تتجه انظار العالم ، يوم ٢٢ أغسطس الجارى ، الى جنوب أفريقيا ، حيث يتوقع اطلاق عملة دولية جديدة للتعاملات التجارية بين دول مجموعة بريكس وهى روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ،خلال قمة المجموعة. وسوف يمثل هذا القرار فى حال صدوره ضربة قاسية للدولار الأمريكي، الذى يهيمن على التعاملات بين الدول منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، وبالتحديد منذ اعتماد العملة الأمريكية فى المعاملات الدولية ،فى مؤتمر بريتون وودز.
وقد ظلت هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمى مستمرة ، رغم تخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن غطاء الذهب فى طبع الدولارات الجديدة، ورغم تجاوز الديون الامريكية السقف المحدد، ووصولها اكثر من ثلاثين تريليون دولار.. وجاءت مبادرة إطلاق عملة بريكس ، من روسيا التى تتعرض لعقوبات تجميد اصول فى الدول الغربية ، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ، مما أحدث انزعاجا لدى الدول التى تستثمر أموالا ضخمة فى دول الغرب. كما تسببت زيادات اسعار الفائدة على الدولار فى ازمات خطيرة للعملات المحلية فى مختلف دول العالم.
وتعرضت العديد من العملات لانخفاضات كبيرة ، ارتفعت معها معدلات التضخم الى مستويات قياسية.
وحظيت المبادرة الروسية باطلاق عملة بريكس التى تتمتع بغطاء ذهبى على قبول دول المجموعة ، وهو ماتم إدراجه على جدول اعمال قمة المجموعة فى جنوب أفريقيا.. ويرى بعض الاقتصاديين فى الغرب ان اصدار عملة دولية بديلة للدولار يعد زلزالا اقتصاديا . لدرجة اصدار احدهم وهو الامريكى روبرت كيوساكى كتابا بعنوان الأب الغنى والأب الفقير ، توقع فيه ان يصبح الدولار مثل ورق التواليت .
وتمثل مجموعة بريكس قوة اقتصادية كبيرة ، حيث يتجاوز الناتج الإجمالى لها ، ماتنتجه دول مجموعة السبع المتقدمة.. وتتحدث تقارير صحفية عن طلبات جديدة من ثلاثين دولة حول العالم ، للانضمام للمجموعة، من بينها دول عربية قوية.. ويتوقع خلال القمة مناقشة هذه الطلبات، بما يؤشر لتغيير كبير فى موازين القوى الاقتصادية بالعالم .
الحدث المتوقع كبير وخطير ، ويمكن اعتباره تاريخيا اذا تضمن اطلاق عملة بريكس ، بما يمثل بداية النهاية لهيمنة الدولار .
الآمال المعلقة على قمة بريكس كبيرة ، فهل تحمل العدل والخير وتضع حدا للهيمنة الأمريكية ؟ أتمنى، وانا لمنتظرون .
