف قد تعكر الصفو فمن حق الجميع أن يزهو بنمو بلده وما وصل إليه من تمدّن وتحضّر، لكن دون عقد المقارنات ولا إعطاء الأمثلة التى جانبها الصواب وليست فى محلها.
لكن علينا جميعًا أن نتذكر من هى مصر ومن هم المصريون وبالطبع لا يسعنى إلا أن أضرب أمثلة عديدة وما أكثرها! لكنى أقول: تذكروا أن المصرى هو الطبيب الذى جاب الأرض من أقصى مغاربها وحتى المشارق ﻟﻴﻌﺎلج الأﻣﺮاض المزمنة التى استوطنت الأجساد، وهو المهندس، الذى شيد اﻟﺒﻴﻮ «اﻟﻤﺪ» الحديثة، وهو المعلم، الذى خلص الكثير من ظلمات اﻟﺠﻬﻞ، وهو الممرض الذى ضمد الجراح، والعالم، الذى نقل آخر ما توصل إليه العلم الحديث، والحرفى الذى أبدع فى إصلاح ما أفسده بنو البشر، والجندى الذى حمى الأرض والعرض، وإعلامي، اضاء الدنيا بمصابيح التنوير، والخبير الذي أسهب فى رسم الحياة اﻟﺴﻴﺎسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والإدارية، وأستاذ الجامعة الذى خرّج من تحت يديه الآلاف والآلاف من النماذج السابقة وغيرها.
باختصار شديد مصر هى بلاد الشمس وضحاها وأرض النور والعشق ومرسى الحلم، وهى العامل البسيط والفلاح الفصيح وجنة الناس البسيطة، كنانة الرحمن وأرض الدفء والحنان ومعشوقة الشعراء والرسامين وقلب العروبة النابض.
مصر، مثل الرجل الكبير، تنفق بسخاء وبلا مَنّ وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر، فهى دليل الإنسانية ومهدها، هذه هى مصر، دائما فتية قوية بأبنائها جيلا بعد جيل، لا ينضب خيرها ولا يقل علمها ولن يجف نيلها، فهى وجدت قبل التاريخ.