بدون تردد

الحرب مستمرة (٢)

محمد بركات
محمد بركات

كل الشواهد والدلائل القائمة والجارية على أرض الواقع المشتعل بالحرب الروسية الأوكرانية تدعونا للقول بأن على العالم كله بدوله وشعوبه أن يرتب أموره وينظم حياته، على أن الحرب الدائرة هناك ستطول لعدة أشهر وربما لعدة سنوات،...، وأن آثارها وتداعياتها السلبية ستستمر فى التأثير على كل الدول والشعوب طوال هذه المدة غير المحددة.


نقول ذلك فى ظل ما بات واضحاً للكافة بوجود تصعيد متعمد ومستمر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو فى هذا الاتجاه، وتركيزهم خلال التصريحات والمواقف المعلنة من جانبهم على تأكيد استمرار الحرب وعدم توقف القتال، واستمرارهم فى الدعم غير المحدود  لأوكرانيا بالاسلحة والعتاد العسكرى الجديد والمتطور بصفة دائمة وكلما دعت الحاجة إلى ذلك، على أمل تحقيق اهدافهم المعلنة من هذه الحرب.


وفى هذا تجدر الاشارة إلى ما أعلن خلال الأيام والأسابيع الأخيرة فى واشنطن ولندن وباريس وبرلين وبروكسيل ووارسو، عن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين على مد أوكرانيا بكل الصواريخ التى تحتاجها وكذلك كل ما تحتاجه من القذائف المدفعية وأيضا الدبابات الحديثة سواء «ابرامز» الأمريكية أو «تشالينجر» البريطانية أو «ليوبارد» الألمانية، وأيضا منظومات الدفاع الجوى المتطورة «باتريوت» وغيرها.


ليس هذا فقط، بل أيضا ما أعلنته أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا، عن مد أوكرانيا بمنظومات صواريخ ومدفعية طويلة ومتوسطة المدى،...، وهو ما يعنى تغيراً واضحاً فى حجم وقوة النيران الذى أصبح متاحاً لأوكرانيا فى حربها مع روسيا.


وكل ذلك يعطى دلالة واضحة ومؤكدة ذات شقين، أولهما أنه لا نهاية قريبة للحرب، ولا نية لدى أمريكا والحلفاء للسعى لوقف القتال أو حتى التهدئة.
وثانيهما.. وجود إصرار لدى أمريكا والحلفاء على اطالة أمد الحرب لأقصى مدى ممكن، حتى يتحقق الاستنزاف الكامل لروسيا على المستويين العسكرى والاقتصادى،...، وبالطبع لن تقف روسيا موقف المتفرج على ذلك.
«وللحديث بقية»